ربداء الرشيقة.. "العين الإخبارية" تكشف قصة دودة قادت لعلاج مرض عصبي (حوار)
يرتبط "التصلب الضموري الجانبي" باسم عالم الفيزياء البريطاني الشهير "ستيفن هوكينج"، والذي كان من أشهر المصابين بهذا المرض.
ويؤثر هذا المرض على الخلايا العصبية في المخ والحبل النخاعي، مسببا فقدان التحكم في العضلات.
وتوجد بعض الأدوية لعلاج أعراض هذا المرض، غير أن فريقا بحثيا من مركز أبحاث مستشفى جامعة مونتريال بكندا، يعتقد أنه وضع يده على خيط قد يقود إلى علاج أكثر فاعلية، حيث اكتشفوا أن اضطراب التمثيل الغذائي للدهون يساهم في هذا التنكس الدماغي، ووجدوا أن بكتيريا نافعة تعيش في جسم الإنسان، وهي سلالة "HA-114" من بكتيريا "لاكتوباسيلس رامنوساس"، يمكن أن تكون علاجا محتملا لهذا الاضطراب.
فكيف جاء هذا الاكتشاف المهم، ولماذا هذه السلالة من البكتيريا تحديدا، وكيف يمكن توظيف هذه السلالة في علاج مرض "التصلب الضموري الجانبي"، كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها أليكس باركر، الأستاذ بقسم علوم الأعصاب بجامعة مونتريال، والباحث الرئيسي بالدراسة، في حوار خاص مع "العين الإخبارية"..
بداية: كيف جاء هذا الاكتشاف المهم؟
دودة ربداء الرشيقة، أو ما يعرف بـ"C. elegans"، هي نموذج حيواني يستخدم لدراسة مرض "التصلب الضموري الجانبي"، ومن خلال عملنا مع هذه الدودة، اكتشفنا العلاقة بين اضطراب التمثيل الغذائي للدهون وهذا التنكس الدماغي، ووجدنا أن سلالة "HA-114" من بكتيريا "لاكتوباسيلس رامنوساس"، يمكن أن تكون مفيدة في علاج هذا الاضطراب.
ولكن استخدام هذه الدودة في الأبحاث الطبية ليس متداولا؟
هذه الدودة الصغيرة بطول ملليمتر واحد فقط تشترك في 60% من تركيبتها الجينية مع البشر، لذلك هي من بين النماذج الحيوانية المستخدمة في الأبحاث الطبية، وقد تم تعديل هذه الديدان الخيطية وراثيا باستخدام الجينات المرتبطة بمرض التصلب الضموري الجانبي، لإجراء الأبحاث عليها.
ولماذا استخدمتم سلالة "HA-114" تحديدا؟
قررنا اختبار العديد من سلالات الكائنات الحية المجهرية في نموذج دودة ربداء الرشيقة لدينا، ووجدنا أن سلالة "HA-114" من بكتيريا "لاكتوباسيلس رامنوساس"، كانت واقية.
ولماذا تحقق هذه السلالة من البكتيريا تلك الوظائف؟
نعتقد أن الأحماض الدهنية التي توفرها تلك السلالة تدخل "الميتوكوندريا" من خلال مسار مستقل غير تقليدي، وبذلك، فإنها تعيد التوازن لضعف التمثيل الغذائي للطاقة في مرض "التصلب الضموري الجانبي" وتؤدي إلى انخفاض في التنكس العصبي.
وكيف يمكن الاستفادة من هذا الاكتشاف؟
سلالة "HA-114" من بكتيريا "لاكتوباسيلس رامنوساس"، من بين الكائنات الدقيقة النافعة التي تعيش في البشر، لكن في حال عدم وجودها بكميات كافية، لدى مرضى التصلب الضموري الجانبي، يمكن تقديمها في صورة مكمل غذائي.
وهل يمكن استخدام المكمل الغذائي المحتمل لأغراض وقائية أيضا؟
يمكن بالطبع، ففي حال أجريت تحليلات وكشفت النتائج عن أن شخصا ما يعاني اضطراب التمثيل الغذائي للدهون، المسبب لمرض التصلب الضموري الجانبي، يمكن حينها مساعدته بهذا المكمل الغذائي حتى لا يصاب بالمرض.
وما خطوتكم التالية؟
يجري فريق البحث الآن دراسات مماثلة على نموذج حيواني أكثر تعقيدًا من دودة "ربداء الرشيقة"، وهو الفأر، وسنقوم بعد ذلك في ربيع عام 2023 بتجربة سريرية، لإثبات ما إذا كانت سلالة (HA-114) يمكن أن تكون مكملا علاجيا لعلاجات التصلب الضموري الجانبي الحالية، والميزة هي أن المكملات الغذائية "البروبيوتيك"، على عكس الأدوية، تنتج آثارا جانبية قليلة.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA= جزيرة ام اند امز