من رحم الظلام.. هل يتحول منتخب إنجلترا إلى قصة نجاح في يورو 2024؟
لم ينل منتخب إنجلترا رضا جماهيره رغم تأهله إلى ثمن نهائي يورو 2024 في صدارة المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط.
وإذا كان الأمر يتعلق بالأداء وليس بالنقاط، فإن بداية إنجلترا في البطولة كانت سيئة، لكنها أظهرت سابقا أنه لا ينبغي على الجماهير أن تتعجل في التخلي عن أحلامها بسبب أداء باهت في دور المجموعات.
وجاء أعظم انتصار لإنجلترا، وهو الفوز بكأس العالم 1966، بعد تعرضها لانتقادات بسبب التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام أوروغواي، وهو ما منح الفريق نموذجا صنعه المدرب ألف رامسي منذ 58 عاما في كيفية مواجهة انتقادات وسائل الإعلام.
وفي كأس العالم 1986، خسرت إنجلترا أمام البرتغال وتعادلت سلبيا مع المغرب، وبعد سلسلة من الإصابات وتعرض اللاعبين للإيقاف، منح المدرب بوبي روبسون حرية الحركة للاعب المفضل لدى الجماهير جلين هودل.
وتحسن بذلك أداء الفريق الذي غادر لسوء الحظ من دور الثمانية بعدما سجل دييغو مارادونا هدفا بيده والذي وصفه بأنه جاء بواسطة "يد الرب"، وأضاف آخر بطريقة رائعة في انتصار الأرجنتين.
وعاشت إنجلترا قصة مماثلة بعد 4 سنوات وعقب تعادلين بأداء باهت، تفوقت على مصر، ليصعد فريق المدرب روبسون لصدارة المجموعة بعد أن سجل هدفين، وهو نفس رصيد الفريق التهديفي في بطولة أوروبا الحالية بعد ثلاث مباريات أيضا.
وبعد شيء يشبه ثورة للاعبين أدت إلى تغييرات خططية في إنجلترا، تقدم الفريق في البطولة، لكن بعد أسبوعين تعرضت للخسارة بركلات الترجيح أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي.
ولا تزال هذه التشكيلة هي "ثاني أفضل" تشكيلة للبلاد بعد النجاح الذي تحقق عام 1966.
ولا يزال يتم تذكر صيف عام 1996 الرائع، حين استضافت إنجلترا بطولة أوروبا، بهدف بول جاسكوين الرائع أمام اسكتلندا والفوز الرائع على هولندا قبل خسارة مؤلمة أمام ألمانيا بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي، وهي نتيجة منعت "كرة القدم من العودة إلى مهدها".
وبدأت إنجلترا بطولة 2020 بتعادل باهت أمام سويسرا على ملعب ويمبلي، الأمر الذي دفع وسائل الإعلام إلى مهاجمة اللاعبين لذهابهم إلى ملهى ليلي قبل انطلاق البطولة.
ولم تتمكن إنجلترا من تحقيق النجاح المأمول على ملعبها مجددا في بطولة 2020، وسجلت هدفين مرة أخرى خلال أداء متواضع في دور المجموعات قبل أن تثبت نفسها وتبلغ النهائي للمرة الأولى.
وخلال الدور قبل النهائي، تفوقت إنجلترا على الدنمارك التي حققت تحولا مذهلا بعد خسارتها في أول مباراتين في دور المجموعات.
وكانت نتائج الدنمارك عام 1992 أكثر سوءا من رحلة إنجلترا لنهائي عام 2020، بعدما توجت باللقب، رغم أنها استهلت مشوارها بالتعادل والهزيمة في بطولة لم يكن من المفترض أن تشارك فيها لولا حرمان يوغوسلافيا من اللعب.
وشهدت بطولة أوروبا 2016 انطلاقة متواضعة للبرتغال بعدما تعادلت 3 مرات في دور المجموعات، لتتأهل مستفيدة من تقدم أفضل أربعة فرق حلت في المركز الثالث، وشقت طريقها لتفوز ببطولة كبرى لأول مرة.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز