مهرجان إلفيس بريسلي في أستراليا.. إحياء لذكرى ملك الروك أند رول
مهرجان إلفيس الممتد على 5 أيام في باركس يستقطب عشرات الآلاف من المشاركين الذين يقصدون هذه المنطقة الريفية على متن قطار
تتحول منطقة باركس المنجمية الهانئة في الريف الأسترالي إلى ما يشبه دارة "جريسلاند" الشهيرة احتفالا بملك الروك آند رول مع توافد جحافل من محبي إلفيس بريسلي للمشاركة في هذا المهرجان الأكبر المخصص للنجم الأمريكي في نصف الأرض الجنوبي.
يستقطب مهرجان إلفيس الممتد على 5 أيام في باركس عشرات الآلاف من المشاركين الذين يقصدون هذه المنطقة الريفية على متن قطار "إلفيس إكسبرس" أو "بلو سويد شوز إكسبرس". وهو يدرّ عائدات طائلة عل الاقتصاد المحلي، بلغت 13 مليون دولار أسترالي في النسخة الماضية التي حضرها 27 ألف شخص.
ويقول أندرو بورتر صاحب نزل "نورث باركس موتيل" في تصريحات لوكالة فرانس برس "إنه امر جنوني بكلّ بساطة. وزاد الإقبال على المهرجان على مرّ السنين. وانعكس الأمر إيجابا على الاقتصاد برمّته".
لم يقصد إلفيس بريسلي المولود في 8 يناير/كانون الثاني 1935 يوما أستراليا في حياته، البلد الذي يعقد له المهرجان منذ 1993 في يناير/كانون الثاني احتفاء بمولد ملك الروك أند رول عندما تكون الحرارة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تناهز 40 درجة صيفا.
الحرّ الشديد لا يؤثّر على حماسة المشاركين، فغرف الفنادق محجوزة مسبقا بالكامل وتزخر المواقع المخصصة للحدث بالفعاليات والقوافل وتحوّل الملاعب الرياضية إلى ساحات شاسعة تنصب فيها الخيم.
وفي مسعى إلى استقطاب زبائن في خضمّ الصيف وقت يهرب السكان من الحرّ الشديد متوجهين إلى المناطق الساحلية، نظّم بوب وآن ستيل اللذان يملكان مطعما ويبلغان من العمر اليوم 77 و75 عاما على التوالي، حفلة احتفاء بعيد ميلاد معبودهما.
واستقطبت النسخة الأولى من هذا الحدث 200 شخص وعمّ المرح الأجواء، فقرّر الزوجان مواصلة هذه الفعاليات وحظيا بدعم من البلدية.
ولم يكن أثر هذا المهرجان كبيرا على الاقتصاد المحلي في العقد الأول من نشأته، بحسب ما يذكر رئيس البلدية كين كيث. لكن ازدياد الإقبال أدى إلى زيادة العائدات.
وينعكس الحدث إيجابا أيضا على مدن أخرى، يبعد البعض منها ساعتين بالسيارة عن باركس، تعرض فيها غرف ووسائل نقل على المشاركين الذين لم يحصلوا على مرادهم في باركس.
وبحسب حكومة نيو ساوث ويلز، ستحصل المنطقة هذه السنة على 43 مليون دولار أسترالي (30,7 مليون دولار أمريكي)، وهو دعم تحتاج إليه الولاية في ظل الجفاف الخطير الذي يضربها حاليا.
ولا يزال سكان باركس يعملون في المناجم والزراعة وخدمات النقل. غير أن المهرجان شكل عامل تحفيز لقطاع الخدمات وأيضا للسكان.
فخلال السنوات العشر الأخيرة، ارتفع عدد السكان في باركس بنسبة 4 % ليبلغ 12 ألف نسمة بحسب المكتب الأسترالي للإحصاءات. وهذا الوضع يتباين بشدة مع ما تعيشه مناطق ريفية أخرى.
وتشكل باركس نموذجا للمناطق الزراعية الساعية لإعادة تقديم نفسها بحلة جديدة، على ما يوضح أستاذ الجغرافيا في جامعة وولونغونغ كريس غيبسون.
وقد استلهمت مناطق صغيرة أخرى من تجربة باركس لاستحداث أنشطتها الخاصة، من بينها تروندل مع مهرجانها المخصص لفرقة "ابا" السويدية أو كاندوس مع مهرجانها المخصص لبوب مارلي، بحسب الباحث الذي جمع بيانات عن 2800 مهرجان في سائر أنحاء أستراليا.
وفي باركس، يمكن للزوار المشاركة في أكثر من مئتي حدث على صلة بملك الروك أند رول، غير أن المهرجان يعوّل أيضا من عشق الأستراليين للاحتفالات.
كما أن الشغف بإلفيس يطال أيضا الفعاليات الرياضية إذ يتنافس عشرات الأشخاص مرتدين ملابس شبيهة بأزياء المغني الشهير في مباريات ركبي.
وأكثرية المشاركين في الحدث هم فوق سن الخامسة والخمسين رغم استقطابه أعدادا أكبر من الشباب.
ويبدي محبو إلفيس بريسلي امتنانا لمدينة باركس لأنها تساهم في الحفاظ على ذكرى مغنيهم المفضل حية.