الإمارات وفلسطين.. دعم تاريخي متعدد الاتجاهات
الدعم الإماراتي حاضر دائما في تفاصيل حياة الفلسطينيين ويومياتهم، كامن بين الأحياء والمنشآت والمساجد في غزة والقدس والضفة الغربية
توج الاتفاق التاريخي الذي أعلن عنه، الخميس، بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل، والذي أوقف خطوة الضم الإسرائيلية لأراض فلسطينية، وشمل بنودا تاريخية، الجهود الإماراتية المتواصلة لدعم الفلسطينيين وقضيتهم العادلة.
الاتفاق الذي لاقى ترحيبا وإشادات عربية وعالمية مثل خرقا دبلوماسيا دافعا باتجاه تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، وضع نصب أعينه حقوق الفلسطينيين وطموحاتهم، التي ما انفكت دولة الإمارات في طليعة المدافعين عنها نضالا وعونا للشقيقة فلسطين.
ولم يقتصر الدعم الإماراتي لفلسطين يوما على مجال بعينه، فلا تدخر الإمارات جهدا في الارتقاء بمعيشة الفلسطينيين بشتى الوسائل والطرق وفي جميع الاتجاهات سواء كانت دبلوماسية أو سياسية أو اجتماعية.
الإمارات داعم دائم لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة حريته وإنهاء الاحتلال لأرضه، وهي كذلك تدعم صموده من خلال المساعدات المالية والإنسانية، كامتداد بديهي لمواقف خالدة أرسى لبنتها الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تزدان بها مجلدات التاريخ وتفتخر بها أجيال البلدين.
الدعم الإماراتي حاضر دائما في تفاصيل حياة الفلسطينيين ويومياتهم، كامن بين الأحياء والمنشآت السكنية والمساجد في غزة والقدس والضفة الغربية، تترجمه مواقف إماراتية أزلية تختزل قيم الأخوة والتضامن والعروبة.
فالإمارات دائما ثابتة على مواقفها لعودة الحق الفلسطيني لأصحابه ورفض أي حلول مجتزئة، فالقضية الفلسطينية هي قضية الإمارات الأولى، وستظل كذلك حتى حصولها على جميع حقوقها المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.
أكبر 10 دول داعمة
وتحتل الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة ماليا لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994.
واستناداً إلى معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار"، التي اطلعت عليها "العين الإخبارية"، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي للشعب الفلسطيني منذ قيام السلطة الفلسطينية.
وتتفاوت هذه المساعدات ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية دون أن تشمل هذه المعطيات مئات ملايين الدولارات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ووفق الأمم المتحدة فإن الإمارات إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإنها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون دولار من 2013 إلى أبريل/نيسان 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جائحة كورونا
وفي ظل أزمة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم كله، لم تنس الإمارات الدولة الفلسطينية في محاولة لاحتواء وباء "كوفيد-19" على أراضيها والحد من انتشاره.
وأرسلت الإمارات دفعتين من المساعدات إلى فلسطين كانت الأولى في أبريل/نيسان الماضي والأخرى في مايو/أيار.
وفي 21 أبريل/نيسان الماضي، وصلت قافلة من المساعدات والطرود الصحية، الممولة من دولة الإمارات، لمراكز الحجر الصحي في قطاع غزة؛ في إطار المساهمة في مكافحة فيروس كورونا.
وفي مايو/أيار، حلقت أجنحة الرحمة الإماراتية متخذة من فلسطين بوصلة وهدفا، مشحونة بقيم المحبة والإيثار وبـ14 طنا من المساعدات الطبية الطارئة، دعما لجهود فلسطين في معركتها مع فيروس كورونا.
إمدادات إماراتية تجسد وعودا لطالما قطعتها قيادات دولة الإمارات بدعم ومساندة والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ومطالبه المحقة.
ولاقت المساعدات ترحيبا أمميا حيث أعرب مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن امتنانه لحكومة الإمارات العربية المتحدة على تسليم 14 طناً من الإمدادات الطبية العاجلة للشعب الفلسطيني.
وقال في تصريح آنذاك: "ستدعم الإمدادات جهود كبح انتشار جائحة كورونا وتأثيرها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ولفت إلى أن المساعدة تشمل معدات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية، و10 أجهزة تنفس اصطناعي مطلوبة بشدة.
دعم سياسي
وبالتوازي مع الدعم الإنساني، لم تدخر الإمارات جهدا في الوقوف بجانب فلسطين سياسيا وكان أحدثها الرفض الإماراتي الصارم لمخططات الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية.
وهو ما ترجمته مؤخرا تصريحات لسفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة في مقال كتبه العتيبة ونشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يونيو/حزيران الماضي، حذر فيه من تداعيات الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة على الاستقرا والأمن بالمنطقة.
كما حذر من كون الضمّ "سيقوض بالتأكيد وعلى الفور التطلعات الإسرائيلية لتحسين العلاقات الأمنية والاقتصادية والثقافية مع العالم العربي"، معتبرا أن "استمرار الحديث عن التطبيع سيكون مجرد أمل مغلوط".
وقال القيادي في حركة "فتح" ديمتري دلياني، إن الرسالة الحاسمة، التي وجهتها الإمارات، ضد الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية بالضفة الغربية، أحدثت إرباكًا في إسرائيل.
وفي حديث سابق مع "العين الإخبارية"، أضاف دلياني أن "تحذير سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، وجد تفاعلا واسعا في المستويات السياسية والشعبية بإسرائيل، وساند بشكل كبير الموقف الفلسطيني الرافض لهذه الخطة".
ولفت القيادي الفتحاوي إلى أن رسالة السفير الإماراتي، التي تم نشرها في الصحيفة الأوسع انتشارا وشعبية في إسرائيل، "كانت بمثابة تحذير من أن هناك ثمن للضم في حال قد تم، وهي تأكيد على أولوية القضية الفلسطينية بالنسبة للإمارات".
وتابع دلياني: "لقد حمل مقال السفير الإماراتي، الذي تمت صياغته بشكل دقيق وواضح، أكثر من رسالة، وهي أن الاستيلاء الإسرائيلي غير قانوني ومرفوض، وهو بمثابة خط أحمر لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال ولن يكون من شأنه إلا زيادة عزلة إسرائيل".
فلم تغب دولة الإمارات العربية المتحدة يوما عن مساندة الشعب الفلسطيني ودعمه في جميع مراحل قضيته العادلة التي ظلت ثابتة ضمن أولويات سياستها الخارجية،
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA==
جزيرة ام اند امز