المهمة الإماراتية والأمريكية على كوكب المريخ.. تكامل لا منافسة
مهمة "مسبار الأمل" هي البحث في أسباب زيادة ثاني أكسيد الكربون على الكوكب الأحمر بينما يسعى المسبار "برسيفيرنس" لتأكيد وجود حياة
بينما تطلق الإمارات مسبار الأمل في مهمته إلى "كوكب المريخ" في 17 يوليو/تموز الجاري، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون على موعد خلال الشهر نفسه مع إرسال المسبار (برسيفيرنس)، ضمن المهمة المعروفة باسم (مارس 2020).
وبينما يستهدف المسبار (برسيفيرنس) الهبوط على سطح الكوكب، فإن مسبار الأمل لن يهبط على سطحه وستكون مهمته داخل مدار المريخ، ولكن تعد مهمة كل منهما مكملة للآخر ويخدمان هدف واحد، وهو التمهيد لاستعمار البشر للكوكب الأحمر.
ويعمل المسبار "برسيفيرنس" كمكمل للروبوت "كوريوسيتي"، الذي يعمل في فوهة (جيزيرو) على المريخ منذ 2012، وستكون مهمته سحب عينات لجلبها إلى الأرض، في سابقة هي الأولى من نوعها.
وهذه الفوهة البالغ قطرها 45 كيلومترا قد تكون موقعا مثاليا لاستكشاف آثار حياة ماضية محتملة بفعل غناها بالصخور الرسوبية، خاصة مع تضاريسها على شكل دلتا والتي تشير إلى وجود نهر قديما.
وتأمل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن تضيف العينات التي سيتم الحصول عليها من الفوهة مزيدا من الأدلة على وجود حياة على الكوكب الأحمر.
وقدمت المركبة الفضائية "كيوريوسيتي روفر "، التي وصلت إلى سطح المريخ في أغسطس/آب 2012 ، أدلة على أن الكوكب كان مناسبًا للحياة الميكروبية، وبالتالي يجب أن يكون صالحًا للسكن.
في مايو/أيار 2008، تحققت مركبة (فينيكس) الأمريكية في التجمد السرمدي على المريخ وتأكيد وجود المياه المجمدة.
وإذا تأكد وجود علامات على الحياه من خلال مهمة المسبار الجديد (برسيفيرنس) سيكون السؤال الأهم هو سبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون على الكوكب، والتي تصل إلى 95%، وفقدان غازي الأكسجين والهيدروجين من غلاف المريخ الجوي.
ويقول د. علاء النهري نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية": "عندما يبحث مسبار الأمل في الأسباب تستطيع أن تقرر كيف تسير الأمور عندما تزرع النبات على سطح المريخ، وهو أمر ضروري للحياة عند الرغبة في استعمار الكوكب".