الإمارات تضمد جراح غزة.. مبادرات تتوالى لدعم قطاع الصحة
مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.
مبادرات تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي أثر في القطاع الصحي واستنزف قدراته وعطل مرافقه وأدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة.
ضمن أحدث تلك المبادرات، أعلنت عملية "الفارس الشهم 3"، اليوم الأربعاء، تقديم 20 طنا من المساعدات والمستلزمات الطبية والأدوية لمستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية في مختلف مناطق قطاع غزة.
جاء الإعلان عن المبادرة غداة تنفيذ الإمارات مساء الثلاثاء أكبر عملية إجلاء طبي من غزة عبر نقل 148 فلسطينيا ومرافقيهم إلى أبوظبي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
تأتي تلك المبادرات بعد أيام من وصول أكبر سفينة مساعدات إماراتية تم تسييرها إلى قطاع غزة من حيث حمولتها وتنوع محتوياتها، تحمل على متنها 5 آلاف و340 طناً من المواد الإغاثية، من بينها 42 ألف طرد صحي للنساء والأطفال.
كما تأتي تلك المبادرات بعد أسبوع من إشادة إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي مالك شركة "تسلا" ومنصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، بجهود دولة الإمارات لدعم القطاع الصحي في غزة، مشيرا إلى أن شركة ستارلينك تعمل في المستشفى الإماراتي الميداني بغزة.
يأتي هذا فيما تعمل دولة الإمارات على إعادة تأهيل مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، ليعود للعمل واستقبال المرضى والمصابين بعد توقفه عن العمل بأقسامه ومعداته وكادره الطبي، لإسعاف الحالة الطبية في القطاع ولتحسين جودة الخدمات الطبية المُقدمة للنازحين، وذلك بعد أن تمكنت الإمارات في الوصول لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في أبريل/نيسان الماضي، لتكون أول دولة تنجح في الوصول للمدينة وتقديم المساعدات الإنسانية لإغاثة سكانها بعد عودتهم إلى منازلهم التي غادروها منذ عدة أشهر.
20 طن مساعدات طبية
تفصيلا، أعلنت عملية "الفارس الشهم 3"، الذراع الإنسانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، تقديم مساعدات طبية ومجموعة من المستلزمات الطبية والأدوية لمستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية في مختلف مناطق قطاع غزة، لإسعاف الوضع الطبي الكارثي في القطاع.
وكشفت أنه تم تقديم 20 طنا من المستلزمات الطبية الأساسية والأدوية خلال الأسبوع الحالي لمنظمة أطباء بلا حدود، والصليب الأحمر ومستشفى العودة وللنقطة الطبية في مركز إيواء الكلية الجامعية، لمواصلة تقديم الخدمات الطبية للمصابين والجرحى بعد انهيار المنظومة الصحية، حيث تجاوز إجمالي المساعدات الطبية 400 طن.
وشملت المساعدات الطبية، أدوية كبار السن مثل الضغط والسكر والكوليسترول، وأدوية القلب ومسكنات الآلام والمضادات الحيوية للالتهابات، وأدوية الجهاز التنفسي والهضمي، وأنواع مختلفة من أدوية وسوائل الأطفال الضرورية، والمراهم والدهانات للأمراض الجلدية، ومستلزمات طبية مختلفة للإصابات والإسعافات الأولية للجرحى والمصابين، والتي من شأنها سد العجز في المستشفيات.
أكبر عملية إجلاء طبي
يأتي إعلان تلك المساعدات، غداة نجاح جهود دولة الإمارات في تنفيذ إجلاء طبي عاجل لـ148 فلسطينيا ومرافقيهم إلى أبوظبي.
وأعلنت دولة الإمارات بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية، مساء أمس الثلاثاء، عن مبادرة طارئة لإجلاء 85 مريضاً ومصاباً في حالة حرجة –من ضمنهم مرضى سرطان بحاجة لعلاج مكثف- برفقة 63 من أفراد عائلاتهم إلى أبوظبي انطلاقاً من مطار رامون في إسرائيل عبر معبر كرم أبوسالم لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات دولة الإمارات.
وتعكس هذه المبادرة أهمية القيام بتدخل إنساني عاجل لإنقاذ الأرواح، وتجسّد الالتزام القوي لدولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني في غزة خلال الأوضاع الكارثية التي تحيط بالقطاع، حيث سهلت خطوط الاتصال المختلفة لدولة الإمارات الجهود الإنسانية لتقديم الدعم لسكان غزة، ومد يد العون لهم وقت الحاجة.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي: "في هذا الوقت الحرج، لا يمكن أن نعبر عن مدى أهمية هذه المهمة لإجلاء الجرحى والمرضى الفلسطينيين إلى أبوظبي".
وأضافت: "يعكس هذا المسار غير المسبوق خطورة الوضع الإنساني والتزامنا بتخفيف معاناة سكان قطاع غزة وضمان وصول وتوزيع المساعدات الإغاثية عبر كافة الطرق المتاحة، سواء براً أو بحراً أو جواً. كما تؤكد هذه المبادرة دعم دولة الإمارات الدائم والتاريخي للشعب الفلسطيني بناءً على إيماننا القوي بأهمية توفير الإغاثة الفورية وتعزيز السلام لمواجهة المعاناة الهائلة".
وسلطت ريم بنت إبراهيم الهاشمي الضوء على استقبال دولة الإمارات لــ709 مرضى من قطاع غزة، بالإضافة إلى 787 من أفراد عائلاتهم، لتلقي الرعاية الطبية في مستشفيات الدولة ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بعلاج 2,000 من المصابين ومرضى السرطان من القطاع.
وأضافت: "يعكس هذا التوسع في نطاق جهود دولة الإمارات تضامننا مع الشعب الفلسطيني وعزمنا على التخفيف من معاناته وضمان وصول المساعدات على نطاق واسع بشكل عاجل ومستدام ودون عوائق من خلال كافة الطرق المتاحة. كما تؤكد دولة الإمارات حرصها والتزامها المستمر على التعاون مع الشركاء الدوليين لضمان وصول المساعدات إلى من هُم في أمسّ الحاجة إليها".
ووجه مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الشكر لدولة الإمارات على إجلاء مرضى ومصابين من قطاع غزة للعلاج في أبوظبي.
وكتب مدير المنظمة عبر حسابه على منصة "إكس": "تم إجلاء 85 مريضاً ومصاباً بجروح خطيرة من غزة، بينهم 35 طفلاً، لتلقي الرعاية المتخصصة في أبوظبي".
وأضاف: "تم دعم هذا الإجلاء المشترك والمعقد للغاية من قبل وزارة الخارجية الإماراتية ومنظمة الصحة العالمية"، مشيرا إلى أنها أكبر عملية إجلاء طبي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وواصل: "نحن ممتنون لدولة الإمارات لتنظيم إجلاء هؤلاء المرضى لتلقي الرعاية العاجلة".
42 ألف طرد صحي
تأتي هذه المبادرات بعد أيام من وصول سفينة المساعدات الإماراتية الرابعة لدعم أهالي غزة، الخميس الماضي، إلى ميناء العريش في محافظة شمال سيناء المصرية، تمهيداً لإدخال حمولتها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بالتنسيق مع السلطات المصرية.
وتعد تلك السفينة هي أكبر سفن المساعدات الإماراتية التي تم تسييرها إلى قطاع غزة من حيث حمولتها وتنوع محتوياتها، إذ تحمل على متنها 5 آلاف و340 طناً من المواد الإغاثية والغذائية، بينها 42 ألف طرد صحي للنساء والأطفال.
وتعد تلك السفينة هي الرابعة التي تصل العريش ضمن مبادرة "الفارس الشهم 3"، والثامنة ضمن سفن المساعدات من دولة الإمارات إلى قطاع غزة.
وكانت عملية "الفارس الشهم 3" قدمت خلال الفترة الماضية المساعدات الطبية لكافة المستشفيات في قطاع غزة، من ضمنها شحنات الأدوية وسيارات الإسعاف، والأجهزة الطبية، وأسهمت في توسيع المستشفيات لزيادة القدرة الاستيعابية، وزيادة الكفاءة وجودة الخدمات المقدمة للنازحين بعد توقف دخول الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الأوضاع الصعبة في القطاع.
يأتي هذا فيما يواصل المستشفى الميداني الإماراتي في غزة عمله على قدم وساق.
"ستارلينك" بالمستشفى الإماراتي
هذا المستشفى كان محل إشادة من إيلون ماسك الذي أعلن في تغريدة له على حسابه الرسمي قبل أسبوع أن شركة ستارلينك "تعمل الآن في أحد مستشفيات غزة بدعم من الإمارات وإسرائيل"، وهو ما علق عليه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي قائلا: "شكرا (إيلون ماسك) لدعم مستشفى غزة الإماراتي الميداني".
ليرد عليه ماسك في تدوينة باللغة العربية قال فيها: "لا شكر على واجب".
وتوفر الإمارات خدمة "ستارلينك" في المستشفى الميداني، لتقديم الاستشارات الطبية العاجلة التي تساهم في إنقاذ حياة المرضى من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي.
ملحمة إنسانية
وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثفت دولة الإمارات جهودها الإنسانية لدعم وإغاثة أهالي قطاع غزة تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي أمر بإطلاق مبادرة "الفارس الشهم 3" في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لتكون ذراع الإمارات الإنسانية لدعم أهل غزة.
وضمن سلسلة مبادرات أطلقتها دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خصصت الإمارات مبادرات عدة لدعم قطاع الصحة في غزة، من أبرزها:
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل.
- افتتحت الإمارات مستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أعلنت دولة الإمارات، استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
- أيضا أعلنت الإمارات استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
تجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.