إنجاز إماراتي جديد.. الفضاء على موعد مع "مزن سات" الإثنين
إطلاق "مزن سات" يأتي تجسيداً للدعم المقدم لهذا القطاع الوطني المهم الذي حققت فيه الإمارات العديد من الإنجازات العالمية الرائدة.
مع دقات الساعة 3 و20 دقيقة بالتوقيت المحلي من مساء الإثنين، وعند تمام "الساعة 11 و20 دقيقة صباحاً بتوقيت جرينتش"، ينطلق القمر الصناعي "مزن سات" من قاعدة "بليسيتسك" الفضائية في روسيا في مهمته العلمية إلى مداره المقرر حول الأرض على متن الصاروخ الروسي "سويوز" مسطراً إنجازاً جديداً للإمارات في قطاع الفضاء.
يأتي إطلاق المشروع التعليمي "مزن سات" تجسيداً للدعم المقدم لهذا القطاع الوطني المهم الذي حققت فيه الإمارات العديد من الإنجازات العالمية الرائدة كان آخرها الإطلاق الناجح لمسبار الأمل، أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ.
ويؤكد الحرص على بناء قدرات الكوادر الوطنية الشابة في قطاع الفضاء الذي بات يحظى بإقبال كبير من شباب الوطن سواء لدراسة تخصصاته المختلفة في العديد من الجامعات الوطنية أو العمل في مجالاته المختلفة بعد التخرج.
والتقرير التالي يستعرض مسيرة القمر الصناعي التعليمي أو "الكيوب سات" "مزن سات" الذي عمل على تطويره وتصنيعه نخبة من طلبة جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
في فبراير/شباط من عام 2018، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة إطلاق مشروع تطوير القمر الصناعي "مزن سات" لدراسة الغلاف الجوي للأرض.
وأكدت أن هذا المشروع يأتي في إطار الأهداف الاستراتيجية لوكالة الإمارات للفضاء لترسيخ التقدم المعرفي وتعزيز أنشطة البحث العلمي وعمل على تطويره طلبة من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
وأعلنت الوكالة بعد ذلك التعاقد مع شركة "EXOLaunch" وهي إحدى الشركات الرائدة في توفير خدمات إطلاق الأقمار الصناعية المصغرة، وذلك لإطلاق القمر الصناعي بعد أن تم تطويره من قبل طلبة الجامعتين مستفيدين من المرافق والمختبرات العلمية المتطورة في مختبر الياه سات التابع لجامعة خليفة.
يتضمن القمر الصناعي المصغر مزن سات ثلاثة أجهزة علمية هي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يقوم بدراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي.
إلى جانب كاميرا رقمية "RGB" تعد أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بعد و دعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي.
أما الجهاز العلمي الثالث فيتمثل في أنظمة الدعم الفرعية "BUS" التي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم.
وأنجز فريق عمل "مزن سات" الاختبارات والفحوصات النهائية بنجاح حول جاهزيته للانطلاق في مهمته العلمية إلى مداره المقرر حول الأرض، وتم الانتهاء من الفحوصات البيئة من خلال إدخال القمر الصناعي ضمن بيئة تحاكي بيئة الفضاء وإجراء سيناريوهات المهمة.
ويقيس القمر الصناعي عند وصوله إلى مداره مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوزيعها في الغلاف الجوي، وسيقوم طلبة جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى المحطة الأرضية الأساسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
وسيضاف "مزن سات" إلى مجموعة متميزة من الأقمار الصناعية التي طورتها وتملكها وتشغلها الإمارات لأغراض متعددة حيث تتواصل جهود الدولة لتطوير الأقمار الصناعية بمشاركة بارزة من الكوادر الوطنية الشابة .
وقد بدأت هذه المسيرة في عام 2009 مع إطلاق القمر الصناعي "دبي سات -1" القمر الصناعي الأول الذي أطلقه مركز محمد بن راشد للفضاء لأغراض الرصد وصولاً إلى القمر الصناعي "خليفة سات" أول قمر اصطناعي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه بالكامل في دولة الإمارات وتم إطلاقه من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
فيما تعمل الإمارات على تطوير أول قمر صناعي عربي مشترك بأيدي العلماء العرب وهو "القمر الاصطناعي 813".