«إهانات على الملأ».. ما وراء التصعيد الشرس لصراع إيلون ماسك وسام ألتمان؟
يبدو أن الصراع في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي احتدم بين قطبي التكنولوجيا الأمريكيين إيلون ماسك وسام ألتمان، إذ بدأ الرجلان في إهانة بعضهما بعضا على الملأ، في محاولة متبادلة لتشويه سمعة روبوت الدردشة الذي يطوره الآخر.
والرجلان نفسهما كانا قبل ما يقرب من عقد من الزمان شركاء في تأسيس شركة "أوبن إيه آي".
ووفقا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، أنشأ ماسك شركة "إكس إيه آي" X AI، وهي شركة تصنع سلسلة من نماذج اللغة الكبيرة، وتركز أنظارها على شركة أوبن إيه آي، التي يديرها الآن سام ألتمان، التي حققت نجاحا كبيرا مع إصدار روبوت الدردشة "شات جي بي تي" قبل عامين.
وفي حين تم تقييم شركة أوبن إيه آي آخر مرة بمبلغ 157 مليار دولار، فإن شركة إكس إيه آي، التي يقل عمرها عن عامين، تبلغ قيمتها 50 مليار دولار فقط.
- «أوبن إيه آي» تساوي 157 مليار دولار.. «الشركة الشريرة» تثير غضب إيلون ماسك
- إيلون ماسك.. دور مهم ينتظر الملياردير في حرب التجارة بين واشنطن وبكين
شركة إكس إيه آي
ويبدو أن شركة إكس إيه آي يائسة من مواكبة منافستها، على الرغم من أنها في سبتمبر/أيلول قامت بتشغيل أكبر حاسوب فائق في العالم، الذي تم بناؤه في وقت قياسي مع 100000 وحدة معالجة رسوميات من شركة إنفيديا، بتكلفة تقدر بنحو 4.5 مليار دولار، ووعد ماسك بمضاعفة الحجم في غضون بضعة أشهر.
وجمعت شركة إكس إيه آي الأموال بشكل كبير، إذ جمعت نحو 5 مليارات دولار في جولة تمويل أخيرة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، بالإضافة إلى 6 مليارات دولار في جولة سابقة في مايو/أيار، في المقابل جمعت شركة أوبن إيه آي 6.6 مليار دولار هذا العام.
ووعد ماسك بأن شركته ستقدم "الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة في العالم بكل المقاييس، وإن الوقت هو جوهر الأمر".
وتتميز شركة ماسك للذكاء الاصطناعي بمزايا، حيث يجتذب ماسك مهندسين لامعين، ويقدم أفضل مختبرات نماذج اللغة الكبيرة، ويتم تدريب النماذج جزئيا على البيانات من موقع إكس.
ومن المرجح أن تستفيد شركة إكس إيه آي من الروابط مع شركتي تسلا وسبيس إكس، شركة الصواريخ والأقمار الاصطناعية الخاصة بماسك، وكلتاهما تولد بيانات قيمة عن العالم الحقيقي.
ويزعم ماسك أن شركة إكس إيه آي ستساعده في نهاية المطاف في تحقيق حلمه بإنشاء سيارات ذاتية القيادة و"سيارات أجرة آلية" و الروبوتات الشبيهة بالبشر.
ومع ذلك، فبالمقارنة مع شركة أوبن إيه آي لا تزال شركة إكس إيه آي في موقف ضعيف، حيث تتيح شراكة أوبن إيه آي مع شركة مايكروسوفت إمكانية وصول أوبن إيه آي إلى البنية الأساسية للمعلومات التي لا يستطيع حتى أغنى رجل في العالم أن يضاهيها.
كما تمنح هذا الشراكة أوبن إيه آي حصة تبلغ نحو 70% من سوق نماذج اللغة الكبيرة.
قتال شرس
والخطر هو أن يحول ماسك ما يجب أن يكون منافسة قوية للشركات إلى قتال شرس، وفي وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني رفع ماسك دعوى قضائية ضد شركتي أوبن إيه آي ومايكروسوفت، زعم فيها أن ألتمان تخلى عن مهمة غير ربحية تركز على السلامة أولاً من أجل الثراء. كما زعم في الدعوى أن شركة أوبن إيه آي أعاقت المنافسة من خلال تقييد مستثمرين من وضع الأموال في منافسي شركات الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت لجنة التجارة الفيدرالية، هيئة مكافحة الاحتكار، تحقيقا في علاقات شركة مايكروسوفت مع شركة أوبن إيه آي، كجزء من نظرة واسعة النطاق لاستثمارات الذكاء الاصطناعي، ويخشى بعض المستثمرين في الشركة من أن يستخدم ماسك نفوذه لدى الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتشجيع لجنة التجارة الفيدرالية على التحقيق بشكل أعمق.
ويتهم أحد هؤلاء المستثمرين -ألكسندر أزولاي من شركة إس جي إتش كابيتال- ماسك باستخدام "الحرب القانونية" ضد شركة أوبن إيه آي بدلا من المنافسة العادلة.
ويشير أحد الأشخاص المقربين من شركة أوبن إيه آي على أنها بطلة في حرب التكنولوجيا الأمريكية مع الصين، ويقول إن ابتكارها "أساس نجاحنا، ليس فقط القدرة التنافسية الاقتصادية ولكن من يسود بيننا وبين الصين".
والواقع أن الميزة التكنولوجية الأمريكية سوف تخدم بشكل أفضل من خلال تنافس الشركتين في السوق، وليس من خلال استغلال أي منهما الخيوط السياسية والجيوسياسية.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA=
جزيرة ام اند امز