باستثمارات 22 مليار درهم.. الإمارات رائدة اقتصاد الفضاء
وضعت دولة الإمارات اقتصاد الفضاء ضمن أهم أولوياتها للخمسين عاما المقبلة، من خلال مجموعة من الاستراتيجيات لترسيخ مهام اقتصاد الفضاء.
نجحت دولة الإمارات بفضل رؤى قيادتها الرشيدة في تحقيق إنجازات ونجاحات متتالية في قطاع اقتصاد الفضاء بما يعزز تنافسيتها عالمياً ويسهم في تنويع اقتصادها عبر تبني قطاعات جديدة ومتقدمة تلعب دوراً رئيسياً في دعم اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.
وبلغ إجمالي الاستثمار في المشاريع الفضائية لدولة الإمارات أكثر من 22 مليار درهم (6 مليارات دولار)، بينما تصاعد حجم الإنفاق التجاري على اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات إلى 10.9 مليار درهم (2.97 مليار دولار) خلال الفترة من 2015 إلى 2020، وزادت الاتفاقيات التعاقدية للخدمات والتطبيقات الفضائية بنسبة 40% خلال 2020، وفق وكالة الإمارات للفضاء.
وفي غضون السنوات الماضية أعلنت دولة الإمارات عن مجموعة من الاستراتيجيات والخطط التي ساهمت في ترسيخ مهام اقتصاد الفضاء، لتتواصل المسيرة مع انطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي اليوم، لإنجاز أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب لمدة 6 أشهر، وهو ما يضع دولة الإمارات في المرتبة الـ"11" عالمياً ضمن الدول التي ترسل رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية بمهمات طويلة الأمد.
صندوق الفضاء الوطني
وأطلقت الإمارات خلال العام الماضي "صندوق الفضاء الوطني" برأس مال 3 مليارات درهم (816.79 مليون دولار) والذي يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها، ويهدف إلى تأسيس شركات وطنية في قطاع الفضاء ودعم المشاريع الاستراتيجية الوطنية والبحثية الجديدة، كما يستهدف استدامة تطوير القدرات في القطاع الفضائي، وتأهيل كوادر إماراتية لقيادة القطاع ذي الأولوية الوطنية.
ويسهم الصندوق في زيادة تنويع الاقتصاد الوطني، وتشجيع القطاع الخاص، واستقطاب الشركات المتخصصة عالمياً، لتطوير مشاريعها وأنشطتها في الإمارات، وجعلها مركزاً رئيسياً للعمل والاستثمار في الفضاء، حيث يعمل على تعزيز وبناء شراكات بين الشركات الوطنية، وشركات التكنولوجيا المتقدمة العالمية، ويضم الصندوق ضمن خططه ومشاريعه، إنشاء أكاديمية لتطوير قدرات المهندسين في تطوير الأقمار الاصطناعية، ومجمع للبيانات الفضائية، وإنشاء حاضنة أعمال لدعم الشركات الصغيرة بالخبرة والعقود، بما يضمن عملها في المشاريع التي يطوّرها الصندوق.
"مناطق الفضاء الاقتصادية" لدعم الشركات الناشئة
كذلك طورت وكالة الإمارات للفضاء برنامج "مناطق الفضاء الاقتصادية" لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة وتحفيز اقتصاد الفضاء الوطني من خلال توفير مبادرات ومحفزات اقتصادية بالتعاون مع مختلف الشركاء في الدولة، ومن أهم هذه المبادرات هي: مجموعة المحفزات الاقتصادية لقطاع الفضاء والمختبرات الفضائية وتأسيس مناطق الفضاء الاقتصادية.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق 3 محاور، وهي خلق بيئة عمل جذابة ومتكاملة تلبي الاحتياجات المحلية والعالمية، وتعزيز القدرة التنافسية للشركات العاملة في اقتصاد الفضاء ما يسهم في تعزيز الطلب على التقنيات والخدمات الفضائية، وتحفيز الابتكار ورفع المساهمة الاقتصادية للقطاع في الناتج المحلي غير النفطي لدولة الإمارات.
وفي إطار قياس الأداء الفضائي أطلقت الوكالة العام الماضي برنامج "المسح الاقتصادي للفضاء 2022" بالشراكة مع المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء والتعاون مع المؤسسات الوطنية العاملة في هذا المجال من القطاعين الحكومي والخاص، والجهات الأكاديمية والبحثية العاملة في مجال تكنولوجيا الفضاء والاتصالات في الدولة، حيث يمثل المسح أداة معرفية تقوم على توظيف البيانات لتطوير صناعة الفضاء وتقييم الوضع الحالي من خلال رصد واقع القطاع، وتعزيز صنع القرار ورسم السياسات التي تسهم في تطوير واستدامة اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات.
2019.. خطة تعزيز الاستثمار الفضائي
وأطلقت دولة الإمارات في عام 2019 "خطة تعزيز الاستثمار الفضائي" لتعزيز مساهمة قطاع الفضاء الوطني في تنوع اقتصاد الدولة القائم على المعرفة والابتكارات والتقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى تشجيع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع لتعزيز نموها واستدامتها، حيث يعد الاستثمار الفضائي محركا لاقتصاد المعرفة وينقل العلوم والتقنيات والبحوث المتقدمة للدول وتوفير حلول مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية.
وتسهم الخطة في تعزيز ريادة دولة الإمارات وتنافسيتها العالمية كبيئة جاذبة للأعمال والشركات والاستثمارات الفضائية، حيث تشجع الخطة الاستثمارات الأجنبية على الدخول في صناعة الفضاء الإماراتية لتعزيز الشراكة على المستوى الوطني والدولي وجعل الإمارات مركزا إقليميا وعالميا رئيسيا للأنشطة والفعاليات الفضائية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز