استكشاف المريخ.. باحث أمريكي يرصد فوائد مسبار الأمل الإماراتي (حوار)
وجد باحثان في وكالة ناسا الأمريكية، يعملان مع زميلين من جامعتي كولورادو وواشنطن، أدلة تشير إلى احتمال وجود رياح كافية على المريخ.
وفي دراستهم التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة "نيتشر أسترونومي"، قامت المجموعة البحثية بتكييف نموذج مناخي لمحاكاة الظروف على المريخ والتعرف على أنماط الرياح وقوتها، وخلصوا إلى أن العديد من أجزاء المريخ تشهد رياحا قوية بما يكفي للمساعدة في توليد الطاقة، وأن بعض المناطق بها رياح كافية لتكون بمثابة المصدر الوحيد لتوليد الطاقة.
وأثار هذا الأمر تساؤلات حول الدعم الذي يمكن أن تقدمه تلك الرياح لمشروعات استكشاف واستعمار المريخ، ومدى الحاجة لإنفاق الأموال على مثل هذه المشروعات، والدعم الذي يمكن أن يقدمة مسبار الأمل الإماراتي لهذا التوجه نحو استعمار المريخ.
كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها بالتفصيل أوين بريان تون، الأستاذ بقسم علوم الغلاف الجوي والمحيطات بمختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء بجامعة كولورادو الأمريكية، في حواره مع "العين الإخبارية"..
بداية: ما الذي جعلكم تركزون بشكل خاص على الرياح على المريخ؟
الفكرة جاءت من الباحثة المشاركة بالدراسة فيكتوريا هارتويك من وكالة ناسا، والتي كانت طالبة دراسات عليا تدرس سحب المريخ في ذلك الوقت، حيث لفت انتباهها أن العديد من مركبات الهبوط قد خرجت من الخدمة عندما غطى الغبار الذي حملته الرياح ألواحها الشمسية ولم يعد بإمكانها توفير الطاقة الكافية.
وكيف يمكن أن تكون نتائج دراستكم مفيدة لمشروع الإمارات الذي يهدف إلى بناء مستعمرة على المريخ بحلول عام 2117؟
ستكون مستعمرات المريخ مختلفة عن المستعمرات الأرضية، على سبيل المثال قام طالب سابق لي وهو "كاج ويليامز" بدراسة أنابيب الحمم البركانية لتحديد ما إذا كان الجليد قد يتراكم فيها لتوفير مصدر للمياه، قد توفر هذه الأنابيب أيضا الحماية من الإشعاع المكثف القادم من الفضاء على المريخ، وستحتاج المستعمرات إلى مصدر طاقة ولا توجد رواسب نفطية هناك، وينضب الأكسجين في الغلاف الجوي، لذلك لن يحترق شيء، قد تكون الطاقة النووية مرجحة، لكن إطلاقها من الأرض أمر خطير، والطاقة الشمسية والرياح أكثر احتمالا وأمانا.
وما هي المواد التي تقترح استخدامها في صنع توربينات الرياح على المريخ؟
ليس لدينا تصور معين، ولكن الهدف من دراستنا أننا نقترح على المهندسين دراسة كيفية صنع التوربينات، وكان هدفنا هو إظهار أنه في حالة وجود توربينات الرياح فإنها ستكون مصدر طاقة قابلا للتطبيق.
بالإضافة إلى الطاقة، ما هي المشكلات الأخرى ذات الأولوية التي يجب حلها إذا كان البشر يرغبون في استعمار المريخ؟
هناك العديد من الأشياء، مثل الحماية من الإشعاع الناتج عن الجزيئات عالية الطاقة في الرياح الشمسية، وتعلم كيفية زراعة الطعام في ظل ظروف المريخ، وتعلم كيفية توفير الأكسجين للناس والحماية من الضغط المنخفض الذي قد يؤدي إلى غليان الدم.
يعتقد البعض أن الإنفاق على مشاريع مثل استعمار المريخ ليس له أهمية، وأن المال يجب أن يوجه إلى ما هو أهم.. فما رأيك؟
هناك العديد من المشاكل على الأرض التي تحتاج إلى حل، ومع ذلك فإن مقدار الأموال التي يتم إنفاقها على الفضاء صغير جدًا، حيث تبلغ ميزانية وكالة ناسا حوالي 20 مليار دولار سنويا، بينما تزيد الميزانية الفيدرالية الأمريكية بأكثر من 100 مرة، كما أن الأموال التي تنفق على الفضاء تبقى على الأرض، فهي تدفع الناس للتفكير وتطور التكنولوجيا وتلهم الشباب.
هل يمكن لبيانات مشروع مسبار الأمل الإماراتي أن تساعد في تأكيد أو نفي نتائج دراستكم؟
يمكن أن يساعد مسبار الأمل بالتأكيد في قياس درجات الحرارة التي تسمح بتحديد سرعات الرياح، وسيساعد ذلك في معرفة ما إذا كانت طاقة الرياح يمكن أن تكون مهمة.
aXA6IDMuMTQ0LjQ1LjE4NyA= جزيرة ام اند امز