الاستفتاء التركي.. فوز رسمي وهزيمة سياسية
سونر كغبتاي المحلل المتخصص في تركيا في معهد واشنطن، قال إن الاستفتاء فوز لأردوغان لكنه أيضا هزيمة
بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى إلى فوز كبير في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، جاءت النتائج التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الحكومية لتظهر تقدم مؤيدي تعزيز سلطات الرئيس بنسبة 51,35% من الأصوات.
- الاستفتاء التركي.. سكان إسطنبول يقرعون الأواني احتجاجا على النتيجة
- الاستفتاء التركي.. قتلى ومعتقلون على أبواب مراكز الاقتراع
هذا الفارق البسيط بين المؤيدين والمعارضين يكشف عن أزمة انقسام حاد في تركيا، دفعت مراقبين إلى القول أن أردوغان، وإن كانت قد فاز رسميا في نتيجة الاستفتاء، إلا أنه خسر سياسيا، لا سيما أن نتيجة أكبر المدن التركية لم تكن في صالحة.
وكتب سونر كغبتاي، المحلل المتخصص في تركيا في معهد واشنطن، على تويتر، "أن الاستفتاء فوز لأردوغان لكنه أيضا هزيمة.. لقد خسر اسطنبول، حيث كان بدأ حياته السياسية".
ونجح معسكر رافضي تعزيز السلطات الرئاسية في الفوز بالمدن الثلاث الرئيسية "اسطنبول وأنقرة وأزمير"، كذلك، صوتت مناطق الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية بشكل كبير ضد توسيع صلاحيات الرئيس.
ودفعت هذه النتيجة الاتحاد الأوروبي إلى توجيه نصيحة لأردوغان في أول رد فعل على نتيجة الاستفتاء، حيث دعا السلطات التركية إلى السعي لإحداث توافق.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والمفوض الأوروبي لشؤون التوسيع يوهانس هان، في بيان مشترك "انطلاقا من النتيجة المتقاربة للاستفتاء والتداعيات البعيدة المدى للتعديلات الدستورية، ندعو السلطات التركية إلى السعي لأوسع توافق وطني ممكن في تطبيق هذه التعديلات".
وأضاف بيان الاتحاد الأوروبي أن "التعديلات الدستورية، خصوصا كيفية تطبيقها سيتم تقييمها في ضوء التزامات تركيا بوصفها دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وعضوا في مجلس أوروبا".
وتابع "نشجع تركيا على أن تأخذ قلق مجلس أوروبا وتوصياته في الاعتبار، ويشمل ذلك ما يتعلق بحالة الطوارئ" السارية في تركيا منذ محاولة الانقلاب في منتصف يوليو/تموز.
وذكر البيان أن الاتحاد الأوروبي "ينتظر تقييم" المراقبين الدوليين لمجريات الاستفتاء و"ما يتصل أيضا بمزاعم (المعارضة التركية) عن حصول تجاوزات".
أردوغان يواصل التحدي
واستبق أردوغان هذه النصيحة الغربية، ودعا الدول والمؤسسات الأجنبية إلى احترام نتيجة الاستفتاء على توسيع سلطاته.
وقال أردوغان، في خطاب ملتفز، "نريد أن تحترم الدول والمؤسسات الأخرى قرار الأمة"، داعيا الحلفاء إلى أن يدركوا في شكل أكبر ما تواجهه تركيا من "حساسيات" في "حربها ضد الإرهاب.
وبينما اتهم أبرز حزبين معارضين في تركيا الأحد السلطات التركية بـ“التلاعب" بنتائج الاستفتاء، وأعلنا نيتهما الطعن على النتائج، واصل أردوغان تحديه وأعلن اليوم إمكانية إجراء استفتاء آخر حول إعادة العمل بعقوبة الإعدام، في خطوة قد تنهي عملية انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان اردال اكسونجر، الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري المعارض (ديمقراطي اشتراكي)، قد قال إنه سيطعن بنتائج نحو 37% من صناديق الاقتراع، ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 60%، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام تركية.
من جهته قال حزب الشعوب الديمقراطي المعارض أيضا عبر تغريدة أنه سيطعن في صحة البطاقات في "ثلثي" صناديق الاقتراع، معتبرا أن "المعطيات التي تصلنا تفيد بأن تلاعبا قد حصل يوازي ثلاث أو أربع نقاط مئوية".
ويندد الحزبان المعارضان بقرار المجلس الانتخابي احتساب البطاقات غير المختومة التي استخدمت خلال الاستفتاء، واعتبرا هذا الأمر "خرقا" للقواعد المرعية الإجراء.
كما ندد بولنت تزكان، وهو أيضا أمين عام مساعد في حزب الشعب الجمهوري، في تصريح إلى شبكة "سي ان ان تورك"- بقرار المجلس الانتخابي.
وصرح عثمان بايدمير، المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي، أن اثنين من نوابه توجها إلى مقر المجلس الانتخابي لتقديم اعتراض على هذا القرار.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز