شركة أمريكية ناشئة تتحدى هيمنة الصين على المعادن النادرة
قال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" إن شركات أمريكية بدأت مساعي لاختراق الهيمنة الصينية على المعادن النادرة.
وروى تقرير الصحيفة قصة مصنع صغير في إكستر، نيو هامبشاير، حيث تعمل شركة Phoenix Tailings على تحويل مسحوق معدني داكن اللون إلى قضبان معدنية صلبة. هذه القضبان تُستخدم لاحقًا في تصنيع محركات السيارات الكهربائية ومكونات الطائرات المقاتلة. وأضاف التقرير إن هذا المصنع يمثل نموذجًا لمشروع ناشئ يسعى لاستعادة صناعة المعادن النادرة في الولايات المتحدة وتقليل الاعتماد على الصين، التي تسيطر على أكثر من 90٪ من إنتاج هذه المعادن الحيوية.
موارد استراتيجية
وتُعرف المعادن النادرة مثل النيوديميوم والديسبروسيوم بأنها عناصر أساسية تُستخدم في مغناطيسات قوية، وأجهزة الليزر، وآلات التصوير بالرنين المغناطيسي، وغيرها من التطبيقات الصناعية والتكنولوجية المتقدمة. ورغم أن هذه المعادن ليست نادرة بالمعنى الجغرافي، إلا أن صعوبة معالجتها وتحويلها إلى أشكال قابلة للاستخدام جعلتها قطاعًا استراتيجيًا وحيويًا عالميًا.
وكانت الولايات المتحدة لاعبًا رئيسيًا في صناعة المعادن النادرة حتى منتصف التسعينيات، لكن سياسات الصين الصناعية المرنة وتخفيفها للمعايير البيئية سمحت لشركاتها بالهيمنة على السوق وبيع المعادن بأسعار أقل بكثير من المنافسين في الخارج، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الأمريكي تدريجيًا.
ومع ضعف الاهتمام المالي بالقطاع من قبل عمالقة التعدين التقليديين، تولت شركات ناشئة مثل Phoenix Tailings مهمة إعادة بناء الصناعة محليًا. ويقع المصنع الحالي في مبنى تم تحويله سابقًا لإنتاج الأجهزة الطبية.
مهمة وطنية
وتأسست Phoenix Tailings عام 2019 على يد نيك مايرز وتوماس فيلالون، بعد أن اكتشفا الفرصة الاستثمارية خلال مناقشة حول الأسواق المبتكرة. وبفضل دعم مستثمرين مثل صندوق رأس المال المخاطر لوكالة الاستخبارات المركزية (In-Q-Tel) وذراع الاستثمار لشركة BMW، تمكنت الشركة من بناء نموذج أولي لتقنية المعالجة في مساحات محدودة بجامعة MIT.
وواجهت الشركة تحديات مالية كبيرة في 2024، وكانت على بعد أسابيع قليلة من الإفلاس، قبل أن يرفع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين حظوظها، إذ قيدت الصين صادرات المعادن النادرة، مما جذب المستثمرين والعملاء الجدد، ووضع الشركة على أساس مالي أكثر استقرارًا.
واليوم، تركز معظم أعمال Phoenix Tailings على قطاع السيارات، مع حصة أصغر مخصصة لمقاولي الدفاع الأمريكيين. وتأمل الشركة في السيطرة على جميع مراحل معالجة المعادن النادرة، من استخلاص العناصر من المخلفات الصناعية إلى تحويلها إلى معادن صالحة للاستخدام، وهو تحدٍ تقني كبير بحسب خبراء المواد. وتبقى مشكلة التمويل والمنافسة مع الصين، التي قد تبيع المعادن بأسعار تقل عن تكاليف الإنتاج، من أبرز المخاطر التي تواجهها هذه الصناعة.
ومع ارتفاع أسعار المعادن النادرة مؤخرًا نتيجة الطلب الغربي المتزايد على مصادر بديلة، يبدو أن جهود Phoenix Tailings تسير في الطريق الصحيح لتقليل الاعتماد على الصين وتعزيز الأمن الاستراتيجي الأمريكي. إلا أن استمرار دعم الحكومة الأمريكية، سواء عبر التمويل المباشر أو سياسات الضمان، سيظل عاملًا حاسمًا في قدرة الشركات المحلية على المنافسة في هذا القطاع الاستراتيجي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز