طبيب مصري يزف بشرى للفتيات مرضى تشوهات العمود الفقري (خاص)
تجلس منحنية على مقعد والدموع في عينيها، بينما يحاول الطبيب دعمها معنويا.. هذا المشهد تصدر متابعات وسائل الإعلام المختلفة ليعلن نجاح جديد في تاريخ الطب.
يأتي هذا بعد نجاح الدكتور هاني عبدالجواد، الأستاذ المساعد في كلية الطب جامعة الأزهر بمصر، في إجراء أصعب جراحة في العمود الفقري للفتاة الإماراتية هند.
المشهد السابق تبدل بعد أول زيارة قامت بها الفتاة لعيادة الطبيب لمتابعة حالتها الصحية.
هند حرصت على الجلوس على نفس المقعد، وبدلا من الدموع، ارتسمت البسمة على وجهها، وهي تقول في فيديو وضعه الطبيب على صفحته بموقع "فيس بوك": "وعدتكم قبل العملية بأنني سأعود بإذن الله أفضل حالا، واليوم أنا أصبحت بفضل الله هند أخرى".
وتظهر هند ابنه الثمانية عشر عاما في الفيديو، وقد تبدل ظهرها المنحني الذي كان يكشف عن تشوهات غير مسبوقة في العمود الفقري، ليصبح مستقيما بشكل واضح.
وتكشف هذه المفارقة الشكلية، عن حجم الإنجاز الذي تحقق مع تلك الحالة التي كان تقييم الأطباء لها في ألمانيا بعد رحلة علاجية دامت 6 أشهر، أنها "حالة يائسة".
ولكن عبدالجواد يقول لـ"العين الإخبارية" بنبره لا تخلو من الحماس: "شكل الظهر، أمر يسير للغاية، مقارنة بما تحقق مع هذه الفتاة التي أفقدها تشوه العمود الفقري وجود رئة طبيعية، وشكل طبيعي للبطن، واليوم هي تسير في الاتجاه الصحيح نحو حياة طبيعية مثل أي فتاة".
وتقضي هند حاليا فترة نقاهة بعد الجراحة، قد تطول بعض الشيء، مقارنة بجراحات أخرى أبسط منها، لا تتجاوز فترة نقاهة المريض 3 أشهر، لكنها بعد أن تتجاوز تلك الفترة تستطيع أن تمارس حياتها كأي فتاة طبيعية.
ونقلت "العين الإخبارية" للطبيب تساؤلات أثارها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي عن احتمال أن تتمكن الفتيات اللائي يجرين مثل الجراحات من الزواج، وأن يحلمن بالحمل وإنجاب الأطفال، فقال بنبرة متحمسة كعادته: "بالطبع تستطيع، فنحن نجري مثل هذه الجراحات من أجل أن تتمكن هند، وأي فتاة مثلها من العيش حياة طبيعية، والحلم بالزواج والأمومة كأي فتاة".
ورغم أن حالة هند وصفها أقران عبدالجواد من الأطباء الألمان بـ "الحالة اليائسة" التي إما ان تخرج من أي جراحة مشلولة أو متوفية، إلا أنه بحكم الخبرة والجراحات الصعبة التي أجراها، كان لديه مؤشرات جعلته يتخذ قرار إجراء الجراحة.
وقال: "يمكن أن تأتيني حالات لا أجد هذه المؤشرات متوفرة لديها، فاتخذ قرار الإحجام عن إجراء الجراحة، وهذا موقف يتكرر يوميا".
وعن الأسباب التي دعت أقرانه من الأطباء الألمان إلى الإحجام عن إجراء هذه الجراحة، كما أكدت أسرة هند، يقول: "لا أدري، هناك فوارق بين الأطباء تحكمها الخبرة التي تشكلت من الجراحات الصعبة التي أجريتها، لذلك قد أقبل إجراء جراحة يرفضها غيري، وهذا أمر طبيعي، لكني لا أقدم على تنفيذ أي جراحة، إلا إذا توفرت مؤشرات معينة، يعني وجودها بالنسبة لي أن احتمالات النجاح كبيرة".
ولم يتوقع عبدالجواد حالة الاهتمام الجماهيري والإعلامي والرسمي بحالة الفتاة هند، وأرجع ذلك إلى ما لمسه متابعي حالتها من تمسكها بأمل كان يبدو بالنسبة لأقرب المقربين منها ضعيفا".
وأشاد في هذا الإطار بالاهتمام الرسمي في الإمارات بحالة هند، وقال: "تواصلت معي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة مريم خليفة الكعبي، للاطمئنان على هند وطلبت تيسير كل شيء عليها، كما تواصل معي أيضا مكتب الصحه ودائرة العلاج بالخارج في دولة الإمارات للإطمئنان".