الإمارات والهند.. علاقات ببريق "اللؤلؤ"
العلاقات بين الإمارات والهند تستمد قوتها من صلات تضرب في أعماق التاريخ حيث تجارة اللؤلؤ، وأسهمت زيارات متبادلة في الحفاظ على بريقها.
تذكر الوثائق التاريخية أن من أوائل المساجد التي شيدت في العالم، كان ذلك المسجد الذي بني في ولاية "كيرالا" الهندية عام 629 ميلادية.
هذا المسجد، شاهد على علاقة تاريخية بين الهند والعالم العربي بصفة عامة، والخليج العربي بصفة خاصة، وهي علاقة تضرب في أعماق التاريخ وأصبحت أكثر عمقا مع انتشار الإسلام بالهند على يد تجار الخليج.
وكانت تجارة اللؤلؤ والأسماك قائمة بين الهند والخليج العربي منذ عام 3000 قبل الميلاد، وكان ميناء رأس الخيمة من بين أشهر موانئ النقل والشحن لتجارة اللؤلؤ والأسماك في المنطقة، كما كانت البضائع الهندية تنتقل لليمن عبره، وبعد ذلك تحملها قوافل الجمال لليمن لتجد طريقها في نهاية المطاف لأسواق أوروبا.
وكان الأمراء الهنود هم كبار مستوردي اللؤلؤ، الذي كان يجلبه تجار رأس الخيمة، والعين، ودبي، والبحرين للهند.
وانعكست هذه العلاقات التاريخية على اللغة في الهند والعالم العربي، فهناك كلمات عديدة ذات أصول هندية مثل الصندل، والتنبول «نبات للمضغ»، والقرنفل، والنرجيل، وغيرها التي مازالت مستخدمة على نطاق واسع في اللغة العربية حتى الآن.
وفي السياق ذاته، نجد أن 25% تقريباً من مفردات اللغة الهندية، عربية الأصل، وتستخدم في المحادثات والمعاملات اليومية في مختلف المناطق الهندية حتى لحظتنا الحالية.
وتستمد العلاقات الحديثة بين الإمارات والهند قوتها من هذه الصلات التي تضرب في أعماق التاريخ حيث تجارة اللؤلؤ، وأسهم عدد من الزيارات التاريخية المتبادلة بين البلدين في الحفاظ على بريق تلك العلاقات.
وكانت أبرز تلك الزيارات ما قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى الهند عام 1975، حيث أسهمت في ترسيخ هذه العلاقة، ووضع الأسس القوية لها.
وشكلت زيارة رئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي لدولة الإمارات عام 1981 نقلة نوعية أخرى في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين.
ويحتفظ سجل الزيارات التاريخية بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2016، والذي أكد خلالها أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حريصة دائماً على تعزيز علاقاتها القوية مع جمهورية الهند، خصوصاً في ظل الفرص الكبيرة للتعاون بين البلدين والتغيرات والتحوّلات الإقليمية والدولية المتسارعة، التي تحتاج من بلدينا مزيد من التنسيق والتفاهم، لمواجهة التحديات التي تفرضها هذه التحوّلات، واستثمار الفرص التي توفرها".
وانعكست تلك الزيارات على العلاقات بين البلدين في مجالات عدة؛ حيث يرتبطان بإطار واسع من الاتفاقيات والشراكات المهمة. كما تعد الإمارات من بين أكبر المستثمرين في الهند على صعيد الاستثمار الأجنبي المباشر، وتسهم بشكل كبير في أمن الطاقة في الهند، وتعد سادس أكبر مزود للنفط الخام لها في 2014-2015.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز