فن
السينما الإماراتية.. تجارب عصرية حاضرة في المهرجانات الدولية
تواكب السينما الإماراتية، روح العصر، ويحرص صناعها على تقديم أفكار براقة، تناقش قضايا المجتمع وتطرح حلولا عاقلة.
وشهدت السينما الإماراتية في السنوات الأخيرة، تطورا لافتا للنظر في الأفلام القصيرة والروائية الطويلة، ويظهر هذا النضج بوضوح شديد في مستوى التكنيك السينمائي، والاعتماد على المؤثرات، وسلاسة الحوار.
ولم يفضل صناع السينما في الإمارات التجارب السهلة، لكنهم اقتحموا المجال بقوة، وقدموا أعمالا اجتماعية مهمة، تعكس خصوصية مجتمعهم، كما تحمسوا لإنتاج أفلام خيال علمي، تنافس بقوة ما تقدمه السينما الأمريكية صاحبة الباع الطويل في هذا المجال.
وبمناسبة اليوم الوطني الـ50 لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلقي"العين الإخبارية" الضوء على تاريخ السينما الإماراتية، كيف بدأت وإلى أي طريق انتهت؟
التجارب الأولى
بنصوص جيدة، وأفكار مستوحاة من البيئة الإمارتية، خرجت التجارب السينمائية الأولى في دولة الإمارات.
ويعد فيلم" عابر سبيل" للمخرج التلفزيوني على العبدول، أول تجربة روائية طويلة في السينما الإماراتية، الفيلم مدته 75 دقيقة، وشارك في بطولته بلال عبدالله، وعائشة عبدالرحمن.
غلب على الفيلم الطابع التجاري، وتم إنتاجه عام 1988، وتصويره في العديد من الأماكن مثل متحف دبي، وفي المناطق الصحراوية القريبة من الشَّارقة ورأس الخيمة، إضافة إلى بناء قرية صغيرة من العرشان والبيوت التقليدية بمنطقة أم سقيم في دبي.
ساهم فيلم "عابر سبيل" في ظهور تجارب سينمائية جديدة، وفتح شهية العديد من المبدعين، لذا ظهرت تجارب فنية جيدة، منها فيلم" الطين الأخير" إنتاج 1990، وفيلم" مكان في القلب" عام 1996، وفيلم" الحلم" الذي يعد أول فيلم إماراتي يتم توزيعه وعرضه في جميع صالات السينما في الإمارات عام 2005.
القفزة
في 2008 تجرأ صناع السينما الإماراتية، وعكفوا على تقديم تجارب أكثر وعيا ونضجا، وفي طليعة هؤلاء المبدعين يأتي اسم المخرج على عبدالرازق، الذي قدم فيلما روائيا طويلا يحمل اسم"الرمال العربية"، والمخرج نواف الجناحي، صاحب فيلم"الدائرة"، والمخرج صالح كرامة، الذي قدم فيلما بعنوان"جنا" ويتناول العمل قصة إنسانية لطفلة انفصل والديها وتعيش مع أمها المريضة ظروف بالغة الصعوبة.
تنوعت الأعمال السينمائية بين الكوميديا والأكشن والدراما الاجتماعية، وبحماس شديد تحمس الإماراتيون لأفلام الرعب والخيال العملي مثل فيلم"أيريالز" للمخرج علي زيدي ومن إنتاج غانم غباش، ويدور العمل حول غزو الكائنات الفضائية لكوكب الأرض وتم إنتاجه في 2016.
تسارعت بعد ذلك عجلة الإنتاج في السينما الإماراتية وظهرت العديد من التجارب المتميزة على جميع المستويات "فكرة، وتكنيك، وأداء ممثلين".
ومن أهم الأفلام التي توفرت فيها هذا المقومات "كارت أحمر " إخراج ناصر التميمي، و"كيمره" للمبدع عبدالله الجينبي، و"ضحى في تايلاند" و"كبريت" لعبيد الحمودي.
الكمين
بمرور الأيام ومع تعدد التجارب، بدأت السينما الإماراتية تتجه إلى أفلام الميزانيات الضحمة، ولعل فيلم" الكمين" الذي بدأ عرضه تجاريا داخل الإمارات في 21 نوفمبر 2021، أكبر دليل على الطفرة السينمائية هناك.
ويلعب دور البطولة في الفيلم مجموعة من المواهب الإماراتية هم مروان عبدالله صالح، وخليفة الجاسم، ومحمد أحمد، وعبدالله سعيد بن حيدر، وسعيد الهرش، وحسن يوسف البلوشي، وخليفة البحري، وغانم ناصر، ومنصور الفيلي، وحسين سعيد سالم، وعبدالله الراشدي، وطلال البلوشي، وعمر بن حيدر، وإبراهيم المشرّخ، وعبدالله المقبالي، وسالم التميمي، ومحمد فيصل مصطفى، وميثاء محمد، ويعقوب ثابت، وسالم مصبح خميس العيمي، وسعود الكعبي، ومهيرة عبدالعزيز.
ويسرد الفيلم وقائع حقيقية لمهمة إنقاذ مجموعة من الجنود الإماراتيين علقوا في كمين نصبته لهم عناصر من المتمردين في واد جبلي.
وقامت "فوكس ديستربيوشن" بتوزيع الفيلم في دور العرض الإماراتية، والفيلم من إخراج الفرنسي العالمي بيير موريل.
العالمية
حصدت الأفلام الإماراتية العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية مثل فيلم "عاشق عموري" الذي حصل على جائزة أفضل إخراج لفيلم طويل في مهرجان دلهي السينمائي الدولي عام 2018.
وفيلم "في سيرة الماء والنخل والأهل" للمخرج نصر الظاهري الفائز بجائزة أفضل فيلم أجنبي من مهرجان كوبنهاجن.
كما فاز فيلم "تسامح" للمخرج الإماراتي ناصر الظاهري بجائزة أفضل مخرج للأفلام التسجيلية القصيرة فى مهرجان مدريد السينمائى الدولى عام 2020 .