نداء أممي بشأن لاجئي فلسطين بلبنان وتحذير من "حافة اليأس"
الوكالة الأممية قدّرت أعدادهم بنحو 200 ألف وقالت إنهم "من بين المجتمعات الأشد عرضة للمخاطر في لبنان"
بينما تلملم بيروت جراحها بعد الانفجار المرعب الذي طال نصفها، على وقع تعهدات دولية بتقديم مساعدات عاجلة، يعلو صوت أممي يذكّر بمحنة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر في هذا البلد.
نداء أطلقته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى،"الأونروا"، اليوم الأربعاء، داعية الجهات المانحة لشمول لاجئي فلسطين في خطط الاستجابة الطارئة للبنان.
تجاوز العاصفة
وقال كلاوديو كوردوني، مدير "الأونروا" في لبنان: "علينا أن نساعد لاجئي فلسطين هنا، على تجاوز عاصفة أخرى يمكنها أن تدفعهم أكثر نحو حافة اليأس".
وفي بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أعربت الوكالة الأممية، عن "الحزن العميق" لما ألمّ ببيروت جرّاء الانفجار الذي تعرض له مرفئها الأسبوع الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى بينهم اثنان من اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت "الأونروا" إلى استمرار العمليات اليومية لمكتب الأونروا في لبنان في الوقت الذي تقدم فيه الوكالة الدعم لجهود الإغاثة على النطاق الأوسع في أعقاب الانفجار.
وبما أن لاجئي فلسطين "هم من بين المجتمعات الأشد عرضة للمخاطر في لبنان"-بحسب البيان-، دعت "الأونروا" المجتمع الدولي لشمولهم "ضمن الاستجابة الطارئة الفورية وفي الخطط طويلة الأجل لدعم لبنان".
ومنذ انفجار مرفأ بيروت تداعت العديد من الدول للإعلان عن تقديم مساعدات للبنان.
تحت خط الفقر
واستنادا إلى "الأونروا" فإن "غالبية لاجئي فلسطين الموجودين حاليا في لبنان والبالغ عددهم 200,000 شخص يعيشون تحت مستوى خط الفقر.
وازداد وضع هؤلاء اللاجئين سوءا جراء الأزمة الاقتصادية العميقة التي تضرب لبنان، والتدابير التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ونوّهت الوكالة الأممية بأن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التي تقدمها "تمثل شريان حياة بالنسبة للاجئي فلسطين ومصدرا رئيسا للاستقرار في لبنان".
وأكدت "الأونروا" أن الحاجة الأكثر إلحاحا بالنسبة لها، تتمثل في أن تكون قادرة على مواصلة معونتها النقدية لكافة لاجئي فلسطين في لبنان والتي تقدر بحوالي 10,6 ملايين دولار من أجل الجولة القادمة التي تأمل أن تبدأ في الخريف.
وفي هذا السياق، بيّن كوردوني أن الأموال التي تسعى وكالته لجمعها تعد "مبلغا زهيدا من أجل التخفيف من الصعوبات على مجتمع يعاني من كرب شديد، والمساهمة في إحساسه بالأمن وبالاستقرار الكلي في البلاد".
وفي أعقاب انفجار بيروت، الذي طالت أضراره نصف العاصمة، شوهد لاجئون فلسطينيون يهرعون للمساعدة في جهود إغاثة اللبنانيين سواء من خلال نقل الجرحى أو إزالة الركام.
وهنا، أشاد المسؤول الأممي بهذه "الأفعال التضامنية المشجعة من لاجئي فلسطين تجاه مجتمعهم المستضيف".
"إنهم جزء من الوضع في لبنان وأية خطة إغاثة شاملة ينبغي أن تستجيب لاحتياجاتهم". يكمل كوردوني حديثه عن لاجئي فلسطين.
"الأونروا" في سطور
وتواجه "الأونروا" طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها.
ويتم تمويل الوكالة الأممية بشكل كامل تقريبا، من خلال التبرعات الطوعية، فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات.
وتأسست "الأونروا" كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي 5.6 لاجئ من فلسطين مسجلين لديها.
وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم.
وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.