إعادة فتح سفارة الإمارات في سوريا.. بداية عودة دمشق للحضن العربي
خطوة تؤكد مرة أخرى ريادة الإمارات في التضامن العربي ومساعيها لتحقيق الوحدة العربية ودعمها مسار الحل السياسي في سوريا
أتى قرار إعادة افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في سوريا تدشينا لبداية عودة دمشق إلى الحضن العربي.
ووفق وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية باشر القائم بالأعمال بالنيابة بدءا من اليوم (الخميس) مهام عمله من مقر السفارة بالعاصمة دمشق.
خطوة تؤكد مرة أخرى ريادة الإمارات في التضامن العربي، ومساعيها لتحقيق الوحدة العربية، ودعمها مسار الحل السياسي في سوريا وجميع بلدان المنطقة التي تقع تحت وطأة الأزمات والحروب.
إذ أن قرار إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق لينسجم مع تطلعاتها لتفعيل العمل العربي المشترك، والارتقاء به بالشكل الذي يدعم ويعزز المصالح العربية.
- الإمارات تعلن عودة العمل بسفارتها في دمشق
- قرقاش: الدور العربي في سوريا ضروري تجاه التغول الإيراني والتركي
فالتواجد العربي في سوريا ضرورة ملحة لتقليص التدخلات الإيرانية والتركية في سوريا، وتعزيز وتنويع لخيارات دمشق في علاقاتها الخارجية، كما أن إعادة فتح السفارات العربية تعزيز للتواجد العربي في دمشق وضمان وحدة الأراضي السورية ولعدم ابتعاد سوريا عن العالم العربي.
من هنا، يمكن التأكيد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة، بهذه الخطوة، تدعم الحل السياسي والسلام الدائم في بؤرة أخرى من مناطق التوتر بخريطة الشرق الأوسط، تجنيبا للمنطقة من مخاطر التدخلات الخارجية والأطماع المحدقة بها من كل جانب.
والمتتبع لموقف الإمارات من الأزمة السورية يرى أن قرار إعادة فتح سفارتها في دمشق لم يكن نتاجا لمرحلة آنية، بهدف تغير موازين القوى على الأرض كما يدعي كثيرون، وإنما شكل خطوة استبطنت رؤية عميقة لمستقبل المنطقة العربية، وتقليص أزماتها عبر الحلول السياسية، حفظا لدماء المدنيين، ولخلق أرضية تعايش آمنة بين السكان.
فالقرار كان قيد الدراسة لمدة طويلة من خلال متابعة التطورات السورية، ولا يرتبط بقرار الرئيس الأمريكي لسحب قواته من سوريا، كما أن إعادة عمل السفارة الإماراتية في دمشق، يعد دعما للشعب السوري الشقيق، لتخفيف من معاناته، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات القنصلية التي تمس المواطن العادي.
وترى دولة الإمارات العربية المتحدة، في التواجد العربي بدمشق، قناة تواصل مباشر تضمن عدم استغلال دول أخرى خاصة إيران وتركيا لعدم الوجود العربي، وأن استقرار سوريا وعودتها لمحيطها العربي، يواجه إشكالية الوجود الإيراني في سوريا.
وفي مقابلة صحفية أجراها في يونيو/حزيران الماضي أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنه كان من الخطأ إقصاء سوريا من الجامعة العربية، ودعا العالم العربي إلى "العمل على الفور مع دمشق".
وقال خبراء في وقت سابق إن هناك شبه إجماع عربي على ضرورة إعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية الذي طردت منه عام 2011، بسبب ما اعتبر حينها ردا عنيفا على المعارضة.
صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت، أمس الأربعاء، تقريرا رجحت فيه عودة قريبة إلى الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية، ليشغل مقعده مرة أخرى بين قادة العالم العربي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم تسمها أن "هناك إجماعا بين الدول الأعضاء بالجامعة العربية الـ22 على ضرورة إعادة سوريا، رغم ضغوط خارجية لتأجيل الخطوة".
الصحيفة تطرقت أيضا إلى الزيارة التي أجراها الرئيس السوداني عمر البشير، الأسبوع الماضي، إلى دمشق، في مبادرة تعكس رغبة في إعادة سوريا إلى الحضن العربي، من أجل توحيد الصفوف بوجه الأجندات الرامية إلى زعزعة الاستقرار.
على ضوء ما سبق، فإن قرار إعادة افتتاح سفارة الإمارات في سوريا يهدف بالأساس إلى لم شمل الدول العربية وتوحيد صفوفها في مواجهة التحديات والتهديدات الخارجية، فضلا عن تأكيد نهج السلام الذي تتسم به السياسة الإماراتية إقليميا ودوليا.