خسائر الزلازل لا تقتصر على الاقتصاد.. فاتورة بيئية باهظة

تأتي الزلازل بأضرار بيئية بجانب الأضرار الصحية والخسائر المادية، لكن تلك الأضرار قد لا تتصدر التغطيات الإعلامية التقليدية.
في يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 2004، ضرب زلزال تحت البحر قبالة سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية، وكانت قوته 9.1 درجة على مقياس ريختر.
لم ينته الأمر عند تلك اللحظة؛ فعلى مدار 7 ساعات بعد اندلاع الزلزال، امتدت موجة تسونامي عبر المحيط الهندي، ما تسبب في دمار الكثير من المناطق الساحلية، ووصلت الموجة إلى شرق أفريقيا.
وسجلت بعض الشواطئ ارتفاعًا في الأمواج زاد عن 9 أمتار. كل هذا تسبب في العديد من الخسائر، ليس فقط في الأرواح، بل أيضًا الأضرار البيئية؛ فعادةً، يتم التحدث عن الأضرار الصحية والخسائر المادية الناتجة عن الزلازل، لكن قليلًا ما يتم تناول الأضرار البيئية، وهي كثيرة.
أضرار بيئية للزلازل
يجدر بالذكر أنّ زلزال وتسونامي المحيط الهندي 2004، قد تسبب في تشريد الملايين الذين أصبحوا بلا مأوى، وتُشير التقديرات إلى أنّ هناك نحو 250 ألف شخص لقوا حتفهم معظمهم من النساء والأطفال. وأبلغت العديد من الدول المتضررة عن الأضرار البيئية التي واجهتها بسبب الزلزال. والحقيقة أنّ تلك الأضرار تحدث في كثير من الأحيان بعد الزلازل القوية. وهناك بعض الأضرار البيئية الملحوظة، منها:
1- تراكم النفايات
عندما تحدث الزلازل القوية، تنهار المباني والبنية التحتية بما فيهم من موارد، وتصبح بعد ذلك نفايات متراكمة، وقد تحتوي تلك النفايات على مواد ضارة، تؤثر على الصحة والتنوع البيولوجي للمنطقة، وتُطلق انبعاثات من الغازات الدفيئة، ما يعود سلبًا على البيئة ويُضيف انبعاثات للغلاف الجوي، ما يساهم في الاحترار.
2- تلوث الهواء
تتسبب الزلازل القوية في إطلاق سحبًا من الغبار، وقد تتسبب في اندلاع الحرائق، ما يؤثر في النهاية على جودة الهواء والرؤية، ولذلك تبعات غير محمودة على الصحة والنظام البيئي بما فيه من كائنات حية متنوعة.
3- الموارد المائية
قد تتسبب الزلازل في تعطيل أنظمة البحيرات والأنهار، ما يؤدي إلى الفيضانات. ومن الممكن أيضًا أن تتلف أنابيب المياه، ما يؤدي إلى تلوث مصادر المياه بمياه النفايات الصناعية والصرف الصحي.
4- تلوث التربة الزراعية
مع الانهيارات المصاحبة للزلازل، قد تتسبب في إطلاق المعادن الثقيلة ونشرها في التربة الزراعية، ما يؤثر على كيمياء التربة والمواد الغذائية والكائنات الحية فيها، وبالتالي تلوث التربة الزراعية.
قد تحتاج الزلازل لسنوات عديدة لمعالجة الخسائر الناتجة عنها، ومع كثرة الزلازل التي تمر على منطقة الشرق الأوسط خلال هذه الفترة، لا بد من لفت الانتباه إلى أنّ الزلازل تُخلف أضرارًا بيئية ومناخية أيضًا.