كفاءة الطاقة.. حل فعّال لخفض انبعاثات قطاع الصناعة

يمكن لكفاءة الطاقة أن تحل أزمة انبعاثات الكربون؛ خاصة في قطاع الصناعة الذي يستهلك كميات هائلة من الطاقة.
كانت الثورة الصناعية التي انطلقت في أثناء القرن الثامن عشر هي شرارة الانبعاثات الغازية التي تسببت في تسارع التغيرات المناخية نحو الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الحياة على سطح الأرض اليوم. لذلك، يسعى العلماء والخبراء لإيجاد طرائق فعّالة لتقليل انبعاثات قطاع الصناعة. ومن أبرز النُهج المطلوبة لتقليل تلك الانبعاثات هو تعزيز كفاءة الطاقة وإدارتها.
وهذا ما دققت في دراسته مجموعة بحثية من جامعة لينشوبينغ؛ إذ وجدوا أنّ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية الناتجة عن الصناعة يمكن خفضها بنسبة 5% عند اتباع نهج شامل لكفاءة الطاقة وإدارتها بدلًا من التركيز فقط على التطور التكنولوجي. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "نيتشر كوميونيكاشنز" (Nature Communications) في 30 أبريل/نيسان 2025.
كفاءة الطاقة
تُعرف كفاءة الطاقة على أنها استخدام مقدار أقل من الطاقة، لتحقيق نفس النتائج أو المستوى من الخدمة. وقد ظهر مفهوم كفاءة الطاقة لأول مرة في أثناء سبعينيات القرن العشرين، عندما حدثت أزمة النفط التي أدت لارتفاع أسعار الطاقة، وقتها اتخذت الشركات والمؤسسات الإجراءات اللازمة لخفض تكلفة الطاقة على الشركة، وكان السبيل الوحيد هو رفع كفاءة الطاقة.
لكن، يرى الباحثون أنّ الأغلبية العظمى تفسر مفهوم كفاءة الطاقة بالاستثمار في معدات جديدة موفرة للطاقة، ويعتقدون أنّ هذا كافٍ لتحقيق كفاءة الطاقة. والحقيقة أنّ ذلك لا يحقق الإمكانات الكاملة لكفاءة الطاقة. لذلك، قاموا بتحليل ما يلزم الصناعات لتقليل استخدامها للطاقة. وحددوا 9 عوامل من شأنها أن تساعد الشركات والمؤسسات على تصميم وإدارة كفاءة الطاقة بصورة أفضل.
الحياد الكربوني
ترى الوكالة الدولية للطاقة (IEA)، أنّ كفاءة الطاقة هي الإجراء الأكثر فعالية بل إنه حجر الزاوية من أجل تحقيق الحياد الكربوني والوصول إلى صافي الصفر بحلول العام 2050 كما يهدف اتفاق باريس. ويرى الباحثون أنّ هناك إمكانات هائلة في كفاءة الطاقة لم يتم استغلالها بعد. كما أشاروا إلى ضرورة التعاون بين الأشخاص ذوي الخبرات والخلفيات المختلفة للشركات؛ فالعمل والتعاون بين خبرات متعددة التخصصات من شأنها أن تحقق النجاح المرجو.
يشجع الباحثون أيضًا أن يكون هناك تبادلًا للمعرفة والخبرات بين الشركات المختلفة، ما يوفر دعمًا مستمرًا لتعزيز كفاءة الطاقة على نطاقات واسعة.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC42NiA= جزيرة ام اند امز