"بناتنا لسن للبيع".. حقيقة موسم الخطوبة في بلدة إملشيل المغربية
تخليدًا لأسطورة حب أبدية، تنظم بلدة إملشيل وسط المغرب سنويًا موسم "أكدود سيدي أحماد والمغنّي"، المعروف بـ"موسم الخطوبة".
ويشهد هذا الحدث السنوي عقد قران العشرات من الأزواج الشباب، وعرض مختلف المنتجات المحلية، وإحياء طقوس تقليدية وتثمين التراث اللامادي لقبائل منطقة آيت حديدو الأمازيغية، التي أقامت بالمنطقة منذ القرن الـ17، بحسب صحيفة "هسبريس" المحلية.
ويتميز هذا الموسم بإنجاز عقود الزواج، وعرض الإبل والبغال والحمير والمواشي للبيع، إلى جانب مختلف السلع والمنتجات التي تصنعها نساء قبائل آيت حديدو، خاصة الجلابيب والزرابي المصنوعة من الصوف، ومؤخرًا تسببت تسميته بـ"موسم الخطوبة" جدلًا في الشارع المغربي.
وربط البعض بين تنظيم هذا الحدث السنوي وما أطلقوا عليه "عرض الفتيات للبيع"، وهو ما يرفضه الداعمت محمد، رئيس جمعية مهنيي السياحة الجبلية في إملشيل، ويقول: "المؤسف أن بعض الزوار أو المتتبعين للمهرجان يعتبرون الموسم محطة لعرض الفتيات للبيع كباقي السلع".
وأضاف "محمد": "هذا اعتقاد عار من الصحة ولا محل له من الإعراب عند قبائل أيت حديدو"، مؤكدًا أن "الموسم تأسس أصلا للاحتفاء بالحب العذري ونبذ الأخلاق التي لا تتماشى وتقاليد وأعراق المنطقة"، في إشارة إلى أسطورة الحب العفيف بين شاب من قبيلة آيت إبراهيم وفتاة من قبيلة أيت عزة.
وأشار إلى أن "تقاليد الزواج بين عائلات القبائل الأمازيغية المحلية لا تختلف عن نظيرتها بباقي مناطق المغرب، بحيث تجرى كل الطقوس المتعارف عليها بين الزوجين قبل أيام، وأحيانا قبل شهور من انعقاد الموسم، وما يتم خلال هذا الأخير هو كتابة عقد القران فقط".
وأوضح أن "العريسين يلتقيان في خيمة مفتوحة لإنهاء مراسم الزواج الذي تتكفل السلطات بمصاريف وثائقه الإدارية، ضمن طقوس تقليدية، حيث يجلس العريس الذي يرتدي جلبابا أبيض جنب عروسه المتشحة بزي تقليدي أمازيغي، في وقار واحترام، تعبيرا عن بلوغ سن الزواج وفق سنة الله وشرعه".