في إنجاز تاريخي، انطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الخميس، لخوض أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب.
مهمة ستحقق خلالها الإمارات 5 انفرادات تضاف إلى إنجازات عدة سبق أن حققتها في قطاع الفضاء، تعزز بها ريادتها عربيا وعالميا، وتسهم بدور بارز في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، وبناء مستقبل أفضل للعرب والبشرية جمعاء.
وانطلقت المهمة، التي يطلق عليها (Crew-6)، على متن مركبة دراغون، التابعة لشركة سبيس إكس، على متن صاروخ فالكون 9، من المجمع رقم 39A بقاعدة كيب كانافيرال الفضائية، في ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت الإمارات.
وكان من المقرر أن تنطلق مهمة "طموح زايد 2"، صباح الإثنين الماضي إلا أنه تم تأجيلها "نظرا لوجود أمر طرأ على الأنظمة الأرضية" آنذاك.
وتجسد تلك الرحلة طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، وتتوج دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتحقيق هذا الطموح.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن رائد الفضاء سلطان النيادي يمثل نموذجا مشرفا لشباب الإمارات والشباب العربي والذي يحمل آمالهم وطموحاتهم لتسجيل إنجازات جديدة للعرب تضاف إلى رصيدهم في هذا المجال الحيوي.
ورواد الفضاء المشاركون في المهمة هم رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي اختصاصي المهمة، وستيفن بوين قائد المهمة من "ناسا"، ووارين هوبيرغ قائد المركبة، وأندري فيدياييف اختصاصي المهمة من وكالة روسكوزموس الروسية.
ومن المقرر أن يجري رواد فضاء الطاقم أكثر من 200 تجربة علمية خلال مهمتهم، سيتضمن بعضها أبحاثاً علمية جديدة للتحضير للاستكشاف البشري خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثم الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض، وتشمل التجارب دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف.
وتحقق تلك المهمة عددا من الانفرادات الإماراتية ترصدها "العين الإخبارية" من أبرزها:
سبق عربي
1- تعد هذه أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب.
ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في مهمة على متن محطة الفضاء الدولية تستمر 6 أشهر، لتكون أطول مدة يقضيها رائد فضاء عربي في مهمة فضائية.
وتتيح المدة الطويلة للمهمة فرصة لبدء نشاط طويل الأمد ومستدام من البحث العلمي والتجارب في الفضاء، في نقلة نوعية لمهمات الفضاء البشرية في دولة الإمارات والمنطقة.
مكانة عالمية بارزة
2- تعد هذه أول مهمة طويلة الأمد من قبل دولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية
تعد محطة الفضاء الدولية مشروعا علميا مشتركا بين 5 وكالات فضائية، هي الأمريكية والأوروبية والروسية واليابانية والكندية، وتعتبر المشروع العلمي والتكنولوجي الأكثر تطورا والأعلى تكلفة على الإطلاق في تاريخ استكشاف الفضاء بتكلفة تتجاوز 150 مليار دولار، وستكون الإمارات أول دولة غير شريكة في محطة الفضاء الدولية تجري بها مهمة طويلة الأمد، في خطوة تؤكد أنها عضو فعال في استكشاف الفضاء، وجزء مهم من المجتمع العالمي في بحوث علوم الفضاء واستثمار تلك البحوث في خدمة الإنسانية.
مهمتان للإمارات
3- تعد الإمارات هي أول دولة عربية ترسل رواد فضاء في مهمتين إلى محطة الفضاء الدولية
وتعد هذه ثاني مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، بعد إطلاق أول مهمة إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
وحققت الإمارات إنجازا تاريخيا على الصعيد العربي، في 26 سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.
علم الإمارات في محطة الفضاء مجددا
4- تعد الإمارات هي أول دولة عربية يصل علمها إلى محطة الفضاء الدولية مرتين
وكشف النيادي أنه يطمح لرؤية علم دولة الإمارات مرفوعا على متن محطة الفضاء الدولية يحمله رائد فضاء إماراتي، قائلا: "دولة الإمارات تقوم بعمل متميز في مجال الفضاء وأعتقد أننا في خلال السنوات العشر المقبلة سنكون جزءا رياديا من الجهود العالمية لإحداث نقلة نوعية في مسيرة الاستكشاف".
وسبق أن حمل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري علم بلاده إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
ريادة في إجراء الأبحاث والتجارب
5- تعد الإمارات أكثر الدول العربية إجراء للتجارب والأبحاث العلمية على محطة الفضاء الدولية بـ35 تجربة
وخلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية سيجري سلطان النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية "جاكسا"، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم "ما فوق الجينات"، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
كما ستشمل المهمة جانب التوعية التعليمية من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
وسبق أن قضى هزاع المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.