في الإمارات تلمس بيديك مجتمعاً يشكل باقة من الألوان الزاهية التي تصبغها أكثر من 200 جالية متواجدة على أرضها.
يحدث في الإمارات أن تقرأ في عيون الناس لا في الشعارات فقط أو الجدران عبارات تحض على التسامح وتشجع على الانفتاح وتدعو إلى المحبة والإخاء الإنساني، فكأنك تقرأ شعارات الثورة الفرنسية في غير زمانها ومكانها، في تجربة دولة فتية تحتفل بذكرى ميلادها السابعة والأربعين هذا الشهر، دولة قامت داعية للخير ورائدة في العطاء وعملت في سبيل التلاقي لا التنافر والتعاون لا الاقتتال، وحملت رسالة السلام في كل المحافل.
حدثان يعكسان رسوخ مكانة الإمارات وتقدير العالم لجهودها في الدبلوماسية والقوة الناعمة، خصوصا عندما نرى الإجماع العالمي على تقدير مبادرة القمة العالمية الأولى من نوعها للتسامح
يحدث في الإمارات أن تلمس بيديك مجتمعاً يشكل باقة من الألوان الزاهية التي تصبغها أكثر من 200 جالية متواجدة على أرضها، هي لوحة فسيفساء ترسمها الجاليات الطيبة في الإمارات بالانتماء الثقافي إلى الأوطان الأصلية واللغات الأم في بلدانها، والولاء الإنساني للدولة التي أتاحت لهم العيش بأمن وأمان وكرامة على أرضها الطيبة المعطاءة.
يحدث في الإمارات أن تلتقي قمتان في قمة المجد الوطني وسمو الدور الإنساني لدولة تبني المنجزات وتراكم النجاحات، فهي وخلال أقل من 15 يوما، وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح، تحتضن في أبوظبي المهرجان الوطني للتسامح، وتستضيف في دبي القمة العالمية للتسامح ليكونا معاً قبلتين إماراتيين مطبوعتين على جبين الإنسانية.
في المهرجان الوطني للتسامح الذي انطلق تحت شعار "على نهج زايد" رأينا التعبير في عيون أبناء الجاليات الوافدة كما الإماراتيين، شيباً وشباناً، كباراً وصغاراً عن الاعتزاز والفخر بمؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ومع أكثر من 100 فعالية وبرنامج ومبادرة وجدنا أنفسنا في مدرسة الشيخ زايد، في الموقع الأقرب إلى القلب بالاسم الذي يحمله "حديقة أم الإمارات"، وبما يرمز إليه هذا الاسم من رسوخ الدور القيادي والوطني الريادي للمرأة الإماراتية إلى جانب الرجل في مسيرة البناء والعطاء، بكل رمزية هذا الاسم جاء الاحتفال أعمق وأصدق، بقيم التعايش وقبول الآخر واحترام الاختلاف والتعاون من أجل صالح الجميع، أما في القمة العالمية للتسامح فالتقت أكثر من 2000 شخصية محلية وعالمية بهدف نشر رسالة المحبة والسلام من دبي إلى العالم، في 12 جلسة حوارية ملهمة، وورش عمل لأكثر من 100 متحدث، إلى جانب فعاليات أخرى عديدة بمشاركة بارزة لكل فئات المجتمع الإنساني بكافة أطيافه وتوجهاته.
هما حدثان عالميان لا محليان فقط.. بأبعادهما وتفردهما وكونهما ينعقدان في مرحلة نحن في أمس الحاجة فيها إلى السلام الإنساني، في منطقتنا والعالم، هما حدثان يعكسان رسوخ مكانة الإمارات وتقدير العالم لجهودها في الدبلوماسية والقوة الناعمة، خصوصا عندما نرى الإجماع العالمي على تقدير مبادرة القمة العالمية الأولى من نوعها للتسامح، إلا أولئك المبغضين المعادين للإنسانية والإنسان، الداعين لنشر رسائل الكراهية والإرهاب والتطرف والقتل، أولئك الذين تستهويهم ألاعيب التسييس والتدليس ولا يردعهم عن غيهم إلا خطاب منفتح معتدل، وإسلام وسطي تقود جهوده دول الخير والبناء، وفي مقدمها سعودية الحزم وإمارات العزم والإنجاز.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة