"سبيس إكس".. سلاح إيلون ماسك لاستعمار المريخ
استعمار المريخ كان أحد الأهداف وراء تأسيس شركة تقنيات استكشاف الفضاء "سبيس إكس" على يد رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك عام 2002.
وعلى مدار عقدين، نجحت "سبيس إكس" في إطلاق العديد من الأقمار الصناعية لخدمة تقنية الإنترنت الفضائي "ستارلنك"، كما طوّرت العديد من المركبات مثل مركبة الشحن الفضائيّة "دراجون".
وحققت الشركة طفرة في إسهام القطاع الخاص في صناعة الفضاء، إذ أطلقت أول صاروخ يعمل بالوقود السائل ممول من القطاع الخاص، وهي أول شركة خاصَة ترسل مركبة فضائية إلى مدار حول الأرض.
واستطاعت الشركة تحقيق جملة نجاحات، فكانت أول شركة خاصَة ترسل مركبة فضائية ورواد فضاء إلى محطة الفضاء الدوليَة، وحقَقت أول إقلاع عمودي وهبوط عمودي لصاروخ مداري، كما نقلت 20 رحلة إلى المحطة الفضائية الدولية بالشراكة مع وكالة "ناسا".
طفرة "فالكون 9"
في ديسمبر/ كانون الأول 2015، نجحت "سبيس إكس" في إطلاق الصاروخ "فالكون 9"، وبعد 10 دقائق نجح الصاروخ في الهبوط الرأسي، وهو إنجاز غير مسبوق لصاروخ في رحلات الفضاء المداريَّة.
وتُعتبر "سبيس إكس" أول شركة تعيد استخدام صاروخ مداري أطلق للفضاء، ويؤمل أن يؤدي هذا الإنجاز إلى خفض تكاليف المهمات الفضائية عبر إعادة استخدام الصواريخ بأنظمة إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام.
بعد ذلك، أصبحت الشركة أكبر مشغل للأقمار الصناعية التجارية في العالم مع إطلاقها المرحلة الثالثة في يناير/ كانون الثاني 2020 لمشروع "ستارلنك"، ووصول عدد أقمارها الاصطناعية إلى 242 قمرًا.
"ستارلنك"
هي كوكبة من آلاف الأقمار الاصطناعية المملوكة لـ"سبيس إكس"، تهدف إلى توفير خدمة الاتصال القمري بالإنترنت أو الإنترنت الفضائي، وتعمل بالاشتراك مع أجهزة إرسال واستقبال أرضية.
وتخطط "سبيس إكس" لبيع بعض هذه الأقمار الاصطناعية لخدمة الأغراض العسكرية والعلمية والاستكشافية، كما تخطط لإرسال 60 قمرًا إضافيًا خلال كل رحلة إطلاق للصاروخ العملاق "فالكون 9".
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، منحت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية "FCC" الموافقة لـ"سبيس إكس" لنشر 7500 قمرًا اصطناعيًا من الجيل الثاني، ضمن طلب أكبر يستهدف إرسال 30 ألف قمرًا.
وفي الشهر نفسه، رفضت الجهات التنظيمية الأمريكية خطة "سبيس إكس" لإطلاق 30 ألف قمر اصطناعي إضافي في المدار المنخفض اللازم لتوسيع خدمة "ستارلينك" بداعي الحفاظ على بيئة فضائية آمنة.
استغرق مشروع "ستارلنك" عِقد كامل لتصميم وبناء وإطلاق الأقمار الاصطناعية، وتقدر تكلفته الكلية بنحو 10 مليارات دولار، ويواجه المشروع مخاوف في المجتمع الفلكي من التداخل الضار بين الأقمار الصناعية.
استعمار المريخ
اقترح إيلون ماسك وشركته تطوير بنية تحتية للنقل المريخي لتسهيل الاستعمار النهائي للمريخ، وتشمل هذه البنية مركبات إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل ومركبة فضائية آمنة للنقل البشري "ستارشيب".
كما تشمل البنية خزانات وقود موضوعة في المدار، ومنصات إطلاق وهبوط سريعة التبديل، وإنتاج وقود الصواريخ على سطح المريخ، وذلك بهدف إرسال مهمة مأهولة للهبوط على سطح المريخ بحلول 2024.
ويقوم حلم "سبيس إكس" الطموح على مركبة "ستارشيب"، وهي مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام بالكامل، وتقدر الحمولة المتوقعة لمركبة "ستارشيب" المحمولة على متن صاروخ سوبر هايفي بنحو 150 طنًا.
وفي فبراير/ شباط 2022، قدم "ماسك" تصوره لما ستبدو عليه رحلة "ستارشيب" إلى المريخ، في أول تحديث لمركبة "Starship" منذ أكثر من عامين، بينما تستعد الشركة لأول رحلة اختبار مدارية للمركبة.
ونشر "ماسك" مقطع فيديو عبر موقع "تويتر" يوضح كيف ستكون الرحلة إلى المريخ على متن صاروخ "SpaceX Starship" الطموح، وقال مؤسس الشركة حينها: "سيكون هذا حقيقيًا في حياتنا".
ويُظهر الفيديو إقلاع المركبة الفضائية من الأرض وعلى متنها رواد فضاء، قبل الشروع في رحلة فضائية طويلة، ثم تصل المركبة إلى كوكب المريخ، حيث يبدو أن هناك مستوطنة بشرية مزدهرة.
قيمة "سبيس إكس"
في مايو/ آيار الماضي، سعت "سبيس إكس" إلى جمع تمويل ضخم، في جولة جديدة رفعت تقييم الشركة إلى نحو 127 مليار دولار آنذاك، مع تطلعات لجلب 1.725 مليار دولار من رأس المال الجديد.
ويصل سعر السهم في الشركة إلى 70 دولار، وفقًا لشبكة "CNBC"، وقبلها قامت الشركة بتجزئة السهم إلى 10 مقابل كل سهم في فبراير/ شباط، ما أدى إلى خفض قيمة السهم العادي إلى 56 دولار للسهم.
وارتفع تقييم الشركة في السنوات القليلة الماضية، إذ جمعت مليارات الدولارات لتمويل العمل في مشروعين كثيفي رأس المال، وهما صاروخ "ستارشيب" من الجيل التالي وشبكة الإنترنت الفضائي "ستارلينك".
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز