صواريخ إيران على أربيل.. تغيير لمسار المواجهة
اعتبر خبراء بالشأن العراقي أن الهجمات الإيرانية الصاروخية التي استهدفت أربيل، تحول خطير بمسار المواجهة بين طهران وواشنطن
وجاء الاستهداف لمدينة أربيل بحسب مصادر أمنية بـ12 صاروخاً باليستياً استهدف من خلالها مناطق مأهولة بالسكان ومبانٍ حساسة بينها القنصلية الأمريكية ومطار أربيل الدولي.
وبعد ساعات على وقوع الهجوم، تبنت مليشيات الحرس الثوري الإيراني، تلك العملية بشكل رسمي، وقالت إنها استهدفت مركزاً استراتيجياً لإسرائيل يقع عند مدينة أربيل.
ومنذ نحو عامين، تتعرض مدينة أربيل إلى هجمات صاروخية ما بين الحين والآخر بعضها نفذ بطائرات مسيرة وقفت وراءها مليشيات مسلحة تابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران.
وصعدت القوى الولائية المقربة من إيران، هجماتها ضد البعثات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية في العراق منذ مطلع عام 2020، عقب حادثة اغتيال الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس، عند مطار بغداد الدولي إثر غارة جوية أمريكية.
وتعد حادثة أربيل الأخيرة هي الأولى من نوعها التي تتبنى إيران تنفيذها بشكل علني وصريح.
وتأتي تلك الهجمات على وقع متغيرات سياسية يشهدها العراق وتطورات دولية عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما فرض من تداعيات للاصطفاف ما بين المعسكرين الشرقي والغربي.
ويقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، محمد زنكنة لـ"العين الإخبارية"، إن "الهجوم الصاروخي على مدينة أربيل ، عملية إرهابية تستهدف سيادة العراق جاءت على وقع توقيتات مهمة وحساسة".
وحمل زنكنة، الحكومة العراقية، مسؤولية تلك الهجمات وماقبلها متهماً إياها بـ"التراخي الأمني"، الذي هيأ لاستمرار تلك الخروقات الخطيرة والكبيرة.
وكان الزعيم الكردي مسعود البارزاني، طرح أمس السبت، مبادرة لتقريب وجهات النظر لإزالة الانسداد السياسي بالمشهد العراقي المأزوم جراء الخلاف الدائر ما بين الصدر وقوى الإطار التنسيقي، الذي تضم فصائل ملسحلة تابعة لإيران.
وعشية القصف الصاروخي لمدينة أربيل، لاحت في الأفق السياسي العراقي ثمة إنفراجة لاستنئاف المفاوضات وتحرك المياه الراكدة بين الفرقاء عقب اتصال هاتفي أجراه الصدر مع خصمه اللدود، رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أحد أبرز الأطراف في قوى الإطار التنسيقي.
وكان جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق أعلن في بيان أن هجوماً بـ"12 صاورخاً باليستياً" استهدف فجر الأحد، أربيل عاصمة الإقليم والقنصلية الأمريكية فيها، مضيفاً أن الصواريخ أطلقت "من خارج حدود إقليم كردستان والعراق وتحديداً من جهة الشرق"، بما يؤشر على الجارة إيران.
وتوالت تصريحات الإدانة والشجب على المستوين المحلي والدولي، للهجوم الصاروخي، ومن بينها موقف للولايات المتحدة الأمريكية طالبت من خلاله "محاسبة النظام الإيراني للانتهاك الصارخ بحق السيادة العراقية",
يأتي ذلك في وقت دعا مقتدى الصدر، إلى تقيم مذكرة احتجاج رسمية موجهة إلى الأامم المتحدة وإيران بشان هجمات أربيل.
إعلان حرب من إيران
المحلل السياسي، كاظم الجحيشي، يقول إن "هجوم أربيل بمثابة إعلان حرب صريح من قبل إيران باستخدام الأراضي العراقية لتصفية مواقفها مع واشنطن".ويضيف الجحيشي لـ"العين الإخبارية"، أن "ما حدث انتهاكاً واضحاً وصريحاً لمواثيق حسن الجوار ولوائح الأمن الدولي بما يفرض أن يكون هنالك تحرك دولي إزاء إصرار طهران على استخدام العراق كأرض مستأجرة لحروبها الإقليمية".
فيما يرى المحلل السياسي إحسان عبدالله ، أن استهداف مدينة أربيل بالصواريخ لا ينفك من الأحداث الجارية العالم وخصوصاً ما يجري في أوروبا الشرقية.
ويوضح عبدالله خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، ان "إيران سعت من خلال هجماتها الباليستية على أربيل باستهداف القنصلية الأمريكية ، إيصال رسائل عاجلة وسريعة إلى واشنطن بأن أذرعها في العراق قادرة على تهديد مصالح واشنطن إذا ما أصرت الأخيرة على مواصلة دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
ويتابع بالقول: "تداعيات تلك الحرب بدت تظهر بشكل جلي وواضح بالانتقال من التلميح والمواقف إلى التصريح والأفعال العنيفة على الأرض متجاوزة حدود العاصمتين موسكو وكييف"، لافتاً إلى أن "تقاطع المصالح في ظل نيران المعارك فرض على إيران الكشف عن مدربيها وإرجاع اللاعبين إلى الخلف".
وبشأن تداعيات الهجوم على أربيل وتحديداً القنصلية الأمريكية ، يلفت الخبير القانوني، علي التميمي، إلى أن "العراق ملزم بحماية البعثات الدبلوماسية العاملة على أرضه وبخلاف ذلك قد يكون عرضة للعقوبات الدولية".
ويوضح التميمي لـ"العين الإخبارية"، أنه "يمكن للعراق طلب من الولايات المتحدة الأمريكية وفق المادة 27 من الاتفاقية العراقية الأمريكية لسنة 2008 والخاصة بالتعاون والدفاع المشترك، كما يمكن للعراق إشعار مجلس الأمن بذلك وفق المواد من 39 إلى 50 من ميثاق الأمم المتحدة والمادة 102 منه ويطلب اتخاذ الإجراءات".
ويمكن للبرلمان العراقي عقد جلسة طارئة لمناقشة هذا العدوان وإعلان الطوارئ وفق المادتين 58 و61 من الدستور العراقي، بحسب الخبير القانوني.
وكانت مصادر أمنية أكدت أن 3 صواريخ سقطت عند محيط القنصلية الأمريكية قرب مطار أربيل، و4 أخرى عند مناطق سكنية من بينها منزل مدير شركة (كار)، للإنشاءات الهندسية، وأحدها قرب مبنى فضائية كردستان 24.
فيما أكد محافظ أربيل أوميد خوشناو، أن الصواريخ لم تحقق أهدافها ولاتوجد أي خسائر بشرية.
aXA6IDMuMTI5LjY3LjI0OCA= جزيرة ام اند امز