العرابة والزوجة بريجيت.. ما سرّ "نبوءة" 2022 بفوز ماكرون؟
ما إن يحتلّ الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، واجهة الأحداث، حتى تتقاسم معه زوجته وعرابته، بيرجيت الأضواء.
المرأة التي لم يشكل فارق السن البالغ حوالي 25 عاما، حائلا في نجاح العلاقة الاستثنائية التي تجمعها بالرئيس الفرنسي، تنبأت بخوضه سباق الرئاسة عام 2022، عبر سخرية جريئة، قبل انتخابه عام 2017.
ففي خضم السخرية من فارق السن بينها وبين ماكرون، أطلقت بيرجيت نكتة تحولت إلى نبوءة، حيث قالت بحسب ما نقل عنها أحد الكتب: ""يحتاج إلى خوض (سباق انتخابات) عام 2017 لأن مشكلته في سباق انتخابات 2022 ستكون وجهي!".
ولم تدرِ بيرجيت حينها أن ماكرون لن يواجه كبير عناء، في العبور إلى الجولة الثانية، بفارق كبير نسبيا عن منافسته، ماريا لوبان، ليصبح فوزه برئاسيات فرنسا 2022، مسألة وقت، بحسب كثير من المراقبين.
من بيرجيت ماكرون؟
التقى الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (43 عاما) أصغر رئيس في تاريخ فرنسا، بزوجته بريجيت ماري-كلود، (68 عاما) وعمره لا يتجاوز آنذاك 15 عاما، عندما كانت معلمته للدراما بمدرسة الجيسويت في مدينة أميان.
ولدت بريجيت في 13 أبريل/نيسان عام 1953، وهي الصغرى بين ستة أبناء لعائلة ثرية في بلدة أميان شمالي فرنسا، وهي ابنة عائلة فرنسية شهيرة تمتلك إمبراطورية لصناعة الشيكولاتة.
في عام 1974 تزوجت من المصرفي إندري لويس أوزيير وأنجبا ثلاثة أبناء، أصغرهم هي تيفين أوزيير، (35 عاما)، وتعمل محامية وكانت ضمن حملة ماكرون الرئاسية الأولى، أما أكبر أبنائها فهو سباستيان الذي ولد عام 1975 مما يجعله أكبر من إيمانويل ماكرون سنا، وابنتها الوسطى هي لورانس وهي في نفس عمر ماكرون.
خلال مرحلة الدراسة علم والدا إيمانويل أن ابنهما يعيش قصة حب، ولكنهما لم يكونا على علم بمن هو الطرف الآخر في هذه العلاقة.
وتقول الكاتبة آن فولدا، مؤلفة كتاب "إيمانويل ماكرون الشاب المثالي"، إن والد ماكرون اعتقد في البداية أن ابنه وقع في حب زميلته في الفصل الدراسي، لورانس أوزيير، لكن الحقيقة كانت أن أم الفتاة هي من أحبها الابن ماكرون.
مع بدء الشائعات حول علاقتهما لم يكن الاستقبال إيجابيا في أميان، مسقط رأس كل منهما. وما ضاعف المشكلة هو أن المدرسة متزوجة ووالدة لثلاثة مراهقين. لكنها صمدت.
أصيب والدا ماكرون بصدمة عند اكتشافهما قصة الحب التي تجمع بين الطالب ومعلمته، وقاما بإخراج ابنهما المراهق من مدرسة أميان، شمال فرنسا، وأرسلوه لاستكمال تعليمه في باريس، وطلبا من بريجيت الابتعاد عن ابنهما حتى يبلغ سن 18 عاما، وقالت لهما: "لا أستطيع أن أعدكما بأي شيء".
وعندما بلغ ماكرون سن السابعة عشرة قال لبريجيت إنه سيتزوجها في يوم من الأيام، وأوفى بوعده وتزوجها بالفعل بعد عشر سنوات في عام 2007.
وتقول والدة ماكرون الآن إنها تعتبر بريجيت "أكثر من صديقة" وإنها ليست مجرد زوجة لابنها.
كان الاثنان شخصيتين مجهولتين تماما عند تعيين ماكرون وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند في أغسطس/آب عام 2014، واستقالت بريجيت ماكرون من عملها بالتدريس بعد ذلك بعام، وأصبحت منذ ذلك الوقت مستشارته التي يثق برأيها.
وفي وزارة الاقتصاد اتسم وجودها بالتحفظ خلال الاجتماعات مع المسؤولين بمبنى الوزارة الحديث على نهر السين في شرق باريس.
تعرف إليها الفرنسيون في أبريل/نيسان 2016 مع إطلاق إيمانويل ماكرون الوافد حديثاً إلى السياسة والذي لم ينتخب من قبل، حركته "إلى الأمام" التي قادته إلى الفوز ليصبح في سن الـ39 عاما أصغر رئيس سناً في تاريخ فرنسا.
يرجع إلى عرابة ماكرون الفضل في التأثير على وجهات نظر زوجها بشأن المرأة في السياسة. حيث وعد بأن يكون نصف عدد المرشحين في حزبه "إلى الأمام" في انتخابات المجلس الوطني في يونيو/حزيران المقبل من النساء.
وواجه الزوجان الكثير من التهكم بسبب فارق السن بينهما، حيث سخر رسامو الكاريكاتير والبرامج الساخرة في الإذاعة والتلفزيون من هذا الفارق، وصوروا ماكرون في صورة التلميذ الذي يتلقى التوجيهات من معلمته.
السخرية لم تتوقف عند الصحف بل كان للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نصيب منها، فقد استقبلها بقوله "تبدين جميلة جدًا"، وهو ما دفع إيمانويل ماكرون لأن يمدح زوجته قائلا "أنت جميلة" وانتقد المتابعون سلوك رئيس الولايات المتحدة حينها، تجاه بريجيت ماكرون، مشيرين إلى أنه مدح مفتعل، وأن المقصد الحقيقي وراءه هو السخرية، بسبب عمرها، (64 عاما آنذاك).
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjUg جزيرة ام اند امز