أردوغان في أوكرانيا.. وساطة تتجنب غضب بوتين
في محاولة لنزع فتيل التوتر بين حليفه الأوكراني وروسيا القوية، يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى كييف اليوم الخميس.
وبينما أعرب أردوغان مرارا وتكرارا عن أمله في ألا يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى "غزو أوكرانيا"، فقد صاغ تلك التحذيرات على أنها نصيحة من صديق ، في محاولة لموازنة حاجة تركيا إلى علاقات ودية مع روسيا ، وشراكة عسكرية مربحة مع أوكرانيا ، والتزاماتها تجاه حلف الأطلسي.
والأسبوع الماضي، أعرب أردوغان، عن أمله في ألّا تقدم موسكو على عمل عسكري ضد أوكرانيا، قائلا: "بصفتنا عضو في الناتو لا نريد حربا بين البلدين ستكون نذير شؤم للمنطقة"، داعيا إلى "حل سلمي" للأزمة الحاصلة.
كما جدد الرئيس التركي عرض خدماته في إمكانية فتح الطريق المؤدي إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا عبر جمع زعيمي البلدين "في تركيا إذا أرادا".
ومنذ تلك التصريحات التي أدلى بها أردوغان في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزة المحلية الخاصة، اكتفى بوتين بشكر نظيره التركي على دعوته، لكنه قال إنه سيرد "عندما تسمح جائحة كورونا وجدول أعماله بذلك".
وتتمتع أنقرة بعلاقات جيدة مع كل من كييف وموسكو ، لكنها تعارض السياسات الروسية في سوريا وليبيا ، فضلاً عن ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014.
حتى إن تركيا باعت طائرات بدون طيار متطورة لأوكرانيا، وهو الأمر الذي أثار غضب موسكو.
على ماذا تعول تركيا؟
وبدون أن يغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من المفترض أن يلتقي أردوغان خلال زيارته، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تواجه بلاده تهديدا بغزو روسي مفترض تنفيه موسكو.
ويعول الرئيس التركي في محاولته هذه على عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلاقاتها الجيدة مع أوكرانيا الشريك التجاري لأنقرة.
وتأتي زيارته إلى كييف، اليوم، بعد جهد أخفق في استضافة الزعيمين الأوكراني والروسي في اجتماع وساطة، تلته دعوة فردية لبوتين.
وتحتل تركيا موقعا جغرافيا وسياسيا فريدا في المنطقة، بما في ذلك سيطرتها على الوصول إلى البحر الأسود ، ووجود ثلاثة خطوط أنابيب تنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أراضيها وخارجها إلى أوروبا.
وفي علاقة اتسمت بنوبات من التعاون والمواجهة، حافظ أردوغان وبوتين بشكل عام على حوار ثابت، وتمكنا على الأقل مؤقتا من حل الخلافات حول سوريا وآسيا الوسطى.
وفي عام 2017، خالف أردوغان الناتو والولايات المتحدة بشراء نظام دفاع روسي مضاد للطائرات بقيمة 2.5 مليار دولا، مما دفع واشنطن إلى تعليق مشاركة تركيا في برنامج المقاتلات الشبح F-35 ومن شراء الطائرات.
وبين تحذيرات أمريكية من وضع "كارثي" واتهامات من موسكو بـ"تأجيج الهستيريا" ضد أوكرانيا يتصاعد لهيب التوتر في الأجواء المحيطة بالأزمة الأوكرانية، منذ أسابيع.
توتر تبلغ ذروته ويعيد إلى الأذهان شبح الحرب الباردة ويدفع بالأزمة الأوكرانية إلى الواجهة مجددا، وسط مخاوف غربية -أمريكية بالأساس- من اجتياح روسي، مقابل نفي قاطع من قبل موسكو لوجود أية نية للغزو.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز