داود أوغلو يدعو أردوغان لمناظرة: نريد توضيح أخطائك
السلطات التركية حققت مع أكثر من 36 ألف شخص خلال عام 2019 بزعم إهانة أردوغان.
دعا أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل"بتركيا رئيس الوزراء الأسبق، صديقه السابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى عقد مناظرة على الهواء مباشرة أمام الأتراك.
وقال داود أوغلو، خلال خطابه بمؤتمر حزبه، الأحد، بمدينة مانيسا، غربي تركيا،إنه: "نريد أن نتحدث معهم حول ما يريدون في ظل الظروف التي يريدونها وعلى المحطة التلفزيونية التي يريدونها، إذا كانوا يريدون النقاش معنا، فنحن مستعدون".
وفي رسالة مباشرة لأردوغان قال المعارض التركي والرئيس السابق للحزب الحاكم العدالة والتنمية:" "سيدي الرئيس، كرئيس لحزب العدالة والتنمية، نحن مستعدون للمناظرة".
وأضاف "إنهم يفرضون علينا حظرًا إعلاميًا.. يعرفون أننا إذا تحدثنا لـ3 أيام، فلن يتنفسوا لـ3 أشهر.. دعوتنا للرئيس.. دعونا نتحدث عن الموضوع على التلفاز، نجيب على كل اتهام يوجهه ونوضح البديل لسياساته الخاطئة".
وحمّل داود أوغلو، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، الحكومة التركية، مسؤولية تخفيض التصنيف الائتماني للبلاد على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية الناجمة عن سياسات اقتصادية خاطئة يتبناها نظام أردوغان.
وعلى سبيل التهكم والسخرية قال رئيس حزب المستقبل:"لقد تسببوا في خفض التصنيف الائتماني للبلاد دون المستوى الذي كان عليه قبل 25 عامًا، أبعد هذا سيواصلون دون أي خجل زعمهم بأنهم يطبقوت سياسة محلية ووطنية ؟!".
وتابع قائلا إن "ما يقرب من ثلث شبابنا ليسوا في التعليم ولا في العمل، ومن ثم فإنهم باتوا بلا أمل ويفكرون في الهجرة لبلدان أخرى يحلمون فيها بالأفضل".
واستطرد قائلا:"ها هي تداعيات اقتصادنا الذي ينمو على حد تعبير أردوغان، ويزداد قوة على حد تعبير صهره وزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق.. لقد تردي في كل شيء".
وشدد على أن "الشعب التركي سيحاسب المسؤولين عن كل هذا التردي في الانتخابات القادمة"، متعهدًا ببذل كل ما بوسعهم من أجل ترسيخ أركان الديمقراطية حال وصولهم للحكم.
قمع 36 ألف تركي
على صعيد متصل حققت السلطات التركية مع أكثر من 36 ألف شخص، خلال عام 2019، بتهمة إهانة أردوغان.
وذكرت صحيفة "برغون" التركية المعارضة، الأحد، أن التحقيقات شملت 36 ألف و66 شخصًا، منهم 12 ألف شخص خضعوا للمحاكمة بينهم 318 طفلًا بينهم 105 تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عامًا، و213 بين 15 و18 عامًا.
وأدين ممن خضعوا للمحاكم 3 آلاف و831 شخصًا، بينهم 30 طفلا، 7 منهم بين 12 – 14 عامًا، و23 بين 15-17 عامًا، بحسب الصحيفة التي ذكرت أن 4 من هؤلاء الأطفال من المدانين وضعوا في السجن بالفعل للتهمة المذكورة.
ومن بين ممن خضعوا للمحاكمة 10 آلاف و730 رجلًا، و1056 امرأة، ومن بين إجمالي العدد 120 أجنبيًا، بحسب الصحيفة التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد من خضعوا للمحاكمة بتهمة إهانة أردوغان في 2019 تضاعف عن نظيره في العام عام 2018 الذي شهد محاكمة 5 آلاف و233 شخصا، لافتة إلى أن هذه التهمة لحقت الكثير ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيهم في الرئيس.
وأوضحت الصحيفة كذلك أن إحصاءات وزارة العدل لعام 2019، تشير إلى ملاحقة السلطات 36 ألف و66 شخص خلال عام واحد، وخضوع 12 ألف و298 منهم للمحاكمة.
وتعكس الإحصاءات السنوية زيادة بالآلاف في أعداد من خضعوا للمحاكمة بتهمة إهانة الرئيس ومن تم إدانتهم بهذه التهمة خلال عهد أردوغان مقارنة بالرؤساء السابقين الذين لم يكونوا ينتمون رسميا لأي حزب سياسي.
وجاء عدد من تم التحقيق معهم في عهد الرئيس الأسبق، كنعان أفرين، 340، وتورغوت أوزَل، 207، وسليمان ديمِرَل، 158، وعبد الله جول 848.
وجريمة إهانة الرئيس في تركيا واردة في المادة 299 من قانون العقوبات، وتُعَد واحدة من أكثر وسائل القمع السياسي في البلاد خلال السنوات الأخيرة.