وكل عام وعلمنا يرفرف خفّاقاً معانقاً السماء والسحب.
هناك في "دار الاتحاد" بدبي، رفع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان علم الإمارات، مُعلنا قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور إخوانه المؤسسين رحمهم الله تعالى، وبعدها توجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - ولي العهــد رئيس مجلس الوزراء آنذاك - حفظه الله، إلى قصر المنهل العامر، وأمر برفع علم الاتحاد على سارية القصر، ورفع اثنان من جنود الحرس الأميري العلم مع سموه، وأدوا التحية لعلم الاتحاد الذي رفرف عالياً لأول مرة؛ لتكون تلك لحظة "ولادة علم ووطن".
بيض صنائعنا سود وقائعنا .. خضر مرابعنا حمر مواضينا.. كأن الشاعر، صفي الدين الحلي، يصف بكلماته تلك، علم دولة الإمارات العربية المتحدة بشكله وترتيب ألوانه، يعكس من خلال بيته صورة لعلم الاتحاد الذي رفعه لأول مرة المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في الثاني من ديسمبر من العام 1971، معلناً قيام اتحاد الإمارات، أقوى وأرسخ اتحاد عرفه العالم.
يشكِّل علم الإمارات مع نشيدها الوطني رمزاً عظيماً يُفاخر به الجميع، يمثّل وحدتهم بكل معانيها، يرفعونه عالياً ليرفرف خفّاقاً في السماء، يحملونه في قلوبهم وعقولهم قبل أكفّهم، في حلِّهم وترحالهم، يتبادلون مع نسمات الهواء مداعبته
العلم. هو شعار وطني لأي دولة مستقلة ذات سيادة، وهو عنوانها الذي يمثّلها في كل مكان وزمان، بينما يعد أهل الإمارات علمهم رمزاً قيِّماً لا يُضاهيه شيء في قلوبهم وعقولهم، ويرون فيه انتماءهم لهذه الأرض الطيبة وصلة ارتباط وثيقة بينهم وبين قيادتهم.
ويشكّل علم الإمارات مع نشيدها الوطني رمزاً عظيماً يُفاخر به الجميع، يمثّل وحدتهم بكل معانيها، يرفعونه عالياً ليرفرف خفّاقاً في السماء، يحملونه في قلوبهم وعقولهم قبل أكفِّهم، في حلِّهم وترحالهم، يتبادلون مع نسمات الهواء مداعبته.
لهذا العلم معانٍ سامية يعكسها من خلال ألوانه عرفها العرب منذ القدم، وهي راسخة اليوم في هذه الأرض وأهلها، فصنائع أهل الإمارات من خير وأيادٍ بيضاء يخبرنا عنها اللون الأبيض، والأرض المعطاء التي طالت خيراتها القاصي والداني، يحكي قصتها اللون الأخضر، وأما اللون الأسود ففيه خوض المعارك والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل الوطن، ورفع الظلم عن الضعفاء أينما حلوا، ليغطي دم الأعداء سيوف فرسان الإمارات فيغدو أحمر.
عبدالله محمد المعينة، مصمم علم دولة الإمارات العربية المتحدة، يروي حكاية هذا العلم قائلا: "قرأت صدفة إعلاناً عن طرح مسابقة لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، من قبل الديوان الأميري في أبوظبي، والذي كان منشوراً حينها في صحيفة الاتحاد".
ويتابع صاحب التصميم: "قبل شهرين من إعلان اتحاد الإمارات، وصل عدد التصاميم المقدمة للمسابقة نحو 1030 تصميماً مختلفاً، تم اختيار ستة منها كترشيح أولي فيما وقع الاختيار النهائي على الشكل الحالي" .
اليوم وبعد ٤٥ عاماً، تشهد الدولة عدة فعاليات واحتفالات في مختلف مناطقها، احتفاءً بيوم العلم الإماراتي، والذي يأتي تزامناً مع تاريخ تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -حفظه الله- مقاليد الحكم في الإمارات، حيث يحتفل الإماراتيون والمقيمون على أرض الدولة بهذا اليوم الذي أُعتمِد كيوم عيد رسمي في نوفمبر من العام 2013.
وفيه يجدّد أهل الإمارات ولاءهم لرئيس الدولة، ويرسّخون من خلال الاحتفال به وحدتهم ويثبتون للعالم أجمع أن "البيت متوحد"، صفاً واحداً في الرخاء والشدة، ولهذه المناسبة مكانتها في عقول وقلوب أهل الإمارات ومن يقيم على أرضها، وتستمدُّ قوتها من الترابط الوثيق بين القيادة والشعب، ويظهر علم الإمارات جلياً ذلك الارتباط المقدّس والكبير بين علم الدولة وقيادتها وشعبها.
وكل عام وعلمنا يرفرف خفّاقاً معانقاً السماء والسحب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة