"العين" ترصد أغرب كلمات المخلوع صالح .. الإمبريالية وأشياء أخرى
رصد الكلمات والمصطلحات الغريبة التي يستخدمها صالح في خطاباته وكلماته وتبدو غير متوافقة مع شخصه
"أقطع أصابع يدي إن كان علي عبد الله صالح يعرف معنى الإمبريالية التي ذكرها في خطاب تعزيته بوفاة فيديل كاسترو، يبدو أنه كان يشاهد مسرحية الزعيم لعادل إمام فأقتبس العبارة، وكتب طلباً إلى مجلس الأمن يسمح له بالسفر إلى كوبا لمشاركة الكوبيين أحزانهم، إلا أن حارس مبنى الأمم المتحدة في صنعاء لم يكترث بالرد على هذه النكتة السوداء لرجل محاصر يعتقد أنه أحرج مجلس الأمن بطلبه الخطير".
كانت هذه الفقرة من مقال كتبه الكاتب والإعلامي سام الغباري، المنشق عن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، ساخراً من تعزية صالح في وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.
الغباري قال في مقاله الذي حمل عنوان " رجل بلا موقف"، إن رؤساء الدول العربية وملوكهم يشعرون بشفقة تجاه صالح الذي كان يشغل مقعد الجمهورية اليمنية في القمم العربية، وربما يتساءلون عن قدرته الغريبة على التواجد المثير للسخرية في مواجهة دولته التي ترأسها 33 عاماً، وخرج بإرادته – على الأقل هذا ما يقوله - ، فقد كان كل شيء متاحاً أمامه بعد نيله حصانة مقدسة من برلمان بلاده، لكنه أراد العودة بثأره المميز على كل الذين أحرقوه في جامع النهدين، فأحرق وطنه، وتغافل عن كونه فاقداً للشرعية التي تؤهله لتحريك القوات المسلحة للانقلاب على الرئيس المنتخب".
وبعيداً عن مقال الغباري وسخريته من صالح إلا أنه يفتح الباب أمام رصد الكلمات والمصطلحات الغريبة التي يستخدمها صالح في خطاباته وكلماته وتبدو غير متوافقة مع شخصه أو قد يكون لا يعرف معناها من الأساس بالنظر إلى طبيعة ثقافته وتعليمه.
ففي 6 نوفمبر 2014 وجه صالح كلمة وصفها بانها للشعب اليمني خلال المؤتمر الشعبي العام التي نظمته ما تعرف بأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه صالح، وحفلت هذه الكلمة بالمتناقضات التي لا تتوافق مع شخص الرئيس المخلوع.
ومنها " عدم جر اليمن إلى مربع الانزلاق، وخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية، تضافر الجهود الوطنية، المناخات الملائمة للوفاق والسلم الاجتماعي والاصطفاف الوطني، المحاولات الشيطانية والدسائس لزرع الفتنة وإشعال الحرائق والحروب، مخططات شريرة لتمزيق عرى وحدتنا".
وفي 28 مارس 2015 وجه خطاباً لقادة الدول العربية خلال انعقاد القمة العربية بشرم الشيخ في مصر تضمن "قلبي يقطر دماً، مكون سياسي، مؤسسة محصورة في قرية، التبادل السلمي للسلطة، الضربة البربرية، إقلاق الأمن، خلونا نعالج الجراح".
وفي 15 أغسطس 2015 وجه كلمة في ذكرى تأسيس حزبه جاء فيها هذه المصطلحات "نتائج كارثية وانتكاسات وطنية، تجليات التبعات الثقيلة، دائرة الفعل الوطني، شديد الوطأة على الشعب".
في 11 سبتمبر 2016 جاء في خطاب له "مرجعيات زائفة وتآمرية، جذوره العميقة، مرجعيات وطنية واقعية، المحبة والتكافل والتضامن والفرح الإنساني، نشوء محنة إنسانية، صمت دولي مطبق، وفدنا الوطني المفاوض".
أما في 25 سبتمبر 2016 وجه كلمة تضمنت مصطلحات أغرب "النظام الرجعي الكهنوتي البائد، العدوان البربري، الشرعية الزائفة، حرب شطرية".
وفي 4 نوفمبر 2016 تضمن خطاب له "القوى الحية، الطاقات الوطنية، مسوّغ قانوني أو أخلاقي، سلام الإباء والكرامة، أتون حرب أهلية، إقلاق الأمن والاستقرار".
اللافت أكثر أن علي عبد الله صالح طيلة الوقت يخاطب الرأي العام باعتبار أنه تصدى للتدخلات الأمريكية ورفض مطالب الأمريكان بتسليم معارضين لمحاكمتهم، وأنه رفض ويسوق أن كل من هم ضده عملاء للأمريكان، ولكن خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة وجه كلمة تملق فيها كلا المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب قائلاً:" في الحقيقة كلاهما ناجح، فهما أمريكيان سواءً نجح رجل الأعمال صاحب اللون الأحمر أو المرأة ذات الشعر الأشقر، أمّا أولئك الذين يراهنون على شخص محدد من المرشحين فهم لا شك خاسرون".
وسرعان ما انقلب على نفسه وفي 9 نوفمبر وجه تهنئة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جاء فيها:" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأكــــرم، أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة فوزكم الكاسح، الحزب الجمهوري الصديق الذي تربطه علاقات صداقة حميمة مع حزبنا المؤتمر الشعبي العام، الجميع سيتعاونون مع الولايات المتحدة الأمريكية، خدمة شعبينا الصديقين، نبارك لفخامتكم بهذا الفوز الكبير والمستحق، قيادتكم لهذا البلد العظيم".
ومع هذا كشفت مصادر أمريكية بحسب موقع "يمن برس" أن الإدارة الأمريكية الجديدة بعد تولي ترامب لا ترغب في أي تعامل مع المخلوع صالح مستقبلاً ولا تريد أي دور له في اليمن.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg
جزيرة ام اند امز