للرجال فقط.. معضلة العرش وهوية إمبراطور اليابان
رغم اعتلاء الإمبراطور الجديد عرش اليابان قبل نحو عامين، إلا أن الجدل لم يتوقف حول خلافة العرش.
عاد السؤال حول هوية الشخص الذي سيرتقي عرش الأقحوان في اليابان، في حال عدم وجود أحد من الورثة الذكور، ليطفو على السطح مجددا مثيرا حالة من الجدل بعد رفض اللجنة التي تم تشكيلها للنظر في قضية الخلافة مؤخرًا السماح للنساء بتولي العرش، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ووفقا للدستور الياباني، لا يشغل الإمبراطور أي منصب سياسي، لكن الأهمية الرمزية والثقافية للمنصب ترتبط بالماضي الأسطوري الذي يعتبر فيه الإمبراطور سليلًا مباشرًا لإلهة الشمس أماتيراسو.
أثار تنازل الإمبراطور أكيهيتو عن العرش في 30 أبريل/ نيسان 2019 وتنصيب ابنه الأكبر ناروهيتو في اليوم التالي ليكون الإمبراطور رقم 126 لليابان الجدل حول النظام الإمبراطوري الحالي، والذي ينص على تولي الرجال فقط العرش.
ورغم إعلان اللجنة ضرورة الحفاظ على خط الخلافة الذكوري الحالي دون تغيير، يكتسب الاقتراح بالسماح للمرأة بتولي العرش شعبية كبيرة بين الجمهور.
من بين الأسباب الرئيسية ضد ولاية المرأة للعرش التي أعلنتها اللجنة هي ضعف النسب الإمبراطوري، حيث قد تتزوج الإمبراطورة الحاكمة من عامة الناس وتنجب أطفالهم.
لكن التاريخ يشير إلى اعتلاء تسع نساء عرش الأقحوان، لكن أيا منهن لم تتزوج خلال فترة حكمهن، وخلفهن جميعًا رجال على العرش.
يعتبر الإمبراطور رمزا للهوية الوطنية لليابانيين، وهو يمثل "ما يعني أن تكون يابانيا"، وفقا لبروفيسور التاريخ الياباني في جامعة بورتلاند ستيت الأمريكية، كين روف.
ووفقا للخبراء، يشابه دور الإمبراطور الياباني، دور الملوك والملكات في بريطانيا وإسبانيا والنرويج، ما يعني أنه رمز في الاحتفالات الوطنية، وشخصية موحدة للشعب.
وكانت الولايات المتحدة قد جردت الإمبراطور من أي تأثير سياسي، وذلك بعد إعادة صياغتها للدستور الياباني، بعد انتصارها على اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945.
ووفقا للقرار الجديد، سيكون شقيق ناروهيتو الأصغر، الأمير أكيشينو، البالغ من العمر 53 عاما، الإمبراطور القادم.
وفي حالة وفاة الأمير أكيشينو، سيصبح عرش الامبراطورية من حق ابنه هيساهيتو، البالغ من العمر 13 عاما