أسواق الطاقة.. شهية متزايدة للغاز والتضخم يصدم النفط
في أمستردام ارتفع سعر الغاز الهولندي، وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية، بنسبة 3.2% إلى 181.91 يورو لكل ميجاوات/ساعة.
تعيش أسواق الطاقة حول العالم ثنائية متناقضة بين طرفي صناعة الوقود الأحفوري (النفط والغاز)، وسط تزايد الحاجة لمصادر بديلة للغاز الطبيعي لأوروبا بعيدا عن روسيا، ومخاوف أسعار عالمية صدمت الطلب على النفط.
والخميس، ولليوم الثالث على التوالي، واصلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي ارتفاعها في تعاملات أوروبا، في الوقت الذي يترقب فيه المتعاملون موقف ضخ الغاز الطبيعي الروسي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 بعد انتهاء أعمال الصيانة السنوية له في الأسبوع المقبل.
وخط أنابيب نورد ستريم 1 الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا متوقف عن العمل منذ الإثنين الماضي ولمدة 10 أيام بسبب الصيانة الدورية، لكن هناك مخاوف في ألمانيا من عدم تشغيله بالكامل بعد انتهاء أعمال الصيانة.
تنبع هذه المخاوف بسبب الصراع السياسي والاقتصادي بين روسيا والدول الغربية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وكان الخط يعمل خلال الأيام السابقة على بدء الصيانة بنحو 40% من طاقته التشغيلية.
وفي أمستردام ارتفع سعر الغاز الهولندي، وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية، بنسبة 3.2% إلى 181.91 يورو لكل ميجاوات/ساعة تسليم الشهر المقبل، بعد ارتفاعه أمس بنسبة 4.6%.
وقالت شركة إنيرجي دنمارك في تقرير إن "كل العيون في السوق الآن تتجه نحو الأسبوع المقبل، حيث يفترض انتهاء أعمال الصيانة، لكن أوروبا وبخاصة ألمانيا تخشى من عدم استئناف روسيا ضخ الغاز عبر خط الأنابيب".
من ناحيتها، قالت شركة جازبروم الروسية إنها لم تحصل حتى الآن على أي وثائق ستسمح لشركة سيمنس إنيرجي بنقل توربينة حيوية من كندا لتركيبها على خط نورد ستريم 1 بما يسمح بتشغيله بكامل طاقته.
أما سوق النفط العالمية، فقد أضافت بيانات التضخم الأمريكية مزيدا من الارتباك لأسواق الخام على مستوى العالم ككل، وسط مخاوف من حدوث ركود اقتصادي يخفض الطلب على مصدر الطاقة الأبرز.
ويتوقع أن يقدم الفيدرالي الأمريكي على تنفيذ زيادة حادة على أسعار الفائدة في اجتماعه الشهر الجاري، وهي زيادات تذكي نار الركود في أمريكا وتنتقل بعدها لبقية دول العالم.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة ارتفاعا حادا في مخزون النفط الخام بمقدار 3.3 ملايين برميل، ما يوحي إلى تراجع الطلب بسبب ارتفاع الأسعار ومخاوف الركود.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط في التعاملات المبكرة الخميس، لكنها ما تزال قرب أدنى مستوياتها منذ نحو 3 شهور، إذ ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 0.46 دولار إلى 96.30 دولار للبرميل تسليم أغسطس المقبل.
وفتح خام برنت القياسي للنفط العالمي تعاملات اليوم الخميس بارتفاع طفيف إلى 100.15 دولار للبرميل.
يأتي ارتفاع المخزون رغم قيام وزارة الطاقة الأمريكية بضخ 6.9 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي إلى السوق خلال الأسبوع المنتهي في 8 يوليو/تموز الماضي ليصل هذا الاحتياطي إلى 485.1 مليون برميل.
ويبدو أن أسواق النفط حول العالم أمام شهور ضبابية، ستكون خلالها رهن البيانات الاقتصادية العالمية، المرتبطة بالنمو الاقتصادي خاصة في الأسواق الرئيسة كالولايات المتحدة والهند والصين والمملكة المتحدة وألمانيا.