ماسك من أوكرانيا للصين وإيران.. مقترحات الملياردير "المزعجة"
خلال الأسابيع الأربعة الماضية، عرض الملياردير الأمريكي إيلون ماسك خطة سلام لروسيا وأوكرانيا والتي أغضبت المسؤولين الأوكرانيين.
كما نشر تغريدة عن الوصول إلى الإنترنت في إيران عرضت المحتجين على الحكومة لمخطط تصيد احتيالي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأشار ماسك -خلال مقابلة مع إحدى الصحف- إلى أنه يمكن استرضاء الصين إذا حصلت على سيطرة جزئية على تايوان. وطالبه مسؤول في تايبيه بالتراجع عن اقتراحه.
وبرز ماسك خلال الشهور الأخيرة كـ"طرف فوضوي جديد في ساحة السياسة العالمية"، بحسب "نيويورك تايمز".
وفي حين يغرد العديد من الرؤساء التنفيذيين من المليارديرات عن الشؤون العالمية، لا أحد منهم يقترب من نفوذ ماسك وقدرته على التسبب في المتاعب. وقد خاض في بعض الأحيان في مواقف حتى بعدما نصح بعدم فعل ذلك، وترك خلفه بالفعل الكثير من الفوضى.
ثروة ماسك ونفوذه
وفي حين يأتي الجزء الأكبر من ثروة ماسك من شركة السيارات الكهربائية الخاصة به، ينبع نفوذه إلى حد كبير من شركة الصواريخ الخاصة به، "سبيس إكس"، التي تشغل شبكة الأقمار الصناعية "ستارلينك"، التي يمكنها توفير خدمة الإنترنت إلى مناطق الصراع والبؤر الجيوسياسية الساخنة، وقد أصبحت أداة أساسية للجيش الأوكراني.
ورأت "نيويورك تايمز" أن نفوذ ماسك سيزداد مع إتمام صفقة شراء "تويتر"، ويقلق منتقدوه -وهم كثر- من أنه من الصعب فصل آراء ماسك عن مصالحه التجارية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بشركة "تسلا"، التي تعتمد بشكل متزايد على الصين.
وقالت كارين كورنبلوه، مديرة صندوق مارشال الألماني، وهي مؤسسة فكرية جيوسياسية، ومستشارة سابقة للرئيس باراك أوباما: "أصبحت التكنولوجيا محورًا أساسيا في الجغرافيا السياسية. إنها رائعة وفوضوية، وهناك إيلون ماسك في وسطها".
وفي بعض الحالات، كان ماسك بمثابة "منحة"، فعندما أوصل خدمات الإنترنت عبر ستارلينك إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام ومول جزءا على الأقل من المعدات والأجهزة، جهز كلا من المدنيين والجنود بالوسائل الحاسمة خلال الصراع المستمر مع روسيا.
لكن الرسائل التي أوصلها تسببت في بعض المشاكل. والأسبوع الماضي، وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال إنه ليس بإمكانه تمويل استخدام أوكرانيا لستارلينك "إلى أجل غير مسمى"، قبل أن يعكس المسار فجأة.
والشهر الماضي، حضر ماسك فعالية خاصة جمعت قادة الأعمال والسياسة، من بينهم رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ونائب الرئيس السابق آل جور والرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد.
مقترحات مثيرة للجدل
اقترح ماسك خلال النقاش خطة سلام للحرب في أوكرانيا ستمكن روسيا من ضم أراضٍ أوكرانية، لينحاز بذلك على ما يبدو إلى صف الكرملين. وأغضبت الفكرة الكثيرين في الفعالية، بحسب الحضور.
وبعد ذلك بعشرة أيام، كشف ماسك عن خطته عبر "تويتر"، ودعم الكرملين الفكرة علانية.
لكن رد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار مساعديه بعنف على خطة ماسك. لكن مواقفه المتغيرة تضعهم في مأزق: فقد أصبحت محطات ستارلينك وسيلة حيوية لاتصالات الجيش الأوكراني.
ومع انتشار الاحتجاجات في إيران ورد السلطات بقطع الإنترنت في بعض المناطق، بدا وكأنه قادم لإنقاذهم. وكتب على تويتر: "تنشيط ستارلينك"، وذلك بعدما رفعت الحكومة الأمريكية بعض العقوبات التي قيدت قدرة شركات التكنولوجيا الأمريكية على العمل في إيران حتى يتمكنوا من مساعدة المحتجين.
لكن لم يذكر ماسك أي سياق حول ما هو مطلوب لإعداد وتشغيل ستارلينك، والفترة التي قد يستغرقها ولماذا تجعل قيود الحكومة الإيرانية من المستحيل توفير الخدمة على نطاق واسع داخل إيران.
وفي حين ظل ستارلينك غير متوفر في إيران، بدأ قراصنة يعتقد أنهم على صلة بالحكومة حملات تصيد، وإرسال رسائل عبر قنوات الشبكات الاجتماعية بروابط تزعم أنها توفر إمكانية الوصول إلى ستارلينك. لكنها بدلًا من ذلك، كانت عبارة عن برامج ضارة تستحوذ على المعلومات من هواتف المستخدمين.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز