الإمارات تدعو المجتمع الدولي لتكثيف جهود التكيف مع تغير المناخ
نموذج الإمارات في التعامل مع التغير المناخي يراعي جيدا عامل التكيف، حيث تم إطلاق البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ في عام 2017.
دعا الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، المجتمع الدولي إلى ضرورة تكثيف الاهتمام العالمي بجهود التكيف مع تداعيات التغير المناخي، والعمل على نشر التقنيات والحلول المبتكرة الداعمة لآليات تحقيق هذا التكيف.
وأكد "الزيودي" أن دولة الإمارات ستعمل ضمن التزاماتها الطوعية تجاه البيئة والمناخ، على تعزيز مفاهيم وإجراءات التكيف في منطقة الشرق الأوسط، خلال استضافتها أسبوع المناخ الإقليمي 2020.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقدته الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن المناخ، على هامش فعاليات المؤتمر الـ25 لدول الأطراف في الاتفاقية "كوب – 25".
وتم خلال المؤتمر الإعلان عن إطلاق الدورة الجديدة من أسابيع المناخ الإقليمية، وعن استضافة دولة الإمارات أسبوع المناخ 2020، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالتزامن مع انطلاق فعاليات المعرض العالمي إكسبو 2020.
وقال "الزيودي" إن استضافة دولة الإمارات، ممثلة في إمارة دبي، فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط، يُشكل تأكيداً واضحاً على الدور البارز الذي تلعبه دولة الإمارات في حماية البيئة، والعمل من أجل المناخ، وتعزيز ونشر حلول وتدابير التكيف، وكونها باتت منصة عالمية للتحول نحو منظومة الاقتصاد الأخضر.
وأوضح أن تزامن وتنظيم أسبوع المناخ 2020 مع فعاليات المعرض العالمي إكسبو 2020، سيسهم بشكل كبير في استعراض أحدث الحلول المبتكرة التي تدعم تحقيق الاستدامة على مستوى جميع القطاعات.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر الـ25 لدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ، شارك الدكتور الزيودي في المنتدى رفيع المستوى لـ"اللجنة العالمية للتكيف".
وقال "الزيودي" في كلمته خلال المنتدى: "إن تسارع حدة تداعيات التغير المناخي وتفاقمها، يتطلب تكثيف العمل على محورين، الأول يتمثل في خفض مسببات هذا التغير، والثاني يمثل الأهمية القصوى حالياً، وهو التكيف مع هذه التداعيات لحماية حياة ملايين البشر والاستعداد للمستقبل".
وأوضح أن نموذج دولة الإمارات في التعامل مع التغير المناخي راعى جيداً عامل التكيف، حيث تم إطلاق البرنامج الوطني للتكيف مع تغير المناخ في عام 2017.
وأضاف: "تم العمل على تقييم ودراسة تأثيرات تغير المناخ على القطاعات كافة، وبالأخص الحيوية منها، وهي الصحة والطاقة والبنية التحتية والبيئة، وبناء عليها تم تحديد الإجراءات والتدابير اللازمة للتكيف".
وأشار "الزيودي" إلى أن الحلول القائمة على حماية البيئة وتنوعها البيولوجي، والعمل على ضمان استدامته، تسهم بشكل كبير في تعزيز ودعم جهود التكيف.
وتابع: "لذا تولي دولة الإمارات أهمية كبرى لهذا الأمر، حيث تعمل على حماية البيئات المحلية المختلفة ومنها الأراضي الرطبة، وزيادة المساحات الخضراء، وبالأخص الأشجار ذات القيم البيئية العالية، مثل المانجروف، وتعمل على تعزيز صحة النظم البحرية".
ويهدف المنتدى الذي يقام تحت عنوان "رفع الطموح قبل قمة 2020 للتكيف مع المناخ"، إلى تعزيز ودعم جهود رفع سقف طموحات الدول بشأن العمل من أجل المناخ، والتكيف مع تداعيات التغير المناخي.
ويأتي المنتدى كخطوة استباقية لقمة التكيف مع المناخ، التي ستعقد العام المقبل في المملكة الهولندية.
وركزت النقاشات التي تناولها المنتدى على ضرورة مضاعفة جهود وتدابير التكيف، وإبراز المساهمات المنجزة في هذا المجال، والتركيز على متطلبات سنة العمل، التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة خلال قمة المناخ في سبتمبر/أيلول الماضي.
وشمل جدول مشاركات وفد دولة الإمارات برئاسة الدكتور ثاني الزيودي، المشاركة في اجتماع مبادرة التبريد الفعال، الذي نظمه تحالف المناخ والهواء النقي.
وقال الدكتور الزيودي، في كلمته خلال الاجتماع، إن الطبيعية الصحراوية لدولة الإمارات، والمرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، جعلت من التبريد أحد أكثر القطاعات نشاطاً وكثافة في استهلاك الطاقة في دولة الإمارات.
وأضاف: "لذا تم التوجه لاعتماد نظام تبريد المناطق، ونشر استخدامه على مستوى واسع، نظراً لخفضه معدل استهلاك الطاقة بنسبة 50% عن أنظمة التبريد الاعتيادية".
وتابع: "كما تم اعتماد المعايير والأنظمة الخضراء للمباني، التي تدعم الاعتماد على نظم بيئية في تخفيض حرارة الأبنية، وزيادة معدل التهوية بها، وتم التوجه لاستخدام أجهزة تبريد تعتمد على آليات الامتصاص للحرارة المهدرة في المباني".
وأشار إلى أن هذه الآليات وبرامج أخرى عدة، تأتي للمساهمة في تحقيق أحد الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات، والمتمثل في تحسين كفاءة الطاقة بنسبة 40% بحلول 2050.
إلى ذلك، كانت دولة الإمارات قد أعلنت ضمن أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ، في نيويورك، سبتمبر/أيلول الماضي، عن انضمامها إلى تحالف المناخ والهواء النقي، وهو عبارة عن شراكة عالمية تطوعية متعددة القطاعات، ملتزمة بتحسين جودة الهواء وحماية المناخ من خلال الحد من ملوثات المناخ.
ويرأس الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي الوفد الرسمي لدولة الإمارات، الذي يضم 90 عضواً يمثلون القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية وفئة الشباب، المشارك في فعاليات المؤتمر الـ25 لدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، والمقام حالياً في المملكة الإسبانية في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMTMg
جزيرة ام اند امز