خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" مزايا وعيوب دعوة إيلون ماسك لتقليص سنوات الدراسة (خاص)
خلال مشاركته بالقمة العالمية للحكومات في دبي بدولة الإمارات، دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، إلى تقليص مدة التعليم ما قبل الجامعي إلى 10 سنوات فقط، بدلا من 12 عاما دراسيا.
وقال ماسك، خلال كلمته: "أعتقد أن تقليص الفترة (التعليم) لعشرة أعوام كافٍ، وليس هناك حاجة لاثني عشر عاما من التعليم، ربما إن قلصنا بضع سنوات التعليم سنكون بخير".
بجانب تقليص سنوات التعليم، شدد ماسك على أن يمضي التعليم في اتجاه أن يفهم الطلاب سبب دراستهم للمواد التي تقدم لهم في المدارس، وتدريبهم على "التفكير النقدي"، والبحث في المعلومات المقدمة لهم.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من الخبراء، للوقوف على مدى تحقيق نتائج إيجابية من تقليص سنوات الدراسة، أم أن الأمر قد يأتي بأمور سلبية تؤثر على تحصيل الطلاب.
يستهدف إكساب الطلاب مهارات في سن صغيرة
في البداية، يقول الدكتور عادل النجدي، عميد كلية التربية بجامعة أسيوط المصرية، إن مراحل التعليم وسنوات الدراسة المقررة بـ12 سنة، نظام معمول به ومتواجد في معظم دول العالم، حتى في أمريكا نفسها، والهدف منه إكساب الطلاب مهارات في هذه السن الصغيرة وخلال مدة زمنية محددة.
وأشار النجدي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن تقليص مدة دراسة التعليم قبل الجامعي ثم الجامعي بالتبعية، سيؤدي إلى خروج أشخاص في سن صغيرة إلى سوق العمل، وهو أمر صعب لأنهم لم يكتسبوا الخبرات التعليمية الكافية.
بينما اتفق النجدي مع ماسك، في الحث على اتجاه التعليم لتدريس كيفية التفكير النقدي والبحث عن المعلومات والاعتماد على الذكاء ومهارات الطلاب والابتعاد عن الحفظ.
إمكانات الدول تختلف
في السياق، قال الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس المصرية، إن المعايير التي يتم الاعتماد عليها لوضع المناهج الدراسية، هي من تحدد سنوات التعليم.
ولفت عبدالعزيز، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن إيلون ماسك يجنح في حديثه بطبيعة الحال إلى المعايير الدولية للمناهج، والتي تتطابق بشكل مباشر مع المجتمع الغربي، الذي يحتوي على ثقافة ومناخ تعليمي وإمكانيات كبرى تسمح بتيسير عملية الدراسة بشكل كبير واقتصارها على سنوات أقل، وهذه الشروط ربما لا تكون متوافرة بشكل كبير لدى العديد من الدول.
وتابع: "ما يخص التركيز على التفكير النقدي وتطوير التعليم، فالأمر محمود وجيد شريطة أن يتم تأسيس منهج شامل للتعليم من البداية، يضمن معلما معدا إعدادا متميزا، ومادة تعليمية وأبنية تعليمية ومناخا تعليميا، بحيث لو توافرت تلك العناصر مع تحفيز الطلاب، فإن مردود ذلك سيكون رائعا في سنوات قليلة، وسيغير كثيرا من الشكل الثقافي والتعليمي في البلدان العربية تحديدا".
تجربة لم تنجح في مصر
فيما يرى الخبير التربوي المصري إبراهيم البري، أن اختصار مدة التعليم ما قبل الجامعي حدث في مصر منذ سنوات، ولم يحقق أي مردود ثقافي أو تعليمي للطلاب أو الأسر، ولذلك بعد سنوات قليلة عاد الأمر إلى ما هو عليه حاليا.
وقال البري لـ"العين الإخبارية"، إن مصر شهدت في فترة ما إلغاء الصف السادس الابتدائي، وهو ما أثار حينها انتقادات عديدة، لاسيما أن العالم كله كان يطبّق 12 سنة دراسية، الأمر الذي أُلغي بعدها بسنوات قليلة لأن تقليص السنوات الدراسية انعكس سلبا على مستوى الطلاب.
وأشار البري إلى أن الإمكانيات الحديثة ووسائل الدراسة "أونلاين" لا يمكن أن تعوض الطلاب عن سنوات الدراسة، بل على العكس في كل الأحوال زيادة سنوات الدراسة خير من تقليصها.