مدارس "الأبطال" الإماراتية ترسخ ثقافة الاحترام
أعلن الأولمبياد الخاص الإماراتي، حصول 255 مدرسة في دولة الإمارات على لقب المدرسة الموحدة للعام الدراسي 2021-2022.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الشباب ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي، شما بنت سهيل المزروعي، محورية الدور الذي تلعبه المدارس ذات التوجه الدامج في المجتمع.
وشددت الوزيرة على أن تلك المدارس تساهم في تعزيز التجارب التعليمية لجميع الطلاب، من خلال نشر مفاهيم دمج الجميع، وترسيخ دور الطلاب المركزي في تبنى ثقافة الاحترام والقبول، لتحقيق التوازن بين الطلاب من جميع القدرات والاحتفاء بتفرد كل طالب.
وأشارت وزيرة الدولة لشؤون الشباب بالإمارات إلى أن حكومة دولة الإمارات سعت دوما إلى تعزيز تلك المفاهيم، لما لها من انعكاس مباشر على ثقافة الفرد، بالإضافة لأهمية منح الفرص المتكافئة لكل أفراد المجتمع بمختلف قدراتهم.
وأوضحت أن مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي تسعد بالعمل مع كل المدارس على مستوى الدولة، التي تحرص على الدمج وتعمل على نيل مختلف المراكز لإحداث أثر إيجابي يساهم في تعزيز المجتمع الدامج لجميع القدرات.
وتابعت: "نحن نثمن الجهود الاستثنائية لهذه المدارس ومعلميها، الذين عملوا بجد للتعرف على إمكانات طلابهم من ذوي التحديات الذهنية والنمائية، من خلال حضورهم لبرامج التطوير المهني التي يقدمها الأولمبياد الخاص الإماراتي، والتي تمكن الهيئات التدريسية من دعم طلابهم بمختلف قدراتهم، سواء على المستوى التربوي أو الاجتماعي في المجتمع المدرسي".
وشددت وزيرة الدولة لشؤون الشباب، شما بنت سهيل المزروعي، على أن الدمج ليس مجرد برنامج أو لقب يتم الحصول عليه، بل هو أسلوب حياة، مضيفة: "كلنا نقوم بأدوارنا لضمان استدامة أثره وبقائه، ونشكر مرة أخرى كل جهودكم وجهود معلميكم وطلابكم الاستثنائية، عملكم الدؤوب يلهمنا جميعا".
برنامج مدارس الأبطال الموحدة
يعمل برنامج مدارس الأبطال الموحدة للأولمبياد الخاص الإماراتي، على تعزيز الدمج في المجتمعات المدرسية، ويتم تنفيذ البرنامج في أكثر من 400 مدرسة حكومية وخاصة في جميع أنحاء دولة الإمارات، وتم إطلاق الموسم الجديد من البرنامج مع انطلاق العام الدراسي مع العديد من البرامج والفعاليات الحضورية والافتراضية.
وتتضمن فعاليات البرنامج الأنشطة الرياضية الدامجة وبرامج القيادة وتدريب المعلمين، كما يسعى البرنامج إلى تمكين الطلاب من أصحاب الهمم ومنحهم الفرصة لأداء أدوار مهمة في مجتمعاتهم.
ويواصل برنامج مدارس الأبطال الموحدة الناجح توسيع فرص المدارس لإشراك الطلاب ودمجهم داخل المدرسة وفي المجتمع، إضافة إلى إطلاق موسم مسابقة الروبوتات الموحدة الذي سيشهده العام الدراسي 2022-2023، كما سيتم إطلاق أول دوري رياضي موحد على مستوى الدولة لأول مرة، لكرة القدم الموحدة والريشة الطائرة الموحدة.
ووصلت أرقام التسجيل في برامج الروبوتات الموحدة والدوري الرياضي الموحد إلى نسب قياسية، حيث تم تسجيل أكثر من 250 فريقا في برنامج الروبوتات الموحدة، التي ستجرى جولاته التأهيلية للفرق المشاركة على مستوى الدولة في فبراير 2023.
وفي المقابل؛ بلغ عدد الفرق المسجلة في برنامج الدوري الرياضي الموحد أكثر من 360 فريقا لرياضتي كرة القدم الموحدة والريشة الطائرة الموحدة عبر المدارس العامة والخاصة في الدولة، وستقام جولات التأهل للرياضتين في الفصل الدراسي الثاني، على أن تقام الجولات الوطنية الختامية للإعلان عن الفائزين خلال الفصل الثالث من العام الدراسي الجاري.
تأثير مدارس الأبطال الموحدة
في استطلاع خاص أجرته شركة KPMG وشاركت فيه 204 مدارس لقياس مدى تأثير مدارس الأبطال الموحدة على الطلاب، أفاد 80% من أولياء الأمور الذين شملهم الاستطلاع بأن أطفالهم يشاركون في المزيد من الأنشطة في مجتمعهم بشكل عام.
ولاحظ أولياء الأمور أن أطفالهم يتمتعون بصحة أفضل بنسبة (83%)، وأشاروا إلى تحسن في مهاراتهم الرياضية بنسبة (83%)، وزاد معدل انضمامهم إلى فريق رياضي آخر خارج الرياضة الموحدة ووصلت نسبته (80%)، كما ارتفع اهتمامهم بممارسة المزيد من التمارين أسبوعيا (83%).
وأثبت الاستطلاع مدى نجاح مدارس الأبطال الموحدة في تيسير عملية تطوير الهوية بصورة إيجابية للطلاب، من خلال بناء ثقتهم في أنفسهم وفهم تحدياتهم والدفاع عن أنفسهم، بالنسبة لمعظم المشاركين في مدارس الأبطال الموحدة، سواء كانوا من ذوي التحديات الذهنية أو النمائية.
وأفاد المشاركون من ذوي التحديات الذهنية والنمائية أيضا بأن مدارس الأبطال الموحدة تخلق بيئة آمنة للطلاب ليشعروا بأنهم محل اعتبار وقبول ومندمجين بنسبة (83%)، وأن جميع المشاركين من ذوي التحديات الذهنية أو النمائية حققوا تطورا شخصيا نتيجة لمشاركتهم في مدارس الأبطال الموحدة بنسبة (71.4%).
وأشار أولياء أمور الطلاب من الشركاء الموحدين إلى التأثيرات الإيجابية التي لاحظوها بنسبة (45.7%).
ويقدر الأولمبياد الخاص الإماراتي أن حوالي 20 ألف طالب يتضمنون اللاعبين والشركاء الموحدين، يتأثرون إيجابياً ببرنامج مدارس الأبطال الموحدة.
وتعليقا على البرنامج، قال وليد الحلو، منسق برنامج مدارس الأبطال الموحدة بمدرسة حمزة بن عبد المطلب: "لقد حقق برنامج مدارس الأبطال الموحدة اَثارا عظيمة على مستوى المدرسة، حيث وثق علاقة اللاعبين بأقرانهم الشركاء الموحدين وأدى الى اندماجهم معا في المجتمع المدرسي، ونشر وعيا وثقافة كبيرة باللاعبين لدى المجتمع المدرسي بين الإدارة والمعلمين والطلاب.. نحن سعداء بتحقيق إنجازات فعلية كحصولنا على لقب مدرسة موحدة من قبل مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي."
وقالت سحر أبوالعمايم، معلمة التربية الرياضية في مدرسة حمدان بن زايد الحاصلة على لقب مدرسة الأبطال الموحدة: "الآثار الإيجابية للبرنامج في المدرسة ساعدت أبناءنا على تعلم مهارات أكاديمية واجتماعية جديدة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم عن طريق دمجهم بأقرانهم، كما عززت من شعورهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأنهم غير منعزلين عنه، عن طريق الاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لديهم.. إن نشر التوعية في المجتمع وبين الأهالي فيما يتعلق بأصحاب الهمم يزيد من شعورهم بقدرتهم على العطاء كزملائهم، لذا، فمن المهم جدا بدء نشر هذه التوعية وهذا الفهم من داخل الفصول الدراسيةـ وبين المعلمين والطلاب في المدارس".
تطوير مهني للمعلمين
حصل المعلمون في مختلف مدارس دولة الإمارات على العديد من فرص التطوير المهني، من خلال الشراكات مع مؤسسات محلية ودولية مثل "UK Youth Sport Trust" و"PASS Abu Dhabi" و"الاتحاد الدولي للريشة الطائرة"، كما تمت تغطية برامج تدريبية خاصة لمعلمي التعليم المبكر في برنامج "اللاعبون الصغار"، بالإضافة إلى معلمي التعليم العام من خلال برامج تدريب الدمج المتخصص.
وتم تطوير برنامج التعليم الموحد بالشراكة مع معهد التدريب السلوكي والتطبيقي في دبي (ABTI)، وتسعى مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي في هذا الصدد إلى تقديم المزيد من الدعم الفني لهم على مدار العام الدراسي، كجزء من مساعيها المتنوعة لدعم الدمج داخل مدارس الدولة.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز