أسبوع على "فاجعة" بيروت.. مسيرة "شموع ودموع"
متظاهرون يحيون ذكرى أسبوع على انفجار مرفأ بيروت، عبر وقفة تضامنية مع الضحايا ومسيرة شموع صامتة في المدينة.
في ذكرى الأسبوع الأول على انفجار مرفأ بيروت، تذكّر اللبنانيون هذا اليوم الأليم عبر وقفة تضامنية مع الضحايا، ومسيرة شموع ودموع في المدينة.
وفي نفس لحظة وقوع الانفجار الساعة السادسة و6 دقائق، وقفوا دقيقة صمت، وقُرعت أجراس الكنائس ورُفع الأذان على أرواح ضحايا الانفجار، قبل أن ينطلقوا باتجاه المرفأ فوق ركام مدينتهم المنكوبة إحياء لذكرى الانفجار المدمر الذي أودى بـحياة 171 شخصاً وأصاب أكثر من 6 آلاف آخرين.
وأمام المرفأ الذي تحوّل إلى ساحة خردة كبيرة، بُثّ على شاشة عملاقة شريط فيديو يُظهر الانفجار الضخم الذي حول بيروت إلى مدينة منكوبة.
وأدّى المشاركون تحية سلام لمدينتهم وضحايا الانفجار على وقع أغنية الفناة ماجدة الرومي التي كتبها الشاعر السوري نزار قباني ويرد فيها "قومي من تحت الردم، قومي يا بيروت".
وفي شارع الجميزة المجاور، الأكثر تضرراً بالانفجار، جلس عشرات الشباب بلباس أبيض حاملين لافتات عليها أسماء ضحايا الانفجار، كما أضيئت الشموع.
وقرب المرفأ، وجه المتجمعون تحية خاصة إلى قوى الدفاع المدني وفوج إطفاء بيروت والصليب الأحمر اللبناني.
وحمل متظاهرون على أكتافهم عناصر من فوج الإطفاء، الذي كان أول من أرسل مجموعة من 10 عناصر إلى مرفأ بيروت حين اندلع حريق فيه قبل أن يدوي الانفجار، وقتل عدد منهم ولا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وقال أحد المتظاهرين قرب مرفأ بيروت أمام الحاضرين: "لن نعلن الحداد ولن نرتدي الأسود قبل أن ندفن السلطة كلها"، التي يحملونها مسؤولية الانفجار جراء الفساد والاستهتار والإهمال.
وتلا متحدثان أسماء قتلى التفجير جميعا.
وردّد البعض هتاف: "كلن يعني كلن" في إشارة إلى تمسكهم بمطلب رحيل الطبقة السياسية مجتمعة دون استثناء.
وكما على الأرض كذلك في المنازل لبّى عدد كبير من اللبنانيين دعوات الوقوف دقيقة صمت عند الساعة السادسة على أرواح الشهداء.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي استعاد اللبنانيون لحظة الانفجار المشؤومة مستعيدين الصور ومعبرين عن ألمهم بالدموع والصرخات الغاضبة بوجه المسؤولين عن تدمير مدينتهم.
وعند انتهاء المسيرة توجه عدد من الشبان للاحتجاج في محيط مقر البرلمان في وسط بيروت، حيث بدأ تسجيل مواجهات بينهم وبين عناصر قوى الأمن المكلفة بحماية المجلس النيابي.
وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام"، إن "عددا من المتظاهرين قاموا برشق عناصر مكافحة الشغب في وسط بيروت بالحجارة والمفرقعات النارية، بحيث قام العناصر بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لإبعادهم".
وشهد لبنان، الثلاثاء الماضي، انفجارا هائلا نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وإصابة آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله اللبناني أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.