زيارة محمد بن زايد للهند.. تتويج لعلاقات وثيقة مع الخليج
"تمثل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تتويجا لارتباط رائع تحظى به الهند مع دول الخليج"، وفق صحيفة هندية كبرى.
"تمثل زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كضيف رئيسي في احتفال اليوم الجمهوري المقرر 26 يناير الجاري، تتويجا لارتباط رائع تحظى به الهند مع دول الخليج"، هكذا علقت صحيفة "ذا إيشيان إيج" الهندية على زيارة ولي عهد أبوظبي إلى الهند.
الصحيفة قالت إن محور زيارة ولي عهد أبوظبي سيكون توقيع اتفاق شراكة استراتيجية شامل، سيأخذ العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى جديد من الثقة المشتركة، ويسهل تشكيل دور هندي جديد في منطقة الخليج.
ووصفت "ذا إيشيان إيج" الإمارات والهند بشركاء العمل الطبيعيين، موضحة أنه بينما تعتبر الهند قوة اقتصادية عالمية تتميز الإمارات باقتصاد متنوع، وتعتبر مركزا عالميا للتجارة، والاتصالات اللوجيستية والسياحة والمال.
علاوة على ذلك فإن الإمارات تعتبر مزود البترول الرئيسي إلى الهند، وشريكا تجاريا مهما، والجهة الأولى للصادرات الهندية التي يتم إعادة تصدير معظمها عبر جنوب وغرب آسيا وشرق وجنوب إفريقيا. إضافة إلى أن الإمارات قامت بإنشاء صندوق بقيمة 75 مليار دولار للاستثمار في تطوير البنية التحيتة في الهند.
وتابعت الصحيفة، أنه منذ يونيو/حزيران 2015، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة الإمارات والسعودية وإيران وقطر، واستضاف ولي عهد أبوظبي في فبراير/شباط العام الماضي. لافتة إلى أنه على الأرجح لم تنال أي منطقة جغرافية أخرى هذا القدر من الاهتمام من قبل الهند.
هذا التفاعل الخليجي بمثابة "ثناء" للعلاقات الهندية التاريخية مع المنطقة، منذ 5 آلاف عام، حيث تعود إلى أيام حضارة وادي السند، و"اعتراف" بالعلاقات الاقتصادية والتعاون في مجال الطاقة حاليا، حسب الصحيفة.
وكانت زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الإمارات في 2015 قد مهدت إلى تشكيل علاقات اقتصادية جديدة ملائمة للوقت الحالي، مثل التعاون في مجالات التكنولوجيا وتشمل الاتصالات، والطاقة المتجددة والفضاء والبيئة الصحراوية والرعاية الصحية المتطورة والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
كما شجع تهديد القوى المتطرفة والعنيفة لقيم البلدين المشتركة، الهند والإمارات، على إنشاء جبهة قوية ضد الإرهاب عبر تعاون أمني معزز يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة إرهاب مشتركة، وتبني أفضل ممارسات وتكنولوجيات في الدولتين، فضلا عن التعاون الدفاعي الذي يشمل الحوار على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، والتدريبات المشتركة والتعاون بين البلدين للحفاظ على أمن المحيط الهندي. إلى جانب سعي الدولتين إلى اتباع تطوير مشترك للصناعة الدفاعية لتقليل الاعتماد على الدول الأخرى، وفقا للصحيفة.
وأردفت "ذا إيشيان إيج" أن هذا التعاون أصبح ملحا جدا اليوم، حيث تعاني منطقة غرب آسيا من 3 صراعات: في سوريا والعراق واليمن. إضافة إلى التهديد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي، الذي ارتكب فظائع على مختلف شعوب غرب آسيا والرهائن الغربيين الذي قام بأسرهم.
وأخيرا قالت الصحيفة، إنه في ظل هذه الظروف لم ترد الهند والإمارات إساءة استخدام الدين لتبرير أعمال العنف فحسب، بل أدانا جهود بعض الدول التي تستغل الدين وتبرر للإرهاب وتدعمه أو تروج إليه ضد دول أخرى.
وأضافت أن كلا البلدين لديه مصلحة مشتركة وقدرة على العمل لنزع فتيل التوترات المستمرة وتعزيز الثقة بين الجيران المسلمين، حتى يمكن تشكيل جبهة مشتركة ضد الطائفية والجهاد الذي يهدد المنطقة، وهذا سيمنح اتفاق الشراكة المقرر التوقيع عليه في أثناء زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للهند، معنى ومضمونا، حسب قول ذا إيشيان إيج.