فيلم "نهاية العالم" في أستراليا.. حرائق وعواصف وحبات برد وظلام بالنهار
صور تمّ تصويرها في عطلة نهاية الأسبوع تظهر تقدم سحابة ضخمة من الغبار والتراب نحو مناطق نائية في ولاية نيو ساوث ويلز
ضربت عواصف رعدية ترافقها حبات بَردٍ بعض المناطق شرقي أستراليا بعد عواصف رملية في مناطق أخرى منكوبة جراء الحرائق التي تجتاح البلاد من أشهر عدة.
وشهدت كانبيرا، الإثنين، تساقطاً عنيفاً لحبات بَردٍ تسببت باقتلاع أغصان الأشجار، وطلبت أجهزة الطوارئ من السكان وضع السيارات في مكان آمن، وعدم ركنها تحت الأشجار أو تحت خطوط التيار الكهربائي.
وحثّ مكتب الأرصاد الجوية السكان في ولاية نيو ساوث ويلز، بمن فيهم سكان سيدني، على الاستعداد للوصول إلى العاصفة.
وأشار المكتب إلى أن "عواصف رعدية قد تتسبب بأضرار ورياح مدمّرة وربما (بتساقط) حبات بردٍ هائلة أحيانا وهطول أمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة في الساعات المقبلة".
ونُقل شخصان يبلغان من العمر 16 و24 عاماً كانا موجودين في الجبال الزرقاء السياحية بعد أن أصيبا بجروح جراء صاعقة.
وقال مدير الإسعافات في نيو ساوث ويلز: "هما محظوظان لأنهما لا يزالان على قيد الحياة، لو كانا أقرب بسنتيمتر واحد، لأصيبا مباشرة بالصاعقة، ما كان يمكن أن يكون مميتاً".
وتُظهر مشاهد مذهلة تمّ تصويرها في عطلة نهاية الأسبوع في ولاية نيو ساوث ويلز تقدم سحابة ضخمة من الغبار والتراب نحو مناطق نائية.
وفي دوبو، على بعد 400 كلم نحو شمال كانبيرا، وصف سكان الظلام المسيطر على الأجواء في وسط النهار.
وقالت آشلي هال في مدينة دوبو: "نحن معتادون على وجوب إزالة الغسيل المنشور بسرعة وإطفاء أجهزة التبريد وإغلاق الأبواب والنوافذ قبل وصول العاصفة الرملية، لكن هذه العاصفة كانت أكثر حدة بكثير".
وتابعت: "كان ذلك مثل فيلم نهاية العالم، موجة ضخمة تصل وهي مخيفة فعلاً، لكنني كنت أفضّل أن تجلب الشتاء بدلاً من الغبار".
وشهدت مدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا (جنوب)، مساء الأحد، تساقط حبات برد بغزارة. وبعد ظهر الإثنين، تمّ إرجاء جميع مباريات بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، بسبب الأمطار الغزيرة.
وسبق أن شهدت المباريات، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تعقيدات بسبب نوعية الهواء الرديئة جراء دخان الحرائق.
وفي هذه الولاية، حيث لا يزال هناك حريقان مشتعلان، شعر السكان بالارتياح لتساقط الأمطار، لكن السلطات حذّرت من المخاطر التي ترافق هذه الأمطار الغزيرة.
وأوضح رئيس وزراء ولاية فيكتوريا دانيال أندروز أن ذلك يطرح مخاطر للأشخاص الذي يقودون مركبات ثقيلة للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً من الحرائق.
ويبدو أن خطر حصول انهيارات أرضية هو أيضاً حقيقي في المناطق الجبلية حيث احترق الغطاء النباتي.
وتعطي هذه الرطوبة أيضاً استراحة لأجهزة مكافحة الحرائق على الساحل الشرقي، لكن السلطات حذّرت من أن موسم حرائق الغابات لا يزال بعيداً عن الانتهاء.
وتحصل حرائق الغابات كل عام في أستراليا لكن موسم الحرائق هذه المرة جاء قبل أوانه وكانت النيران كثيفة بسبب الجفاف الذي طال أمده في الجزيرة القارة، ويقول علماء إنه مرتبط بشكل مباشر بالاحتباس الحراري.
ومساحة مجمل الأراضي التي احترقت أكبر من مساحة البرتغال، ودمرت أكثر من ألفي منزل، وأودت بحياة 29 شخصاً على الأقل، ونفوق مليار حيوان.
ويتوقع خبراء أيضاً أن تؤدي هذه الأزمة إلى تراجع في عائدات القطاع السياحي لأستراليا، تبلغ قيمته مليارات الدولارات.
وأعلنت الحكومة في عطلة نهاية الأسبوع تقديم مساعدة بقيمة 76 مليون دولار أسترالي (47 مليون يورو) لقطاع السياحة.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg
جزيرة ام اند امز