مع تصنيف كورونا وباء عالميا لا بد أن تتخذ منظمة الصحة العالمية إجراءات احترازية للتعامل مع الدول المساهمة في دعم انتشار الفيروس
فيروس كورونا جاء ليكشف مدى قوة الدول داخلياً وجاهزيتها ومدى التطور الحاصل في مؤسساتها الصحية واستعدادها لمواجهة مثل هذه الأوبئة، وبالتالي بالنسبة للدول التي أخذت على عاتقها الأولوية لتحقيق التنمية وتطوير مؤسساتها وبخاصة الصحية لن يشكل فيروس كورونا تحدياً أو أزمة قوية لها، وأما بالنسبة للدول المتأخرة تنموياً وصحياً مثال إيران فهي بلا شك سوف تعيش أزمة وتحدياً قوياً مع هذا الفيروس.
المعضلة الرئيسية التي تعيشها إيران منذ وصول الخميني إلى السلطة عام 1979 هي أنها أدمنت الحروب الخارجية، والتفكير خارج حدودها الجغرافية، وبالتالي لم يكن لمسألة التنمية والتطوير الداخلية اهتمام في الحسابات السياسية الإيرانية التي كانت هذه الحسابات تركن إلى مسألة القفز على الحدود السياسية والمخططات التوسعية، وبالتالي جاء فيروس كورونا ليجد في الداخل الإيراني أرضية خصبة نحو تحقيق الانتشار في ظل حالة الإهمال وبخاصة الجانب الصحي.
حيث تعاني إيران من مشاكل في نوعية وكمية الأطباء، وتعاني المستشفيات الإيرانية من تدني الخدمات المطلوبة على مستوى الكفاءة ونوعية المعدات والأجهزة الطبية، ونقصاً في عدد الخدمات وعدد الأجهزة الطبية.
ونقلت صحيفة "جمهوري إسلامي" تصريحات نائب وزير الصحة الإيراني "محمد هادي إيازي" عام 2015 حول مشكلة نقص الأسرة في المستشفيات الإيرانية، والتي قال فيها: إننا نواجه مشكلة نقص الأسرة في المستشفيات الإيرانية، بحاجة إلى 25 ألف مليار تومان، والنظام الصحي في إيران على الرغم من كافة الإجراءات الحكومية، ما زال يعاني من مشاكل خطيرة.
جاء فيروس كورونا ليجد في الداخل الإيراني أرضية خصبة نحو تحقيق الانتشار في ظل حالة الإهمال وبخاصة الجانب الصحي، حيث تعاني إيران من مشاكل في نوعية وكمية الأطباء، وتعاني المستشفيات الإيرانية من تدني الخدمات المطلوبة
مع تصنيف منظمة الصحة العالمية كورونا "وباء عالميا"، يجب ألا يتوقف تعامل منظمة الصحة العالمية مع هذا الوباء ظاهرياً، بل لا بد ومن الأهمية أن تتخذ منظمة الصحة العالمية إجراءات احترازية قوية وذلك للتعامل مع الدول التي تعد عنصرا مساهما في دعم انتشار فيروس كورونا، وذلك للسيطرة على هذا الفيروس، وبخاصة تجاه إيران التي إذا نظرنا إلى الإصابات بفيروس كورونا والتي سجلتها الدول الخليجية سوف نجد أن إيران تعتبر هي العنصر المشترك والذي يقف خلف الإصابات بهذا الفيروس التي سجلتها الدول الخليجية.
ومع هذا التصنيف وصلت الإحصائيات في الداخل الإيراني إلى ما يقارب 9 آلاف حالة مصابة بهذا الفيروس، وسط أنباء تتحدث عن إصابة نائب الرئيس الإيراني و2 من أعضاء الحكومة الإيرانية بفيروس كورونا، وهو ما يؤكد بالتالي أن سرعة الانتشار لفيروس كورونا في الداخل الإيراني بهذه الوتيرة المتسارعة يعكس إلى أي مدى أن فيروس كورونا أصبح خارج نطاق السيطرة في الداخل الإيراني، وهو بالتالي ما يرفع من مستوى التهديد الذي تمثله إيران على الصحة العامة والتي تتخطى حدود الداخل إلى المساهمة في نشر هذا الفيروس، بخاصة أن إيران تعتبر هي العنصر المشترك في الإصابات بهذا الفيروس التي سجلتها الدول الخليجية.
في جزء من استراتيجية العمل على كبح جماح فيروس كورونا، وفي ظل حالة الفشل الإيراني في السيطرة على فيروس كورونا، فإن الأهمية تفرض على الدول أن تتعاطى مع إيران الدولة من منطلق فرض الحجر الصحي عليها، وذلك عبر وقف التعامل والتعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والعسكري مع إيران، وذلك للمساهمة في العمل على وقف انتشار هذا الفيروس، بخاصة أن إيران تعتبر هي العنصر المشترك في الإصابات بهذا الفيروس التي سجلتها الدول الخليجية، وأيضا في ظل أنباء وغضب شعبي في العراق ولبنان، تتحدث عن وقوف إيران ومساهمتها في انتشار الفيروس في هذه الدول.
لم يعد الأمر سياسياً، بل الأمر يتعلق بالإجراءات الصحية الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، التي قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيفه "وباءً" ، وبالتالي لا يحتمل الأمر الاستمرارية في السياسة الحيادية تجاه إيران.
فالدول التي تركن وتجنح دائماً للسياسة الحيادية تجاه إيران تفرض عليها الإجراءات الصحية أن تسعى إلى تغيير التعامل مع إيران والعمل على وقف كافة التعاملات مع إيران سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لأن استمرارية هذا التعامل مع إيران سوف يجعل من هذه الدول عنصرا مساهما في نشر هذا الوباء "فيروس كورونا" وربما الحالة القطرية دليل على ذلك حيث سجلت الدوحة التي انزلقت نحو الارتهان للإيرانيين، إصابة ما يقارب الـ238 حالة إصابة مؤكدة بهذا الفيروس.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة