"الإمارات للدراسات": العلاقات الإماراتية الصينية متميزة
السفير الصيني ني جيان أكد أن العلاقات بين دولة الإمارات والصين قوية ووطيدة وحققت على مدار 34 عاماً من عمرها نجاحاً منقطع النظير.
أكد الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن العلاقات "الإماراتية - الصينية" كانت دائماً قوية ومتميزة، وقد شهدت خلال السنوات الأخيرة خاصة في المجال الاقتصادي نمواً مطرداً.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها المركز، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "آفاق العلاقات الإماراتية- الصينية"بمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس المقبل.
وتحدث في الندوة السفير علي عبيد علي الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين، وني جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات، بحضور نخبة كبيرة من الدبلوماسيين وعدد من ضباط القوات المسلحة الإماراتية ولفيف من الكتاب والصحفيين ورجال الإعلام والمهتمين بالعلاقات "الإماراتية- الصينية".
وتناولت الندوة محورين رئيسيين، الأول: العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات والصين، والثاني: الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات "الإماراتية- الصينية".
وأوضح السويدي أن العلاقات بين الدولتين تمضي قدماً نحو ترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبنية على الأهمية الخاصة لكل منهما، فقد استطاعت دولة الإمارات خلال سنوات قليلة أن تقدم نموذجاً تنموياً فريداً يحظى بالتقدير في مختلف الأوساط والهيئات الإقليمية والدولية، فيما حققت الصين معجزة اقتصادية تبوأت من خلالها مكانة مرموقة على الصعيد الدولي، حيث باتت ثاني أكبر اقتصاد عالمي، كما أن الصين مرشحة خلال السنوات المقبلة لأن تكون في المركز الأول بفعل معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية إضافة إلى قوتها المالية والسكانية وتجاربها المتراكمة.
وخلص إلى أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية يطمح من خلال هذه الندوة وفي ظل دوره الرئيسي كداعم لعملية صناعة القرار في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القيام بدور مهم في سبيل تعزيز العلاقات "الإماراتية - الصينية" من خلال تقديم حزمة من الأفكار والرؤى الخاصة بكيفية تمتين هذه العلاقات والوصول بها إلى أبعد مستوى ممكن على الصعد كافة.
من جانبه أكد ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات - خلال تناوله المحور الأول في الندوة - أن العلاقات بين دولة الإمارات والصين قوية ووطيدة، وقد حققت على مدار 34 عاماً من عمرها نجاحاً منقطع النظير.. مشيراً إلى أن العلاقات مع دولة الإمارات هي الأكثر عمقاً للصين مع أي دولة أخرى.
ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية المتنامية والسياسية الدبلوماسية قوية بين الجانبين، كما توجد روابط في العادات والتقاليد وهناك نقاط التقاء كثيرة بين البلدين، ولعل تبادل الزيارات على أعلى المستويات يؤكد عمق هذه العلاقات ومتانتها.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين تجاوز الـ40 مليار دولار كما تربو الاستثمارات على تريليون دولار، منوهاً إلى زيادة عدد الزوار الصينيين إلى دولة الإمارات وسجل عام 2016 أكثر من 20 ألف زائر صيني، ويتوقع في ظل إعفاء مواطني الدولتين من التأشيرة المسبقة أن يرتفع هذا العدد إلى معدلات كبيرة خلال الأعوام المقبلة.
وفيما يخص العلاقات الثقافية، أشار السفير ني جيان إلى أن هناك الكثير من الفنانين الذين يزورون دولة الإمارات، وهناك فرق صينية تشارك في المهرجانات الإماراتية، كما أن الكثير من الفنانين الإماراتيين يزورون الصين وهناك أيضاً تبادل طلابي.
وأشاد باقتراح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بتدريس اللغة الصينية في المدارس داخل الدولة، لافتاً إلى أن هناك الآن 11 مدرسة تدرس اللغة الصينية، وهذا سيسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
وبخصوص الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ للدولة الخميس المقبل، أكد السفير الصيني لدى الإمارات أنها تنطوي على أهمية كبيرة فهي الأولى لرئيس صيني منذ نحو 30 عاماً وهي الأولى له بعد إعادة انتخابه رئيساً للبلاد، منوهاً إلى أنها ستدعم أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.
وتناول السفير الإماراتي لدى الصين علي عبيد علي الظاهري -من خلال المحور الثاني في الندوة - الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات "الإماراتية - الصينية".. مؤكداً أن زيارة الرئيس الصيني المرتقبة إلى الإمارات هي ترجمة لمدى قوة ومتانة العلاقات بين الدولتين اللتين تشتركان في العديد من المبادئ والرؤى وتتكاملان في العديد من المزايا والمصالح.
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين الدولتين تكتسب أبعادها الاستراتيجية انطلاقاً من المصالح المشتركة بينهما ففي الوقت الذي تنظر فيه دولة الإمارات إلى الصين باعتبارها شريكاً استراتيجياً وطرفاً أساسياً في معادلة تحقيق الانتعاش الاقتصادي والاستقرار والاستثمار الأمثل لمواردها فإن دولة الإمارات تكتسب أهمية خاصة في الاستراتيجية الصينية تجاه منطقة الشرق الأوسط ليس لأنها تلعب دوراً في إرساء أسس عوامل الأمن والاستقرار في المنطقة فحسب وإنما أيضاً لما تمثله من نموذج تنموي ناجح في المنطقة.
وأشار السفير علي عبيد الظاهري إلى أن النجاح الباهر الذي حققه البلدان على مختلف الأصعدة الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية خلال العقود الماضية قد أكسبهما أهمية جيوسياسية وجيواستراتيجية على نطاق واسع سواء على الصعيد القاري أو العالمي، لذلك فإن بناء الشراكة الحقيقية بينهما بات أمراً ضرورياً وملحاً من أجل توحيد الجهود للتصدي للتحديات كافة التي تواجه شعوب المنطقة والعالم.
وخلص إلى أن تنامي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقات "الإماراتية - الصينية" ستكون له تأثيرات إيجابية كبيرة في مسيرة تعاون البلدين على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية كافة، خاصة أن قيادتي الدولتين تدركان أهمية هذا التعاون بينهما كما أن هذه التأثيرات ستمتد لتسهم في رسم خريطة جديدة أوسع وأشمل للعلاقات الاستراتيجية بين الصين والدول العربية كافة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز