طوارئ غير رسمية في لبنان خوفا من كورونا
المطاعم والمقاهي التزمت بالإغلاق وبدأت حملة إعلامية تطلب من اللبنانيين عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة، وهو ما لاقى تجاوبا لافتا
يعيش الشارع اللبناني حالة طوارئ غير رسمية، إذ شاع الهلع بين الناس مع توسع دائرة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد وتسجيل ارتفاع يومي لعدد الإصابات.
وسجّل لبنان، الخميس، ثالث حالة وفاة جراء الفيروس، فيما تجاوز عدد المصابين 60 حالة.
ومنذ الإعلان عن حالة الإصابة الأولى بالفيروس لسيدة قادمة من إيران في 20 فبراير/شباط، تواجه الحكومة انتقادات حيال القرارات المرتبطة بملف التعامل مع أزمة الفيروس.
ومنذ يومين، التزمت المطاعم والمقاهي بقرار الإغلاق، وبدأت حملة إعلامية تطلب من اللبنانيين عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة، وهو ما لاقى تجاوباً لافتاً، تؤكده الحركة في شوارع العاصمة ومختلف المناطق اللبنانية، فيما تركّز الزحام في المحلات التجارية التي توافد عليها المواطنون لشراء حاجياتهم.
ورغم عدم إعلان الحكومة صراحة عن حالة طوارئ وهو ما لاقى انتقادات واسعة، لكن بعض القرارات التي اتخذتها أسهمت في عدم خروج المواطنين من منازلهم، منها تعليق الدراسة واللجوء إلى نظام المداورة بالمؤسسات الرسمية وإغلاق المطاعم والمقاهي.
وكانت الحكومة طلبت قبل يومين من الإدارات العامة والبلديات وضع جدول مناوبة بالحد الأدنى من الموظفين، ومن أرباب العمل في القطاعات الخاصة اتخاذ التدابير لحماية العمال، وهو ما أدى إلى تقليص عدد العاملين في المؤسسات، بينما بدأت المؤسسات الخاصة تطلب من موظفيها القادرين على العمل من المنازل اعتماد هذا الخيار.
والجمعة، عاد وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب ومدد للأسبوع الثالث عطلة المدارس والجامعات حتى 22 مارس/آذار.
وكان لافتاً خلال الأسبوعين الماضيين عدم التزام العائلات كثيراً بعدم الخروج من المنازل، خصوصاً مع استمرار عمل المطاعم والمقاهي، وجاء قرار الحكومة بإغلاق المطاعم والمقاهي والإبقاء فقط على خدمة التوصيل إلى المنازل ليحد إلى درجة كبيرة من قدرة هذه العائلات على الخروج، وهو ما بدا واضحاً منذ صباح الخميس.
وعمدت الحكومة، الخميس، إلى الإعلان عن تقديم خدمة الإنترت مجاناً إلى المنازل التي تحصل على الخدمة من الشركة التابعة لوزارة الاتصالات، لتشجيع اللبنانيين على البقاء في منازلهم والعمل من البيوت.
وفي هذا الإطار، تؤكد أمينة سر نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي في لبنان مايا بخعازي نون، لـ"العين الإخبارية"، تسجيل التزام شبه كامل بالإغلاق من قبل المطاعم والمقاهي في اليومين الأخيرين، وهو ما أسهم إلى درجة كبيرة في التزام اللبنانيين البقاء بمنازلهم، حيث لم يعد أمامهم أماكن للخروج إليها والاختلاط مع آخرين أو الوجود في أماكن فيها تجمعات.
وتضيف نون "رغم التداعيات السلبية على هذا القطاع الذي يعاني كثيراً في السنوات الأخيرة وسجل إغلاق نحو 1000 مؤسسة بين مطاعم ومقاه وغيرها منذ شهر سبتمبر/أيلول حتى الآن، اتخذ هذا القرار، لأن سلامة المواطين والزبائن كما العاملين في هذا القطاع أولوية".
وتشير إلى أنه حتى الآن ليس هناك من موعد محدد لعودة افتتاح المطاعم والمقاهي، حيث يتم دراسة الوضع كل أسبوع ويبنى على الشيء مقتضاه.
ومنذ مساء الأربعاء، وبعد الاجتماع الطارئ للحكومة التي كان ينتظر اللبنانيون أن يعلن حالة طوارئ وهو ما لم يحصل، استنفرت وسائل الإعلام لتؤدي ،المهمة وهو ما لاقى تجاوباً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي مترافقة مع حملات توعية.
وتحت عنوان "الزموا منازلكم"، بدأت قناة "أم تي في" حملتها، معلنة في الوقت عينه "حالة طوارئ صحية" لتوعية الناس، فيما اعتمدت كل من قناتي "الجديد" و"أل بي سي" شعار "خليك بالبيت" مطالبة اللبنانيين بالبقاء في منازلهم.
ومنذ صباح الخميس، بدا التجاوب واضحاً من خلال حركة السير في الشوارع التي تبدو شبه فارغة.