عودة اضطرارية لطائرة 777 إلى أمستردام.. أزمة «بوينغ» مسار لا أفق له
الأزمات لا تنفك عن محاصرة عملاق الطيران الأمريكي «بوينغ»، مع تصاعد لغز الأعطال الفنية.
وقد ذكرت هيئة المراقبة الجوية في هولندا أن طائرة بوينغ 777 تشغلها شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية (كيه.إل.إم) عادت إلى مطار سخيبول في أمستردام، الأحد الموافق 23 يونيو/حزيران 2024، بعد الإبلاغ عن مشكلة فنية لم تحددها.
وقالت متحدثة باسم الهيئة إن الرحلة (كيه.إل.إم705) المتجهة إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية حولت مسارها فوق بلجيكا المجاورة بعد أن طلبت الهبوط كإجراء احترازي. ولم تتضح المشكلة بعد.
وقالت (كيه.إل.إم) إن سلامة الركاب وأفراد الطاقم لم تكن قط في خطر وإنها ستستخدم طائرة بديلة للرحلة.
وأظهرت لقطات على موقع (فلايت رادار 24) أن الطائرة عادت إلى مطار سيخيبول.
- بوينغ في ورطة.. سخط التسليم يهوي بطائرات العملاق الأمريكي
- كارثة جديدة تضرب «بوينغ».. تزوير سجلات تفتيش طائرات الأحلام
أزمات متشعبة تحاصر «بوينغ»
ويُعد هذا أحدث حادث للشركة التي طالتها العديد من المشاكل مؤخراً حيث تعرضت العديد من طرازات طائرات الركاب من بوينغ لمشاكل عدة، منها انفجار في قابس أبواب الطوارئ، واشتعال المحركات أثناء الطيران، ما أثار القلق لدى الملايين حول العالم، ودفعت بكبرى شركات الطيران إلى التشديد على معايير السلامة، التي غالباً ما تكون في سلم الأولويات عالمياً.
ومؤخرا تداولت بعض مواقع الإنترنت شهادات "صادمة" من بعض الخبراء في مجال الطيران، أشاروا فيها إلى مشكلات في بعض الطائرات المدنية التي تنتجها شركة بوينغ، إذ أبلغ عن هذه المشكلات المهندس المتقاعد من إدارة الطيران الفيدرالية، جو جاكوبسن، والمدافع عن سلامة الطيران إد بيرسون الذي شغل منصب مدير أول في مصنع بوينغ "737".
وقال بيرسون في تعليق على الموضوع:" أمام الأمان، فإنهم يخاطرون بحياة الجميع ويجب أن تكون هناك إمكانية للمحاسبة".
وتتعرض شركة "بوينغ" لضغوط متزايدة لتحسين عمليات التحكم في الجودة، منذ الخامس من يناير/كانون الثاني 2024، عقب الحادثة التي وقعت مع طائرة شبه جديدة من طراز (بوينغ 737-9 Max ) تابعة لشركة طيران ألاسكا، إذ انفتح باب الطائرة أثناء الرحلة.
كما قالت وزارة العدل الأمريكية في وقت سابق إن مقاضاة شركة "بوينغ" ممكنة بسبب حادثي تحطم طائرتي "737 ماكس" أسفرا عن مقتل 346 شخصا قبل نحو خمس سنوات، ففي مارس/آذار 2019، تحطمت طائرة (737 ماكس) تابعة "للخطوط الجوية الأثيوبية" عند إقلاعها من مطار أديس أبابا، ما تسبب في مقتل 157 شخصا من ركابها وأفراد الطاقم.
وأدى الحادث إلى وقف تحليق طائرات بوينغ (737 ماكس) في أسوأ أزمة في تاريخ مجموعة الصناعات الجوية الأمريكية لأنه تبع حادثا آخر قبل أشهر لطائرة من النوع نفسه تابعة لشركة الطيران "ليون اير" في إندونيسيا في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأسفر هذا الحادث عن 189 قتيلا.
وفي مايو/أيار 2024 أيضاً ذكرت صحيفة "ديلي ميل" نقلا عن تحذير لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن حوالي 300 طائرة من طراز "بوينغ 777" قد تنفجر في الجو بسبب خلل بالأسلاك الكهربائية قرب خزانات الوقود.
وتشمل المشكلة عطلا كهربائيا في طراز "بوينغ 777" الذي يمكن أن يتسبب في اشتعال النيران في خزانات الوقود الموجودة على أجنحة الطائرات، وانفجارها.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن إشعار إدارة الطيران الفيدرالية فإن الخلل موجود في 300 طائرة "بوينغ" معرضة للخطر، بما في ذلك طائرات تستخدمها شركتا "يونايتد" و"أمريكان إيرلاينز".
وتقدر إدارة الطيران الفيدرالية أن إصلاح الخلل في جميع طائرات "بوينغ 777" البالغ عددها 292 طائرة سيكلف أكثر من 698 ألف دولار، فيما تقدر القيمة السوقية للشركة الأمريكية بمليارات الدولارات.
تعويضات بنحو 25 مليار دولار
فيما تطالب عائلات ضحايا حادثي تحطم طائرتي "737 ماكس" الكارثيين، وزارة العدل الأمريكية بفرض غرامة تصل إلى نحو 25 مليار دولار على شركة "بوينغ"، قائلين إن الشركة ضالعة في "أخطر جريمة ترتكبها شركة في تاريخ الولايات المتحدة".
قال بول كاسيل، المحامي الذي يمثل 15 من عائلات الضحايا، في رسالة أرسلها إلى وزارة العدل، الأربعاء 19 يونيو/حزيران 2024، إن هذا المبلغ "مبرر قانونياً ومناسب بشكل واضح".
واقترح كاسيل أن يتم تعليق 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار من المبلغ الإجمالي إذا خصصت "بوينغ" تلك الأموال لجهة مراقبة شركات مستقلة، ولتحسين برامج السلامة لديها.
كما قال كاسيل إنه ينبغي لوزارة العدل متابعة الملاحقة الجنائية للشركة، وأن يتم إلزام مجلس إدارة "بوينغ" بالاجتماع مع أسر الضحايا.
وتأتي الرسالة بعد يوم واحد من مواجهة المدير التنفيذي لـ"بوينغ"، ديف كالهون، استجواباً علنياً من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين دعوا إلى تحسين "ثقافة السلامة المنهارة" في الشركة.