ملادينوف مبعوثا أمميا إلى ليبيا.. "أيام عصيبة" بانتظار تركيا
مرحلة جديدة يتأهل الملف الليبي لدخولها بتعيين نيكولاي ملادينوف مبعوثا أمميا للبلاد، في خطوة يرى خبراء أنها ستعصف بالأطماع التركية.
تعيين يستبطن مؤشرات إيجابية لأزمة تراوح مكانها منذ سنوات، متأثرة بأجندات خارجية تتقدمها أنقرة الباحثة عن حصة بكعكة إعادة الإعمار واستنزاف ثروات البلد الغني بالنفط.
معطيات جديدة تشي بأن الملف الليبي بات بين أيدي أوروبا التي يشوب التوتر علاقاتها مع تركيا، وتخوض حربا شرسة ضد تنظيم الإخوان، ذراع أنقرة لتأجيج الأزمة في ليبيا وإطالة أمدها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية.
والثلاثاء، أعطى مجلس الأمن الدولي الضوء الأخضر للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثًا جديدًا للمنظمة الدولية إلى ليبيا، بعد عشرة أشهر من استقالة اللبناني غسان سلامة من منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، في خطوة عزاها إلى دواع صحيّة.
أيام عصيبة لتركيا
الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، اعتبر أن تعيين ملادينوف يؤشر لأمور إيجابية، بينها حلول "أيام عصيبة" لتركيا في ليبيا.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أشار عقيل إلى أن تعيين الدبلوماسي البلغاري سيساعد الأوروبيين في المساهمة في الوصول لحل للأزمة الليبية.
وأوضح أن المبعوث الأممي الجديد سيكون مسؤولا عن المسار الدستوري والأمني والسياسي والإنساني والمرأة، أما فيما يتعلق بالمسارات السياسية، فإنه سيتابع تطوراتها بالسياق القائم حتى رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
من جانبه، رحب محمد عامر العباني، عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة ترهونة، بتعيين ملادينوف مبعوثًا أمميًا في ليبيا.
وقال العباني، لـ"العين الإخبارية"، إن تعيين البلغاري سيعود بإدارة الأزمة الليبية إلى أوروبا الأكثر ارتباطًا بالملف الليبي والصراع الدائر فيه، نظرًا لمصالحها".
التخلص من المليشيات وتركيا
أما علي التكبالي، عضو مجلس النواب الليبي، فرأى أن ليبيا لا تحتاج إلى مبعوث أممي جديد بعد أن مرت بتجارب سابقة مع 7 آخرين فشلوا في وضع حل للأزمة.
وشدد التكبالي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، على أن بلاده بحاجة إلى حفظ الأمن والتخلص من الميليشيات وتركيا التي تحتل ليبيا.
وأعرب عن مخاوفه من أن يكون دور الدبلوماسي البلغاري في ليبيا "إطالة لمدة الصراع وتدويرًا للأزمة التي دخلت عامها العاشر".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، أنه سيتعين على المبعوث الأممي الجديد الانتظار على الأقل إلى مارس/ آذار 2021 حتى تتضح الرؤية حول سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة، وبروز معطيات جديدة على المستوى الليبي أو الإقليمي أو الدولي.
وخلص المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن ما تقدم يعني أن الملف الليبي سيراوح مكانه لـ6 أشهر أخرى، ولن يحدث اختراق مهم لحلحلة الأزمة.
وأوضح أن من أهم الملفات التي سيعمل عليها المبعوث الأممي ستكون استمرار رعاية أعمال لجنة 5+5 العسكرية، والمحافظة على وقف إطلاق النار وتطبيق النتائج التي تم التوصل إليها في اجتماعات جنيف، فيما يتعلق بالتواجد الأجنبي في ليبيا، واستمرار تدفق النفط وتقسيم عائداته بشكل عادل بين أقاليم ليبيا الثلاث.
ويعد ميلادينوف سابع مبعوث أممي إلى ليبيا التي توافد عليها 6 مبعوثين أمميين منذ 2011، في محاولات من مجلس الأمن الدولي لإيجاد حلول وإخراج البلاد من حالة الانقسام إلى تسوية عادلة تسهم في إعادة الاستقرار.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز