الإمارات تشغل الوحدة الثانية من براكة "النووية"
أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الجمعة، عن بداية عملية تشغيل مفاعل المحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
وقالت المؤسسة إن شركة نواة للطاقة التابعة لها والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أتمت عملية بداية المحطة التي تتخذ من منطقة الظفرة بأبوظبي موقعا لها.
وتواصل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"نواة" ترسيخ مسيرة التميز لدولة الإمارات في هذا القطاع، من خلال هذا الإنجاز الذي تحقق بعد 12 شهرًا من بداية تشغيل المحطة الأولى وأربعة أشهر من تشغيلها بشكل تجاري، وهو ما يسلط الضوء على التقدم الكبير في إنجاز محطات براكة الأربع على نحو آمن وفي الوقت المحدد، بهدف تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الإمارات.
- الإمارات تحتفي بـ100 مليون ساعة عمل آمنة في "براكة"
- الإمارات تستضيف تمرين كونفكس-3 الدولي "براكة الإمارات" في 2021
وبهذا الإنجاز أصبحت محطات براكة أول مشروع للطاقة النووية في المنطقة يضم محطات متعددة قيد التشغيل، مما يعزز النمو الاقتصادي للدولة عبر توفير المزيد من الطاقة الكهربائية الوفيرة والموثوقة والصديقة للبيئة.
كما يبرز هذا الإنجاز الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدولة في تنفيذ مشروعات عملاقة عبر تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي يلتزم بكافة المتطلبات التنظيمية المحلية والمعايير العالمية، فضلاً عن مهارات وقدرات وخبرات فرق العمل في براكة والتي تقودها الكفاءات الإماراتية.
وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "إنجاز آخر تحقق اليوم خلال تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار مسيرتنا الهادفة لتوفير الطاقة الكهربائية الوفيرة والصديقة للبيئة على مدار الساعة، حيث تدعم محطات براكة النمو والازدهار في الدولة بشكل مستدام".
وأضاف: "مع بداية تشغيل المحطة الثانية في براكة نحن الآن في منتصف الطريق تقريبًا نحو تحقيق هدفنا المتمثل في توفير ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وتعزيز النمو المستدام وبالتوازي مع دعم جهود الدولة لتحقيق أهدافها الخاصة بمواجهة ظاهرة التغير المناخي".
وتابع: "بدعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، أصبحت محطات براكة مثالا للتميز في إنجاز برامج الطاقة النووية الجديدة، ونموذجا يحتذى به من قبل الدول الراغبة في إضافة الطاقة النووية إلى محفظة مصادر الطاقة لديها، لا سيما أن سبعا من الدول العشر الأولى في العالم الأكثر استدامة تستخدم الطاقة النووية، والتي لا يقتصر دورها على توفير الكهرباء الصديقة للبيئة بل تسهم في تعزيز أمن الطاقة وموثوقيتها".
وكانت شركة نواة للطاقة التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، أكملت برنامجاً شاملاً للاختبارات قبل نجاحها في بدء تشغيل مفاعل المحطة الثانية في براكة.
من جهته، قال المهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة: "نهنئ فرق العمل المتميزة على إتمام عملية بداية تشغيل المحطة الثانية. ستتواصل الاستعدادات على نحو آمن وثابت من أجل ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية وصولاً إلى التشغيل التجاري لثاني محطات براكة".
وتابع: "نحن ملتزمون بضمان التميز التشغيلي لكل محطات براكة، ونشكر شركاءنا في الدولة وفي جميع أنحاء العالم على دعمهم المستمر ومساعدتنا في تحقيق هذه االإنجازات وفق أعلى معايير الأداء التشغيلي".
وتعني بداية التشغيل أن مفاعل المحطة يولد الحرارة للمرة الأولى من خلال الانشطار النووي، وتستخدم هذه الحرارة لتوليد البخار وتدوير التوربينات لإنتاج الكهرباء، حيث أجرى فريق تشغيل المفاعلات النووية المؤهل والمعتمد في "نواة" سلسلة من اختبارات السلامة لضمان سير بداية التشغيل على الوجه الأمثل مستفيداً من التجربة المماثلة السابقة في المحطة الأولى.
وتم إجراء هذه الاختبارات تحت الإشراف المستمر من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الجهة المستقلة التي تتولى تنظيم القطاع النووي في دولة الإمارات، وتأتي بعد استكمال الرابطة العالمية للمشغلين النوويين استكمال مراجعة ما قبل بدء التشغيل للمحطة الثانية والتي سبقت صدور رخصة التشغيل، وهو ما يؤكد التزام المحطة الثانية بأفضل الممارسات المعمول بها في قطاع الطاقة النووية العالمي.
وخلال الأشهر المقبلة، سيتم ربط المحطة الثانية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات، وسيبدأ فريق التشغيل بعملية رفع مستوى طاقة مفاعل المحطة بالتدريج، وهو ما يُعرف بـ"اختبار الطاقة التصاعدي" بالتزامن مع المراقبة المستمرة لهذه العملية حتى الوصول إلى الحد الأقصى من طاقة المفاعل الإنتاجية، مع الالتزام بجميع المتطلبات التنظيمية وأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والجودة والأمن.
ومن خلال تزويد مئات الآلاف من الشركات والمنازل بالكهرباء الوفيرة والصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة، تنفرد مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بقيادة أكبر الجهود في المنطقة لخفض البصمة الكربونية، حيث تعد المحطة الأولى في براكة أكبر مصدر منفرد للكهرباء في دولة الإمارات.
وعند تشغيلها بالكامل، ستنتج محطات براكة الأربع ما يصل إلى 5.6 جيجاوات من الكهرباء، وستحد من أكثر من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة سنويًا، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن شحن 7.3 مليار هاتف متحرك يوميًا.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA=
جزيرة ام اند امز