تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة اقتصادية حادة خلال العام الجاري 2025، تمثلت في موجة غير مسبوقة من إفلاس الشركات، ما ألقى بظلاله القاتمة على سوق العمل وكبرى القطاعات الاقتصادية.
كشفت بيانات صادرة عن "S&P Global Market Intelligence"، أن 717 شركة أمريكية أعلنت إفلاسها الكامل خلال الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2025، ما يمثل قفزة كبيرة بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
لم تكن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي الضحية الوحيدة؛ فقد أوضحت تقارير "Cornerstone Research" أن الأزمة طالت الشركات العملاقة أيضاً، حيث تقدمت 17 شركة كبرى، تتجاوز إيرادات كل منها مليار دولار، بطلبات إفلاس خلال الفترة ما بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران فقط، وهو الرقم الأعلى لنصف عام منذ ذروة جائحة كورونا في 2020.
انعكست هذه الانهيارات المالية بشكل مباشر وقاسٍ على سوق التوظيف الأمريكي، حيث تسببت موجة الإفلاس في فقدان نحو 70 ألف وظيفة، ما يزيد من الضغوط على الاقتصاد والمواطنين.
وتصدرت قطاعات الصناعة، والبناء، والنقل قائمة المجالات الأكثر تأثراً بهذه الموجة، ما أرجعه خبراء الاقتصاد إلى ثلاثة أسباب رئيسية اجتمعت لتشكل “عاصفة اقتصادية”، هي ارتفاع تكاليف سلاسل الإمداد، وزيادة الرسوم الجمركية، ومعدلات التضخم المرتفعة التي أرهقت ميزانيات الشركات.