وفاة إيلي شويري.. صوت "الحرب والحب" في لبنان (بروفايل)
رحل الملحن والمطرب اللبناني إيلي شويري عن عالمنا، بعدما أثرى الساحة الفنية على مدار 6 عقود بأعماله الإبداعية وأغنياته الوطنية.
والمبدع اللبناني من مواليد العاصمة بيروت في 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1939، عبر عن حبه للموسيقى صغيرا ودلف لعالم الفن من بوابة "الإذاعة".
وشهدت ستينيات القرن الماضي انطلاقته الحقيقية في "عالم الإبداع" التي مرت عبر أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960 وهو بعمر 21 عاما.
في الكويت، جمعته الصدفة بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي شجعه على تعلم عزف العود مع ملحن مصري كفيف يدعى مرسي الحريري.
وبالفعل، استجاب شويري وتعلم عزف العود وأحيا بعض الحفلات الصغيرة وتعرف على الموسيقى الخليجية وتصادف إجراء فرقة "الأنوار" اللبنانية جولة فنية في الكويت منتصف عام 1962، لتوقظ داخله الرغبة في العودة لبلاده لكن هذه المرة حاملا رسالة من أحد الأصدقاء في الكويت لموسيقي لبناني يدعى جوزيف شمعة تحثه على دعم موهبة إيلي.
بداية إيلي شويري الفنية
انطلاقا من التوصية، أصبح إيلي عضوا في فرقة كورال تضم بجانبه شمعة ونيقولا الديك، وبات من ضمن الفريق المرافق لبعض الفنانين مثل فهد بلان.
وبدخول العقد السابع، ترجم الموسيقي اللبناني حبه الجم للفن في صورة أعمال مسرحية غنائية وأغان وطنية، وكانت الأخيرة "الأكثر تداولا" خلال الحرب الأهلية التي دارت في لبنان بين عامي 1975 و1990، لذا يلقبه كثيرون بـ"أبو الأناشيد الوطنية" في لبنان.
ومن أهم أناشيده الوطنية كانت أيقونة "بكتب اسمك يا بلادي" التي ألفها ولحنها عام 1973، وهي من غناء المطرب اللبناني جوزف عازار لكن فيما بعد قدمها عدد من الفنانين العرب مثل الممثل السوري دريد لحام.
أيضا على صعيد الأغنية الوطنية قدم إيلي العديد منها، أبرزها: "صف العسكر" و"يا أهل الأرض" بصوته، وأغنية "تعلا وتتعمر يا دار" التي غنتها الراحلة صباح، و"أيام اللولو" بصوت الشحرورة وسميرة توفيق.
أبرز أعمال شويري المسرحية
فتحت موهبة المبدع الشاب إيلي شويري، التي تشكلت مبكرا، الباب ليتعاون مع نجوم الفن في وقتها، ومن بينهم عائلة الرحبانية ذات السيط والإبداع، ليقدموا سويا أكثر من 25 عملا فنيا ملهما.
وشارك إيلي في معظم المسرحيات التي قدمها "الرحبانية" وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية، والبداية كانت عندما أسند الأخوان رحباني إليه دور "فضلو" في مسرحية "بياع الخواتم" عام 1964، ثم في الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين في العام التالي.
ومن أبرز المسرحيات الغنائية التي قدم الملحن الكبير مع "الرحبانية" وشارك فيها كبار النجوم مثل فيروز وصباح: "دواليب الهوا" و"أيام فخر الدين" و"هالة والملك" و"الشخص" و"ناطورة المفاتيح" و"صح النوم" و"الليل والقنديل" و"ميس الريم".
سطوع نجم إيلي شويري
قد لا يعرف كثيرون عن الراحل أنه مؤلف أيضا، إذ كتب أشهر أغنيات وديع الصافي مثل: "زرعنا تلالك يا بلادي" و"بلدي" و"أنت وأنا يا ليل" و"من يوم من يومين" و"يا بحر يا دوار".
ومن حظ إيلي شويري أنه "وهب الحياة" في العصر الذهبي للفن العربي، إذ عاصر درة من النجوم العرب أبرزهم: أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي وعبدالحليم حافظ وكارم محمود ومحمد عبدالمطلب وغيرهم من عمالقة الفن الذين رسموا خريطة الأغنية العربية.
وأنشد كبار النجوم من ألحانه مثل ماجدة الرومي التي قدمت له: "سقط القناع" و"مين إلنا غيرك"، و"ما زال العمر حرامي".
أيضا تنافست صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية "أيام اللولو" التي لحنها وأثارت في حينها نزاعا وتنافسا على أدائها إلى أن صدرت بأصوات 3 فنانين.
أما عن حياة الراحل الأسرية، فتزوج إيلي في عام 1966 من أسليدة عايدة أبي عاد ورزقا بـ3 بنات هن: نيكول وكارول وسيلينا.
وتقديرا لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، منح الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور للقدير إيلي شويري في عام 2017، وعلق حينها إن "وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها".
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز