3.5 مليون دولار منحة إماراتية لترميم شعاب مرجانية في فلوريدا
المنحة تعد من أكبر الاستثمارات في هذا المجال على مستوى العالم، وتأتي في إطار تبرع دولة الإمارات بـ10 ملايين دولار لولاية فلوريدا
أعلنت دولة الإمارات عن منحة قيمتها 3.5 مليون دولار، للمساعدة في ترميم 7 سلاسل من الشعاب المرجانية في منطقة "فلوريدا كيز" بولاية فلوريدا الأمريكية.
يأتي ذلك بالتعاون مع منظمة "يونايتد واي أوف كوليار آند ذي كيز" التي تنفذ المشروع بالتعاون مع خبراء في "الإدارة الوطنية لشؤون المحيطات والمناخ" ومع جهات متخصصة أخرى محلية ودولية.
وتعد هذه المنحة من أكبر الاستثمارات في هذا المجال على مستوى العالم، وتأتي في إطار تبرع دولة الإمارات بـ10 ملايين دولار لولاية فلوريدا لمساعدتها في تجاوز آثار إعصار "إيرما".
وقال يوسف مانع العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية: "يسرنا في دولة الإمارات أن نمد يد العون لمنطقة فلوريدا كيز في هذا الظرف العصيب للعمل معاً في إعادة تأهيل الشعب المرجانية التي تعد من أهم معالم البيئة البحرية في هذه المنطقة".
وأضاف: "نتعايش في الكوكب ذاته ونواجه التحديات ذاتها، ومن دواعي فخرنا في دولة الإمارات أن نتعاون مع شركائنا في الولايات المتحدة وحول العالم من أجل توفير حماية أفضل للنظم البيئية الحيوية والمحافظة عليها".
وستشرف منظمة "يونايتد واي" على أوجه إنفاق المنحة وإدارتها وتوزيعها في إطار برامجها الإدارية المستمرة للتعافي من آثار إعصار "إيرما" والتي تشمل مشروعات لضمان المحافظة على البيئة البحرية في تلك الشعاب المرجانية بما يحقق الاستقرار المالي لسكان منطقة "فلوريدا كيز" بعائد سنوي يفوق 4.7 مليار دولار.
وقال ستيف ساندرسون، رئيس منظمة "يونايتد واي" ومديرها التنفيذي: "نتشرف بالعمل مع سفير دولة الإمارات وسفارة الإمارات باعتبارها شريكاً موثوقاً ونتطلع لاستمرار هذه الشراكة القيّمة".
وأضاف: "المنحة ستحدث بلا شك نقلة كبيرة في حياة العائلات التي تعتمد في عيشها على ما تجود به هذه المنطقة البحرية التي تأثرت كثيراً بفعل هذا الإعصار المدمر"، موجها الشكر الجزيل لسفارة دولة الإمارات على تعاونها المتميز.
وأثنى الدكتور تيم جالوديت، مساعد وزير التجارة الأمريكي لشؤون المحيطات والمناخ على دولة الإمارات لمساعداتها المقدرة في هذا المجال، وقال إن "جهود الاستثمار في أعمال الترميم مثل التي تتم في منطقة (فلوريدا كيز) وغيرها تعود بالفائدة ليس لتلك المناطق فحسب بل لمناطق العالم كافة التي تحتوي على سلاسل صخرية وتتعرض فيها الحيوانات البحرية والشُعب المرجانية لمخاطر من العوامل البشرية والمناخية وغيرها".
وأضاف: "يمكننا من خلال العمل المشترك أن نقيم إرثاً دائماً في منطقة (فلوريدا كيز) ونساعد في دعم جهود ترميم مناطق الشُعب المرجانية على مستوى العالم، وبالتالي نستطيع تحقيق الأمن الاقتصادي للمجتمعات التي تعتمد على البيئات البحرية الصحية".
وقالت هولي راسشين نائبة المقاطعة 120 في ولاية فلوريدا: "المنحة الإنسانية النبيلة ستنشط العمل ضمن جهود ترميم مناطق السلاسل الصخرية التي يعتمد عليها سكان منطقة فلوريدا كيز في معيشتهم اليومية، كما أن جهود دعم التعليم ستحدث تغييراً عن طريق تعليم الشباب الذين يمثلون جيلنا القادم ليتولوا بأنفسهم الإشراف على جهود الحفاظ على بيئتنا البحرية فضلاً عن توفير فرص الكسب المالي، وهذه الريادة هي عماد مجتمعنا المحلي ومستقبله".
وتابعت: "إننا عاجزون عن استيفاء الشكر والعرفان للشراكة التي جمعت بين دولة الإمارات ومنظمة يونايتد واي من أجل مصلحة مجتمعنا".
وسيستخدم جزء من المبالغ المخصصة للمنحة الإماراتية لتطوير برنامج تعليمي تبادلي في مجال ترميم مناطق الشعب المرجانية بين دولة الإمارات وجمعية ترميم الشعب المرجانية الأمريكية التي تضم علماء ومدربين متخصصين في هذا المجال.
وسيخصص جزء آخر من المنحة لمنح دولة الإمارات الفرصة للمشاركة في رعاية "مؤتمر مستقبل المناطق الصخرية على البحار والمحيطات 2021" الذي سيعقد في مدينة كي لارجو بفلوريدا في مايو/أيار 2021، وكذلك ستمول المنحة برامج تعليمية متعلقة بعلوم البحار سيستفيد منها 8500 طالب وطالبة في مدارس مقاطعة مونرو بولاية فلوريدا.
وستستخدم هذه المنحة كذلك في تأسيس صندوق للمنح الدراسية تحت رعاية دولة الإمارات ليستفيد منها شباب مقاطعة مونرو الراغبين في الحصول على درجات علمية في علوم البحار والمجالات المتعلقة بها.
ولدولة الإمارات العربية المتحدة سجل حافل في جهود دعم السكان في مختلف مناطق الولايات المتحدة التي تتعرض لكوارث طبيعية مثل نيو أورلينز ونيو جيريي عقب إعصاري "كاترينا" في 2005 و"ساندي" في 2012، وكذلك منطقة جوبلين في ولاية ميزوري في 2011م. وخلال الآونة الأخيرة قدمت دولة الإمارات دعماً لجهود الإعمار والتعليم والإعاشة في مقاطعة كوليار بولاية فلوريدا، فضلاً عن الدعم الإنساني المقدم من دولة الإمارات للمناطق المتأثرة في ولاية كاليفورنيا.
وتأتي هذه المنحة في إطار الدعم الذي تعهدت به دولة الإمارات للمساهمة في جهود إعمار ولاية فلوريدا بعد الدمار الكبير الذي أحدثه إعصار إيرما في الولاية في 2017، ويعتمد 60 % من سكان منطقة فلوريدا كيز في معيشتهم على وظائف في البيئة البحرية المحاذية لمنطقتهم.