5 تداعيات في تركيا بعد تمرير أردوغان للتعديلات
بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستفتاء يوسع صلاحياته، بات أمام البلد المنقسم 5 تداعيات للتعامل معها بالنظام الرئاسي الجديد.
وافقت غالبية ضئيلة من الأتراك، الأحد، على توسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان خلال استفتاء يسبب انقساما حادا في البلاد، لكن نتائج هذا الاستفتاء يمكن أن تؤثر على مستقبل البلاد على كل الأصعدة.
والاستفتاء الذي انتهى بموافقة 51.5% من الشعب، يشكل خطوة كبرى يمكن أن تؤدي إلى استقطاب المجتمع وتؤثر على العلاقات مع الغرب، وكذلك على النزاع الذي استؤنف مؤخرا مع المتمردين الأكراد.
في ما يلي 5 أسئلة حول التأثير المحتمل لهذا الاستفتاء على مستقبل تركيا:
مزيد من الديموقراطية أم العكس؟
بعد فوزه في الاستفتاء، يمتلك أردوغان سلطة معززة إلى حد كبير، ويبقى نظريا في السلطة حتى العام 2029، على أن تكون السلطة التنفيذية متركزة في يد رئيس الجمهورية، وسيُلغى منصب رئيس الوزراء.
ويرى مؤيدو أردوغان أن هذا الإجراء ضروري لضمان استقرار الحكومة والفصل بحدود واضحة مع السلطتين القضائية والتشريعية، لكن معارضيه يقولون، إنه لن تكون هناك بعد الآن سلطة مضادة ما يمهد الطريق لنظام استبدادي.
وقال ألان ماكوفسكي من مركز التقدم الأمريكي "أميركان بروجرس"، إن هذا النظام الرئاسي "يجمع قوّة غير مسبوقة في يد رجل واحد".
أي مستقبل مع أوروبا؟
تدهورت العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي خلال المرحلة الأخيرة من حملة الاستفتاء، واتهم أردوغان بعض البلدان مثل هولندا وألمانيا "بممارسات نازية".
وقال أردوغان، إن عملية ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي والمتوقفة منذ سنوات، ستطرح "على الطاولة" بعد الاستفتاء، كما تحدث، الأحد، عن احتمال إجراء استفتاء على إعادة العمل بعقوبة الإعدام، وهو ما يعتبر خطاً أحمر بالنسبة إلى بروكسل.
وقال مارك بييريني من مركز "كارنيجي أوروبا"، إن "التكتيك القائم (في تركيا) على مهاجمة الاتحاد الأوروبي باستمرار من أجل أغراض سياسية داخلية بلغ السقف الآن".
وبهذا الفوز، قد يميل أردوغان إلى دفن مسألة عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي وتغليب العلاقات التجارية، من خلال تعزيز الاتحاد الجمركي على سبيل المثال.
حرب أو سلام مع الأكراد؟
منذ انهيار الهدنة التاريخية مع حزب العمال الكردستاني في صيف 2015، غرق جنوب شرق تركيا في دوامة من المواجهات الدامية بين قوات الأمن التركية والانفصاليين الأكراد.
وترافق الهجوم العسكري الذي شنته أنقرة مع ازدياد قمع الأوساط السياسية والإعلامية المؤيدة للأكراد بتهمة أنشطة "إرهابية" مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
ومع الانتصار المحدود للمعسكر المؤيد لتوسيع صلاحيات الرئيس، قد يضطر أردوغان إلى اعتماد نهج أكثر "تصالحاً" في "المسألة الكردية"، بحسب ما تقول أصلي أيدنتنباس الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
ومع ذلك، لا يزال الخطاب السائد حالياً هو المواجهة، وتتحدث وسائل إعلام قريبة من السلطة أن هناك عملية برية ستنطلق بعد الاستفتاء ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
مصالحة أو استقطاب؟
في السنوات الاخيرة، شهد المجتمع التركي استقطابا كبيرا حول شخصية أردوغان، وخلال حملة الاستفتاء قام الرئيس التركي بـ"شيطنة" معارضيه الذين اتهمهم بالتواطؤ مع "الإرهابيين" و"الانقلابيين".
وقال المحلل سونر كاجابتاي من مركز "واشنطن اينستيتيوت"، إن أردوغان "فاز في الاستفتاء، لكن في نهاية المطاف فإن نصف البلاد فقط يحبه، والنصف الآخر يكرهه. هذا هو أصل ازمة التركية الحديثة".
ومع ذلك، أظهر أردوغان الذي تحالف مع القوميين المتطرفين لكسب معركة الاستفتاء، براغماتية كبيرة في الماضي، حيث يتوقع بعض المراقبين أنه سيتبنى خطاباً أهدأ بعد الاستفتاء.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الأحد، في خطاب الانتصار "الآن جاء وقت التضامن والوحدة وأن نكون جميعنا تركيا".
نمو اقتصادي أم تراجع؟
توقعت الأسواق بحذر كبير فوز مؤيدي الإصلاحات على أمل أن يعود الاستقرار الغائب عن تركيا التي تشهد منذ عام ونصف العام سلسلة اعتداءات وهزتها محاولة انقلابية في يوليو/تموز الماضي.
إلا أن التوقعات للامد المتوسط أكثر ضبابية، بعد ضعف ثقة المستثمرين في المؤسسات واستقطاب متزايد في المجتمع وتأخر الإصلاحات الهيكلية، وكلها عوامل يمكن أن تؤثر على النمو.
ورأى خبراء اقتصاديون في "مجموعة بي جي سي بارتنرز" في إسطنبول قبل الاستفتاء، أن "الأسواق يمكن أن ترحب لأمد قصير" بفوز "نعم" في الاستفتاء.
ألا أنهم رأوا أن النمو "قد يتوقف وتأثيرات النظام الرئاسي على الأمد الطويل ما زالت مجهولة".
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA=
جزيرة ام اند امز