محللون أتراك: أردوغان أهدر مليارات الدولارات على مشروعات "مجنونة"
المحللون يؤكدون أن السياسات الديكتاتورية لحزب العدالة والتنمية أدخلت الاقتصاد التركي نفقا مظلما لا توجد مؤشرات على الخروج منه.
يبدو أن حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإقامة اقتصاد بقيمة تريليوني دولار في تركيا بحلول العام 2023، بدأ يتبدد مع دخول الاقتصاد التركي إلى مرحلة الركود وفقا لاعترافات أردوغان نفسه في كلمة ألقاها يوم الجمعة، مدفوعا بحقيقة لم يكن يودّ الاعتراف بها، وهي أن تركيا تواجه الآن كسادا اقتصاديا بسبب أزمة في العملة.
وجه محللون اقتصاديون أتراك اتهامات صريحة للرئيس التركي بمسؤوليته عن دخول الاقتصاد التركي في نفق مُظلم لا توجد مؤشرات على الخروج منه، نتيجة سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، وسعيه لإحكام قبضته على مفاصل الاقتصاد وإهدار مليارات الدولارات على مشروعات "مجنونة" لا تحقق العائد المرجو منها.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي التركي جوخان باسيك، في النسخة الإنجليزية بصحيفة "أحوال" التركية، إن سياسات أردوغان دفعت تركيا نحو أزمة اقتصادية لا خروج منها، نتيجة تدمير حزب العدالة والتنمية العلاقة المنضبطة بين الدولة والاقتصاد في ظل سيطرته على مفاصل الاقتصاد، وعدم إفساح أي مساحة للاعبين اقتصاديين مستقلين.
وأوضح أن هذه الوضعية أسفرت عن مشكلتين رئيسيتين، تتمثلان في التوسع المفرط للدولة، والزيادة غير الطبيعية في معدلات الإنفاق العام.
بل إن الطامة الكبرى التي ألقى جوخان باسيك الضوء عليها هي إهدار مليارات الدولارات على مشروعات فارهة ومجنونة لا تحقق العائدات المرجوة، مثل عربات التلفريك والترام وشلالات المياه الاصطناعية، علاوة على إنشاء حلبة سباق "فورمولا 1" في إسطنبول بتكلفة 250 مليون دولار وتستخدم الآن كموقف سيارات.
تابع: مطار ظافر أيضًا يستخدمه 5% فقط من العدد المتوقع للركاب، ما يعكس حجم الأزمة التي تسببت فيها السلطات التركية.
شدد المحلل الاقتصادي على أن أنقرة لن تخرج من مأزقها الاقتصادي لأن الحل يتطلب اعتراف أردوغان بفشل سياسيته، وهو ما لن يفعله، فضلاً عن تخفيف قبضه حزب العدالة والتنمية على مفاصل الاقتصاد.
يقول براد سيتزر، الزميل المتخصص في الديون السيادية والاختلالات والتدفقات الرأسمالية في مجلس العلاقات الخارجية التركية، إن آثار الركود المحتمل في البلد العضو بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بدأت في الظهور بالفعل، وقد يقلص الناتج الاقتصادي التركي إلى نحو 600 مليار دولار من حوالي 850 مليار دولار حاليا.، خاصة مع إعلان أردوغان عن توجهه لخفض الإنفاق العام لمواجهة الأزمة المتصاعدة.
ومن بين الاستثمارات المعلقة ما وصفه أردوغان نفسه بأنه "مشروع مجنون" - وهو عبارة عن قناة ملاحية تكلفتها 30 مليار دولار تهدف إلى تجنب المرور عبر مضيق البوسفور في إسطنبول. تلك التخفيضات في الإنفاق تأتي في وقت تضطر فيه الحكومة لتحقيق وفورات كبيرة في الميزانية وزيادة الإيرادات.
نتيجة هذه السياسات الاقتصادية الفاشلة، طالت الأزمة قطاعات حيوية أبرزها القطاع الصحي، إذ أعلن عضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة إسطنبول، زكي كيليتش أصلان، أن الطاقم الطبي في مستشفى جابا بدأ إضرابا بسبب عدم تلقيهم مستحقاتهم الإضافية في الشهر الأخير.
أضاف: في كثير من مستشفياتنا، أصيب النشاط التجاري بحالة من الركود؛ حيث انسحبت الشركات من عقودها، وسيصل الأمر إلى نقطة لن يتم فيها إمداد المستشفيات بالأدوية الضرورية.
aXA6IDMuMTQ5LjI5Ljk4IA== جزيرة ام اند امز