روسيا وأزمة أوكرانيا.. محاذير على حدود عدم المواجهة
تحذير بريطاني من تداعيات "كارثية" لغزو روسي محتمل لأوكرانيا في انتقادات تتراكم لتشكل حدود عدم المواجهة المنشود بين موسكو والغرب.
محور صراع جديد بين الشرق والغرب باتت تشكله أوكرانيا؛ الجمهورية السوفيتية السابقة، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة يخشى أنها ستكون الأخطر منذ الحرب الباردة، وإن يستبعد خبراء فرضية حرب يرسم محاذيرها الغرب عموما والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص.
وما بين محاذير الغرب وشبح التصعيد، تطالب موسكو بضمانات أمنية تتمحور بالأساس حول عدم تمدد حلف شمال الأطلسي الناتو شرقا، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدودها، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997.
جونسون يحذر
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذر من خطر واضح ووشيك بحصول تدخل عسكري روسي في أوكرانيا، وقال خلال مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي في كييف، إن مصالح موسكو الاستراتيجية ستواجه عقوبات إذا قامت روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية.
وتابع أن "أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون كارثة"، معتبرا أن الأخيرة سترتد على موسكو التي تقول إن الغرب لا يراعي مطالبها الأمنية.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني الذي زار أوكرانيا في إطار دعم غربي لكييف، عن أمله في أن تنخرط روسيا بالمسار الدبلوماسي الساعي إلى إيجاد حل للأزمة الحالية.
فرنسا: لا مؤشرات
وفي موقف أقل تشنجا، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، في تصريحات أدلى بها الأربعاء للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي، أنه لا وجود لدلائل في هذه المرحلة تشير إلى أن روسيا مستعدة للتحرك في أوكرانيا.
والأسبوع الماضي، قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، إن فرنسا تدعو إلى حوار مباشر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا حول رسم السياسة الأمنية في أوروبا.
وحينها، أكد بون في تصريحات إعلامية، أنه "ينبغي أن يكون لدينا كاتحاد أوروبي (…) اقتراحات، حوار منظم ومنتظم مع روسيا، مع بقائنا صارمين".
ورأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعطي أولوية للحوار مع الولايات المتحدة، لأن ذلك يذكر بزمن الحرب الباردة وتصادم القوى العظمى ويسمح له أيضا باحتمال "تقسيم" الأوروبيين، على حد قوله.
هواجس روسية
في تصريحات أدلى بها الثلاثاء، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتعمد جر روسيا إلى حرب وتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا.
وفي ختام محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في الكرملين، أكد بوتين أن موسكو "لم تتلق جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل (الاتحاد الأوروبي)" على مطالبها المحورية الثلاثة.
وقال: "وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر "، محذرا من أن سياسة "الأبواب المفتوحة" التي يصر "الناتو" على تمسكه بها لا تحمل صيغة قانونية.
وشدد بوتين على "ضرورة إيجاد أسلوب لضمان مصالح وأمن جميع الأطراف"، في إشارة إلى موسكو وكييف والدول الأوروبية، معتبرا أنه لا يمكن القيام بذلك إلا "في حال التعامل الجدي والأخذ بالمقترحات التي قدمناها" للضمانات الأمنية.
هواجس تشكلها الضمانات الأمنية بالنسبة لموسكو التي أكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف في حديث عنها، أن الغرب يحاول تجاهل المبدأ الأساسي للأمن في عدم قابليته للتجزئة في أوروبا، والوثائق التي لا تسمح بتعزيز أمن الغرب على حساب الدول الأخرى.
وقال لافروف، في رسالة سابقة لوزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "يمنحون الأولوية حرفيا وحصريا لمبدأ حرية اختيار التحالفات، متجاهلين تماما الشرط الذي تم الاتفاق عليه وعلى أعلى مستوى بعدم جواز التعدي على أمن الدول الأخرى".
وأشار إلى أن "واشنطن أبلغت عن ورود رد من روسيا على مقترحاتهم في ما يتعلق بالضمانات الأمنية، وموسكو تواصل تمحيص المقترحات الأمنية الأمريكية في الأجهزة الروسية المعنية".
والأربعاء الماضي، تلقت الخارجية الروسية ردا مكتوبا من واشنطن على مقترحات موسكو للضمانات الأمنية، كما تلقت من "الناتو" رده على مسودة مقترحاتها للضمانات الأمنية في أوروبا.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التصريحات المتواترة، محذرة حينا ومهادنة أحيانا، تمضي الأزمة الأوكرانية على خط متقلبو فيما يؤكد محللون أن موسكو لن تكرر سيناريو القرم قبل 8 سنوات ولن تقدم بالتالي على غزو أوكرانيا وذلك لأسباب كثيرة ترسم حدود عدم المواجهة المفروض بحسابات الربح والخسارة لكل طرف.
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز